وحوش الخلوات
إلقاء وهندسة: معتصم الشامي
بقلم: حاتم بن عارف العوني
ذنوب الشهوات هي وحوش الخلوات ، لكنها لا تدرك كل من فر منها إلى ربه ، مهما تكاثرت ، ومهما تكرر تكاثرها . وأما من فر من وحوش الخلوات إلى يأسه ، فقد هلك .
سمع التلميذُ الشيخَ يقول ذلك ، فقال : شيخي ، أخجل من كثرة العصيان ، وأصعب من ذلك أني أشعر بالطرد والإبعاد ، وإلا لما أسرفت بتكرار المعصية ؟!!
فقال الشيخ : ابني :
خجلك من ربك بعد الذنب توبة . -
وأما خجلك منه قبل الذنب فعصمة . -
وأما خجلك بعد الذنب من الطمع في رحمته ، فهو الااستكبار ، وليس خجلا ؛ لأنه قد -
أخبرك بأنه لا يمنعك من بابه إذا أقبلت عليه ، مهما عصيته ، فلماذا تخجل من الوقوف ببابه ، وهو مفتوح لك ؟! هذا )لو صَدَقتَ نفسَك( ليس فِ علَ المستحين ، وإنما هو فعل المستكبرين .
يا بني : لا تجعل الشيطان يدخل عليك من باب الحياء ، ليخرجك منه إلى انعدام الحياء ، وهو الاستكبار والمبارزة بالعصيان على وجه العناد !
يا بني : ما طردك من جعل بابه مفتوحا لك حتى تغرغر ، أنت من توصد الباب دونه ، بيأسك من رحمته .
يا بني : رب عبد أدخله الجنة مكابدة الطاعات ، ورب عبد أدخله الجنة مكابدة المعاصي :
كلما عصى ندم واستغفر ، وذل وتواضع ، وأحب الصالحين ، ورحم إخوانه العصاة .
يا بني : المهم أن لا تجعل لليأس إليك سبيلا ، وأن تتبع السيئة الحسنة ، وأن تكثر من الاستغفار ، واجعل عُظمَ رجائك توبةً نصوحا ، تغسل حوبتك ، وتطهر قلبك ، وتزكي نفسك !
للمتابعة والتواصل عبر:
إنستغرام:
https://www.instagram.com/motasem_alshami/
فيسبوك:
https://www.facebook.com/motasem.alshami
للاستماع إلى كامل الأعمال على قناتي في ساوندكلاود:
https://soundcloud.com/motasem-alshami
#خاطرة #تعليق_صوتي #خواطر