ضرورة إعادة تأهيل المباني لتصبح خضراء ومعزولة ومرنة من ناحية التقشف في الطاقة واستهلاك الكهرباء حتّمت على المجتمع العلمي إنشاء منصّات بحثية، تتشابك فيها العلاقات الدولية بهدف تبادل المعرفة علّنا ننجح في صياغة سبل تحقيق أهداف التحوّل البيئي في الهندسة العمرانية. 

خير مثال في فرنسا على تلك المنصّات، المنصّة التي تديرها المدرسة الوطنية للأشغال العمومية المستدامة ENTPE في مدينة Vaulx-En-Velin بالقرب من مدينة Lyon. هذه الجامعة التي هي تحت وصاية وزارة التحوّل البيئي دشّنت البارحة داخل حرمها بيت  Villa Sobre. 

الهدف من إعادة تأهيل فيلا Sobre هو أن تكون مكانا يستقبل البحوث التجريبية التي تدور في فلك تحسين المباني على صعيد الرصانة الطاقوية وكفاءة الطاقة والراحة الحرارية لأنّ مدرسة الهندسة ENTPE تشاء أن يكون لها وقع في مجال إيجاد حلول للتحوّل العمراني الصديق للبيئة كما جاء في التسجيل الصوتي على لسان أحد مديري الأبحاث، محمّد المنكبي.

مدرسة الهندسة ENTPE احتفلت العام الماضي بعيد ميلادها الخمسين وهي مصمّمة على إبقاء حرمها الجامعي الفرنسي مفتوحا أمام طلاب الدكتورة الأجانب. أمّا أبرز الأطروحات التي تشرف حاليا عليها مدرسة ENTPE فيدور موضوعها حول تطوير منهجية شاملة لتقييم الأداء الطاقي الكلّي للمباني. تكتب هذه الأطروحة، للعام الثالث، طالبة الدكتورة المغربية والاختصاصية في النجاعة الطاقوية والبنايات الخضراء، هدى الرتبي. لنسمتع من خلال التسجيل الصوتي إلى ما جاء على لسانها حول موضوع بحثها. 

من خلال شركائها ومن بينهم شركة Areva للطاقة التي تشرف على إعداد قانون حراري جديد في فرنسا يكون متكيّفا مع مبادئ الرصانة الطاقوية وتخفيض البصمة الكربونية للعمران الأخضر، تسعى المدرسة الوطنية للأشغال العمومية المستدامة ENTPE إلى إنشاء ائتلافات دولية يكون الهدف منها تسريع عجلة التحوّل العمراني مع ما تقتضيه تحدّيات التغيّر المناخي.