عناوين النشرة العلمية :

 

- نصائح تحسين مدّة النوم sleepmaxxing على وسائل التواصل الاجتماعي هي سخيفة وخطيرة وعبثية

 

- دواء Nitisinone قد يشكّل سلاحا قويا لمكافحة البعوض الناقل للأمراض

 

- الكلاب الشاردة ستوضع في الملاجئ حفاظا على السلامة العامة في العاصمة الهندية فيما المغرب يواجه ضغوطا لتعقيم الكلاب الضالة بدل قتلها

التُرّهات والنصائح الصحّية باطلة النفع تَفيض وسائل التواصل الاجتماعي بها. تتعدّد منشورات الفيديو على منصّتي "إكس" و"تيك توك" لمؤثّرين يروّجون لما يسمّونه بثقافة تحسين مدّة ونوعية النوم sleepmaxxing. المروّجون لهذه الصيحة ينصحون بإلصاق الفم أثناء ساعات النوم، وبعدم بلع أي سوائل قبل ساعتين من وقت النوم، مما يضمن أحلاما سعيدة. ويدعو بعض مشاهير شبكات التَواصُل الاجتماعي الذين يدافعون عن صيحة تدابير تحسين النوم sleepmaxxing إلى أكل الكيوي بكمّيات كبيرة والذهاب إلى السرير كحدّ أقصى في تمام الساعة العاشرة مساء مع وجوب وضع غطاء ثقيل على الجسم والنوم في غرفة مظلمة وباردة جدا. وتذهب النصائح السخيفة بشأن تحسين النوم إلى حدّ إبقاء الرأس معلّقا فوق الوسادة بواسطة حبل مربوط بلوح السرير الخلفي. ولكن بعدما أفادت وسائل الإعلام الرسمية في الصين هذه السنة بأن شخصا مات أثناء نومه نتيجة "شنقه من رقبته"، بدأ الخبراء يدقون ناقوس الخطر.

إلى ذلك تدعو بعض الفيديوهات إلى تناول مكملات المغنيسيوم والميلاتونين لتحسين مدّة النوم، إنّما الأكاديمية الأميركية لطبّ النوم لا تنصح بتناول الميلاتونين لعلاج الأرق. وأوضحت الأكاديمية في مقال نُشر في العام 2015 أنّ دواء الميلاتونين مخصّص حصرا للمسافرين البالغين. يكون الهدف من تناول الميلاتونين لدى المسافرين تخفيف الازعاج من فارق التوقيت ما بين بلد وآخر ما يعرف بالاضطراب المصاحب للسفر الجوّي  jet-lag.

الباحث في مجال التضليل الإعلامي  Timothy Caulfieldفي جامعة ألبرتا في كندا، أشار إلى أنّ ممارسات متطرفة كهذه بهدف "تحسين النوم"، تعتبر سخيفة وخطيرة ولا يتوافر في شأنها "أي دليل طبي أو علمي يثبت جدواها".

من جهتها، إنّ اختصاصية الأرق في المملكة المتحدة Kathryn Pinkham أعربت عن قلقها من نصائح تحسين النوم المنتشرة على المنصّات الالكترونية والتي قد تكون في أحسن الأحوال عديمة الفائدة، وفي أسوأها خطيرة على الأشخاص الذين يُعانون اضطرابات نوم فعلية.

 يُذكّرنا مصطلح "تحسين النوم" بصيحة أخرى على مواقع التواصل تعرف بـ "تحسين الشكل looksmaxxing"، التي يروّج مشاهير الشبكات من خلالها إلى ممارسات تهدف إلى "تحسين" شكل معين من الجمال الذكوري. إلّا أنّ الكثير من المقترحات الصحيّة على وسائل التواصل تصدر عن مبتدئين ولا تستند إلى أي أساس طبي.

 

هل سنتمكّن من وقف لسعات البعوض بفضل دواء nitisinone ؟ 

أكثر حشرة نتأفّف منها في الصيف هي البعوضة التي يفسد طنينها نومنا حين تحوم حول آذاننا باحثة عن وجبة غذاء من دمائنا. في جديد الأبحاث الدائرة في فلك إيجاد أدوية لمكافحة الأمراض المنقولة عبر البعوض، توصّلت مدرسة ليفربول للطب الاستوائي إلى قناعة مفادها أنّ عقار (Nitisinone)، يمكن استخدامه كمبيد حشري تلامسي قوي يلعب دورا هاما في مقتل البعوضة التي كانت على احتكاك بمادته أو يمكن استخدامه كدواء يحوّل دمّ الإنسان والحيوان إلى سمّ قاتل للبعوضة التي امتصّت دمّهما.   

