تخيل لو جالك منحة في أكبر جامعات العالم في التخصص اللي إنت بتشتغل فيه؟

والمنحة دي قب.د.ل ما إنت تروح وتبدأ دراسة فيها، بعثوا لك سي دي أو دي في دي فيه فيلم تسجيلي عن عظماء هذه الجامعة،

من يوم ما الجامعة اتفتحت لحد النهارده، فيها سيرة كل واحد من الأوائل والمتفوقين في كل سنة من السنين إلي الجامعة دي كانت تتقدم فيها للأمام،

لحد ما وصلت إنها أعلى جامعة في العالم.

تخيل انبهارك بالناس الأوائل دي حتبقى عاملة إزاي؟ وتخيل مدى ثقتك في ما فعلوا ليصلوا بالجامعة إلى هذا المستوى،

وتخيل تركيزك على تضحيتهم وبذلهم، وإزاي آثروا التقدم العلمي في الجامعة دي، أو أبحثاهم اللي عملوها عن كل حاجة من متع الحياة ليصلوا لهذه المرتبة،

إن هما يكونوا قدوات لهذه الجامعة في كل الطلبة اللي جايين إلى اليوم الذي تقدمت فيه إلى هذه الجامعة، ولله المثل الأعلى. ده حالنا مع الرسل والأنبياء.

الرسل هم أفضل البشرية على الإطلاق، هم أعلى ناس وصلوا إلى الله في جامعة الإسلام، الناس دي هي أكثر ناس بذلت وضحت وآثرت الله

على نفسها، ومالها، وولدها حتى وصلوا إلى هذه المرتبة العظيمة فاصطفاهم الله ليكونوا رسل الله

يبقى لازم إن إحنا نهتم بسيرة هؤلاء الأنبياء والرسل، كما يهتم أهل الدنيا بسيرة المتفوقين من أهل الدنيافي مجالاتهم، لنتعلم منهم كيف نصل إلى الله

قبل ما نتكلم عن الإيمان بالرسل، لا بد نفهم ما هي منزلة الإيمان بالرسل من الدين؟

طبعًا الإيمان بالرسل هو ركن من الأركان الستة للإيمان، لما سأل جبريل النبي –صلّى الله عليه وسلم- عن الإيمان،

قَالَ: فأخبرني عَنْ الإيمان؟ قَالَ: "أن تؤمن باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر؛ وتؤمن بالقدر خيره وشره"،

يعني إنت إيمانك لن يكمل أبدًا، إلا لو آمنت بالرسل الذين أرسلهم الله

هدًى للناس

كذلك الإيمان بالرسل ده شيءعظيم جدًا جدًا جدًا، لأن الله عز وجل أخبرنا أن الأمة التي كذبت برسول واحد من رسل الله قد كذبت بالرسل أجمعين

كما قال الله في كثيرٍ من الأمم "كَذَّبَت ْعَادٌ الْمُرْسَلِينَ"الشعراء:123

طبعًا عاد لم تكذب إلا نبي واحد لكن الله جعلهم لما كذبوا نبيًا واحد من أنبياء الله أنهم كذبوا بجميع المرسلين. يعني إيه الكلام ده؟

يعني اللي يكفر بنبي واحد من أنبياء الله يبطل إيمانه بالكلية، بالإيمان بالرسل أجمعين، فلذلك لا بد أن نؤمن بالرسل أجمعين ولا نفرق بين أحدٍ من رسل الله

كما علمنا الله في كتابه "لا نُفَرِّق بَيْن أحدٍ من رُسُلِه"البقرة 285

والله علمنا أن الرسل هم البينة،

"لَمْ يَكُنِ الَّذِين َكَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ*رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ .."

 إيه البينة اللي ربنا جعلها على الناس؟

إيه الحجة القائمة التي لا تنقطع عن البشرية كلها؟

الرسول هو حجة الله على قومه، هو الذي يبلغهم الحلال والحرام، هو الذي يعلمهم ما يفعلون وما يتركون،

وهو القدوة والأسوة لأمته أجمعين، فلذلك لا بد نأتسي بالرسل، ونعرف فضلهم علينا، ونعرف كيف نتعلم ونتلقى الوحي من خلالهم، فالرسل لهم منزلة عظيمة جدًا في حياتنا

من أعظم ما شرفنا الله به في دنيانا، وفي حياتنا كلها أن جعلنا من أمة خير الرسل، وأفضلهم على الإطلاق وهو محمد-صلّى الله عليه وسلم-،

النبي محمد عليه الصلاة والسلام هو أشرف الرسل على الإطلاق، بل إن جميع المعجزات التي الله عز وجل أعطاها للأنبياء، كان للنبي محمد –صلّى الله عليه وسلم- نصيبًا منها يعني إيه الكلام ده؟

يعني تعالى لأي نبي من الأنبياء وشوف فضله على أمته، حتلاقي له عدة فضائل، وعدة معجزات، حتلاقي كل معجزة وفضل النبي –صلّى الله عليه وسلم- كان له نصيبًا من ذلك،

فكما أن موسى عليه السلام مثلًا كان كليم الله سبحانه وتعالى وكلَّمه الله فالنبي محمد-صلّى الله عليه وسلم- الله عز وجل كلمه في الإسراء والمعراج،

كما أن إبراهيم كان خليل الله فالنبي-صلّى الله عليه وسلم- هو خليل الله.

وكذلك لو بحثت لوجدت في كل معجزةٍ وشرف لنبي من الأنبياء، شرفًا ومعجزةً لنبينا محمدٍ-صلّى الله عليه وآله وسلم-.

والنبي محمد-صلّى الله عليه وسلم- له عدة معجزات عظيمة جدًا جدًا جدًا،

الموضوع كبير جدًا وطبعًا لا يتسع المقام إن إحنا نتكلم عن التفاصيل،

لكن باختصار النبي محمد-صلّى الله عليه وسلم- له معجزات أعظمها وأجلها هو القرآن،

لذلك رمضان أصلًا شهر القرآن،يعني رمضان هو شهر المعجزة الباقية الخالدة التي نتشرف بها، وهي ذكرٌ لنا يعني إيه ذكر؟ يعني شرف لنا، "ذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ" الزخرف:44

يعني إيه ذكر؟ قال العلماء الذكر هو الشرف،فالقرآن يجب أن نأخذه أيضًا من هذا الباب أنه معجزة للنبي محمد –صلّى الله عليه وسلم-، وفيه جانب آخر مهم جدًا جدًا جدًا،