كان هناك شخص يبحث عن حياة أكثر هدوءًا وسعادة، كما وعد كتاب "فن الحياة البسيطة" الذي يقدم 100 عادة يومية من كبار رهبان الزن اليابانيين. بدأ رحلته بتخصيص وقتٍ للفراغ، منتبهًا فيه إلى ذاته. اكتشف أن ترتيب الأشياء من حوله يمكن أن يساعد، فبدأ بترتيب طاولة مكتبه، مدركًا أن التنظيف يصقل الذهن.
تعلم أن يقدر لحظات الحياة اليومية البسيطة، فلا يستخف بوجباته، وعندما يجلس للأكل، يركز فقط على الأكل. وجد أن تقليص متاعه وعدم اقتناء إلا ما يلزم يحرره ويجلب له راحة. في سعيه نحو حياة الزن البسيطة، خصص وقتًا ليكون فيه وحده، وبدأ يتواصل مع الطبيعة، باحثًا عن السعادة الموجودة تحت عينيه.
أصبح يركز على بذل قصارى جهده لإنجاز ما يمكن إنجازه الآن، مؤمنًا بأن هذا سيعود عليه بالخير. اكتشف القوة الهائلة في أن يكون حرًا بلا قيود بمجرد الاستغراق فيما يفعله ببساطة. تعلم ألا يدع المهام التي تنتظره تخمد عزيمته، بل يجد طريقة لجعل العمل أكثر إمتاعًا.
أدرك أن لا يوم أهم من اليوم الحاضر، كما لو أنه يزرع زهرة واحدة في يومه. بدأ بداية سليمة في طريق التغيير، يبنيها تدريجيًا كالسلحفاة الصاعدة. حرص على الحفاظ على ذاته، مدركًا معنى أن يحمل تميمة خاصة به.
تقبل فكرة أن لا يخاف من التغيير، وبدأ يقطع ارتباطه بالماضي. أصبح يلاحظ التغيرات من حوله، مدركًا أن الوعي بها ينشئ كل شيء آخر. بدأ يمنح الأولوية للشعور بدلًا من التفكير ليضفي نكهة حقيقية على الحياة. آمن بنفسه، لأنه عندما يستسلم، تتقلص طاقته إلى الصفر. تعلم الصبر وانتظار الفرصة المناسبة عندما لا تسير الأمور كما يرغب.
توقف عن إظهار مشاعره بالأقوال فقط، وبدأ يعبر عنها بالأفعال، كوسيلة لإظهار نواياه الصادقة. تقبل حقيقة أنه ليس من الضروري أن يحبه الجميع، وأن هذا ينطبق حتى على رهبان الزن أنفسهم. توقف عن التركيز فقط على الصواب والخطأ، وبدأ يبحث عن الحلول الوسطى. وأخيرًا، وجد السعادة في أبسط الأشياء، كما لو أنه يجري حوارًا مع حديقة، وعمل على أن يجعل الآخرين سعداء، مقدمًا لهم وليمة مبهجة.
وهكذا، من خلال تبني هذه العادات اليومية البسيطة، وجد الشخص الطريق نحو حياة أكثر هدوءًا وسعادة، على خطى الحكمة المستقاة من رهبان الزن.