شعر عبد الله زيود
صوت أحمد قطليش
"عِقد الفَقد" / عبدالله الزيود
- أعود إلى حيث تَركتكَ منذ ستة أعوام؛
ها قد صرتَ في الثانية والعشرين، بنطالك الجينز ما انفكّ نظيفًا ويضعُ ساقًا على الأخرى عند طرف السّرير
-والسّرير بلا زعيقٍ تحتَ الأنقاض-
قميصكَ يُكتّفُ يديه وراء ظهره، وابيضَّتْ عين الضوء في غرفة المعيشة.
ـ ـ
لقد كبرتَ يا حبيبي وضاقت الغرفة عليك، وكَبر إخوتك وعادوا؛ عادوا إلى الحرب بأكتاف صلبةٍ، وعزيمة أشدّ.
ـ ـ
أعود إليك وكلّي أملٌ بأن تسمع نداء العائلة، أرجوك يا بنيّ، لقد طرزتُ ثوب تخرّجكَ بيديّ، ودرَّبتُ نَفَسي لأطْولِ زغرودةٍ تصْدَح في حنجرة امرأة ...
عُدْ
عُدْ يا بنيّ ..
ليس من البرّ أن تتركني
هكذا
في كلّ عامٍ
آتي إليكَ لأحضنَ الشّـــــــــــاهـدة !
.