في عالم يراه حلبة قتال لا يمنح ما تريده بسهولة، أدرك "المتلاعب النفسي" أن البقاء يتطلب أن يكون لاعبًا أساسيًا، وأن الضعف ليس له مكان في هذه البيئة القاسية. بدأت رحلته بفهم عميق لنقاط ضعف البشر، أو ما يسميها "الأزرار". تعلم كيف يستغل الرغبة في إرضاء الناس، أو عدم القدرة على الرفض، أو ضعف الثقة بالنفس، أو الحاجة إلى الاتكال. أدرك أن الثقة المفرطة، والتعاطف الزائد، والضمير المفرط، والسذاجة، تجعل الناس فريسة سهلة. كان الوحيدون أو المتضررون عاطفيًا أو ماليًا أهدافًا واضحة له. صقل المتلاعب أدواته: أساليب ومهارات واعية. كان عليه أن يظهر بمظهر الشخص الرائع الذي يهتم بالآخرين، وأن يغطي أفعاله السلبية بقناع الإيثار وحب الخير. كانت صورته الخارجية الإيجابية وشخصيته الودودة سلاحه الأول. جزء أساسي من تدريبه كان التحكم المطلق في مشاعره واكتساب برودة الأعصاب. الهدوء والغموض جعله أقوى ويؤخذ على محمل الجد. تعلم فن الغموض والسرية، وتقليل ما يكشفه عن نفسه. كانت المعلومات سلاحه الخفي. جمعها سراً عن الجميع، مدركًا أن معرفة أسرار الآخرين تجعل مصيرهم مرتبطًا بمصيره. برع في تقنيات الخداع والكذب ببراعة، إما بحجب جزء من الحقيقة، أو عدم سرد القصة كاملة، أو تحريف الوقائع. تدرب على تجنب الإشارات التي تفضح كذبه. استخدم الغضب كدفاع أو أداة للسيطرة. كان ماهراً في تغيير تصورات الناس للواقع، يزرع الشك في عقولهم ويجعلهم يشككون في أنفسهم أو حتى في عقلهم. أحيانًا، كان يسعى لتدمير إحساس الضحية بهويتها. استغل نقاط الضعف العاطفية بفاعلية، خاصة الشعور بالذنب، ليجعل الضحية تستسلم. كما استفاد من مبدأ المعاملة بالمثل، بتقديم خدمات صغيرة لطلب أكبر لاحقًا. استخدم تقنيات الإقناع مثل البدء بطلب صغير أو طلب كبير غير معقول لتبدو الطلبات التالية مقبولة. خلق إحساسًا زائفًا بالإلحاح. لم يتردد في استغلال الشائعات والنميمة، مدعيًا أنه سمعها من شخص آخر، ليدفع الآخرين للقيام بعمله القذر أو لتشويه سمعة شخص ما. سعياً للسيطرة، عمل على جعل الضحية تعتمد عليه، مقدمًا شيئًا فريدًا أو معززًا لغرورها. لعب دور الضحية لتجنب المسؤولية والحصول على التعاطف. آمن بأن الناس يحبون من يحبهم ويدافعون عن وجهة نظره، وأن المظهر مهم. في جوهره، كان يرى الناس إما مفيدين أو غير مفيدين في سعيه نحو القوة. عرف ما يريد واستخدم جميع الوسائل المتاحة. لم يسمح لأحد بخداعه، ورأى الحياة كلعبة شطرنج مستمرة تتطلب تفكيرًا استراتيجيًا دائمًا. اختار التلاعب النفسي لتحقيق المكاسب الشخصية، الاستفادة المادية، وفرض السطوة والقوة.