في عالم الاستثمار، بزغ نجمٌ لامعٌ اسمه ورن بفت، واشتهر بأسلوبه البسيط والعميق في اختيار الأسهم. أراد الكاتب روبيرت ج. هاغستروم أن يفك شفرة هذا النجاح ويشاركها مع العالم، فكتب كتابه "الأستثمار في الأسهم على طريقة ورن بفت". هذا الكتاب لاقى رواجًا كبيرًا، حتى احتل قائمة الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز وتجاوزت مبيعاته المليون نسخة. يغوص الكتاب في فلسفة بفت الاستثمارية. تبدأ القصة بفكرة بسيطة ولكنها جوهرية: ورن بفت لا يرى الأسهم مجرد أوراق تتغير أسعارها، بل يرى فيها حصصًا في أعمال تجارية حقيقية. فهو يفكر كمالك للعمل، وليس مجرد مضارب. إذًا، ما هي نوعية الأعمال التي يبحث عنها ورن بفت؟ إنها الأعمال الرائعة أو "الشركات الممتازة". تلك التي تفهمها جيدًا، وتتمتع بأرباح مستقرة، ونمو صحي. يبحث عن الشركات التي تمتلك "خندقًا اقتصاديًا متينًا" أو ميزة تنافسية مستدامة تحميها من المنافسين. إنها تشبه قلعة قوية تحيط بها خنادق واسعة. وعندما يجد ورن بفت مثل هذه الشركة الممتازة، لا يشتريها بأي ثمن. بل يبحث عن "هامش أمان" كافٍ. يعني ذلك أنه يسعى لشراء السهم بسعر أقل بكثير من قيمته الحقيقية أو الجوهرية التي يراها في العمل بناءً على قدرته على توليد النقد في المستقبل، والذي يُعرف أحيانًا باسم "أرباح الملاك". لم يصل بفت إلى هذه الفلسفة من فراغ، فقد تأثر بعمالقة قبله. تعلم أساسيات الاستثمار القيمي وهامش الأمان من معلمه الأسطوري بنيامين غراهام. واكتسب من فيليب فيشر أهمية البحث عن الشركات ذات الجودة العالية والإدارة القوية. مزج بفت بين هذين النهجين ليصنع طريقه الفريد. جزء آخر من القصة هو التركيز. بدلاً من توزيع استثماراته على عدد كبير من الشركات التي قد لا يعرفها معرفة عميقة، يفضل بفت التركيز على عدد قليل من الشركات الممتازة التي يفهمها تمامًا. يرى أن الاستثمار في أعمال جيدة بسعر عادل أفضل بكثير من الاستثمار في أعمال عادية بأسعار رخيصة. ولإتمام هذه القصة، يجب أن يتحلى المستثمر بالصبر والانضباط. الاستثمار على طريقة بفت هو رحلة طويلة الأمد، تتطلب الاحتفاظ بالشركات الجيدة لسنوات طويلة، بغض النظر عن تقلبات السوق قصيرة الأجل.