سبق وأن حصل عقار Nitisinone على الترخيص لـأنه آمن في معالجة مرضين وراثيين نادرين لدى البشر هما alkaptonurie  ومرض " tyrosinémie" من النوع الأول.

في تجارب المختبر وحين أطعمت إناث البعوض دما يحوي مادة Nitisinone، ماتت صغار البعوض وكبارها وتلك التي تستطيع مقاومة مبيدات الحشرات كمبيد ivermectine. كما تبيّن في المختبر أن الأسطح التي عولجت بمادة Nitisinone ساهمت بمقتل البعوض بعدما امتصت المادة عبر أرجلها في آليّة لا زالت تحتاج إلى تفسير عبر الأبحاث.

بنظر العلماء في مدرسة ليفربول للطب الاستوائي، سيمهّد دواء Nitisinone الطريق لابتكار طريقة واعدة في مكافحة الملاريا، التي تُسبّب ما يقارب 300 مليون إصابة و600 ألف وفاة سنويًا. سيركز عمل الباحثين الآن على مدة تأثير Nitisinone وفعاليته ميدانيًا. وسيحسبون الجرعة المثلى التي يجب إعطاؤها لضمان الحماية من البعوض دون الإفراط في وصف الأدوية.

 

هل أنتم مع قتل الكلاب الشاردة أو مع تلقيحها وتركها في حرّيتها ؟  

 

يجوب ما لا يقل عن 60 ألف كلب شارد شوارع نيوديلهي العاصمة الهندية. بعد ازدياد حوادث العضّ التي يؤدي بعضها إلى وفيات ناجمة عن داء الكلب،

 أمرت المحكمة العليا الهندية بنقل عشرات الآلاف من الكلاب الضالة في العاصمة إلى الملاجئ حفاظا على السلامة العامة إذا ما علمنا أنّ الهند تُسجّل أكثر من ثلث وفيات داء الكلب في جميع أنحاء العالم، وهي مشكلة تفاقمت بسبب نقص برامج التعقيم والأحكام القانونية التي تسمح بقتل الكلاب.

وأكدت المحكمة أنها ستتخذ إجراءات ضد أي ناشط في مجال حقوق الحيوان يعرقل هذا القرار. كما أمرت باستحداث خط ساخن يعمل على مدار الساعة للإبلاغ عن عضات الكلاب، وطلبت من السلطات إبلاغ السكان بأماكن توافر لقاحات داء الكلب.

من جانب المغرب حيث تُقدّر حوادث هجمات الكلاب الضالة بنحو مئة ألف حالة سنويا، يضغط نشطاء للرفق بالحيوان لتعميم تعقيم تلقيح الكلاب الضالة بدل قتلها، في خضّم اتهامات للسلطات بالسعي للتخلص من الكلاب الشاردة بمناسبة فوز المغرب بحق المشاركة في تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.  

مشروع "حياة" لحماية الكلاب الضالة في المغرب يهدف إلى الإمساك بالكلاب الضالة وتعقيمها وتلقيحها، قبل إعادتها إلى أماكن عيشها الأصلية. تقنية هذا المشروع تساعد في منع توالد الكلاب الضالة وتقليص مخاطر الإصابة بالسُعار من دون الاضطرار إلى قتلها.

على الرغم من أنّ الحكومة المغربية نفت أي نية للتخلص من الكلاب الضالة، مؤكدة أنها تفضل منذ العام 2019 تقنية الالتقاط والتعقيم والتلقيح، فإنّ

مؤسسة بريجيت باردو الفرنسية للرفق بالحيوان دعت الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى سحب الحق بتنظيم المونديال من المغرب.  

تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة المغربية قدّمت في 10 تموز/يوليو الفائت مسودة مشروع قانون يُرتقب تبنيه بعد دراسته في البرلمان هو الذي ينصّ على "حماية الحيوانات الضالة والوقاية من أخطارها" على أن تفرض عقوبات بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر، أو ان تفرض غرامة مالية بين 500 إلى 2000 دولار ضد كل من "قام عمدا بقتل حيوان ضال أو تعذيبه أو إيذائه".