كان للسلطان سعيد بن سلطان مائة وعشرون ولدا؛ ولكن المعروفين منهم أقل من نصف هذا العدد، وعند موت والدهم السيد سعيد كان منهم على قيد الحياة ستة وثلاثون، وهو ما تذكره السيدة سالمة أن عدد إخوتها وأخواتها عند وفاة والدها السلطان سعيد 36، منهم: 18 ابن و18 ابنة. ونذكر بعض أسماء الذكور: هلال وخالد وثويني وتركي وماجد وبرغش وخليفة وعلي ومحمد وعبد الوهاب وجمشيد وحمدان وغالب وعبد العزيز وعبد الله وحمد وطالب وعباس وناصر وعبد الرب وبدران. والإناث: زوينة وشيخة وريا وميا (ميه/مياء) وشريفة وزمزم وزيانة (زينة) وميرة ومثلى وعائشة وخولة وشنبوه (شامبوعة) ونونو وفرشوه (فراشو) وغالوجة وسويداء (سويدو) وخديجة (خدوج/خدوجة) وشوانة وسالمة (سلمى). والسلطان السيد سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي، حفيد الإمام أحمد بن سعيد (1156-1198هـ/1744-1783م) مؤسس الدولة البوسعيدية. والده السيد سلطان الذي تولى حكم عُمان في الفترة (1206-1219هـ/ 1792-1804م)، وتوفي في 13 شعبان 1219هـ/ 16 نوفمبر 1804م. ووالدته السيدة غنية بنت سيف بن محمد بن سعيد بن محمد بن خلف، وهي عمة السيد حمودبن أحمد بن سيف البوسعيدي. وُلد السيد سعيد بن سلطان في عام 1206هـ/ 1791م، في سمائل، وله من الإخوة الذكور: سالم وحمد، وأخت تُدعى عائشة. وأعمامه: هلال، وسعيد، وقيس، وسيف، وطالب، ومحمد. وعماته: موزة، وعفراء، وميرا.
تزوج السلطان السيد سعيد بن سلطان ثلاث زوجات، الزوجة الأولى ابنة عمه السيدة عزة بنت سيف بن أحمد بن سعيد، عاشت السيد عزة في قصر المتوني وكانت إدارة القصر تحت إمرتها، ولم تنجب أطفالاً وهي الزوجة الوحيدة بين الزوجات الثلاث التي ظلت زوجة للسيد سعيد حتى وفاته. وحازت على مكانة خاصة ومهمة لدى السيد سعيد بن سلطان، وتوفيت بعد وفاته بفترة قصيرة من إتمام العدة.
والزوجة الثانية هي حفيدة شاه إيران فتح علي شاه، تزوجها السلطان سعيد في عام 1242هـ/ 1827م، بشرط أن تمضي فصل الربيع من كل عام في بلدها حيث أن والدها كان حاكماً على فارس. وفي عام 1247هـ/ 1832م ذهبت إلى وطنها ولم تعد؛ بسبب نزاع بينها وبين السيد خالد ابن السلطان سعيد.
أما الزوجة الثالثة فهي السيدة شهرزاد بنت أريش ميرزا بن محمد شاه، وهي حفيدة محمد شاه، تزوجها في عام 1252هـ/ 1837م، بعد انتقاله إلى زنجبار. جاءت السيدة شهرزاد إلى زنجبار عام 1265هـ/ 1849م ومعها حاشية ضخمة من مائة وخمسين شخصاً. وهيأ لها السلطان سعيد ما يليق بمكانتها، فبنى لها بيتا بحمامات فارسية، ومساحات واسعة حول البيت، واصطبلات للخيول. لم يستمر هذا الزواج طويلا، ففي إحدى زياراتها لوطنها تم إرسال ورقة طلاقها إليها.ونذكر شذرات من سيرة بعض بنات السلطان سعيد بن سلطان على نحو ما يذكر المؤرخ عبدالله بن صالح الفارسي في كتابه: "البوسعيديون حكام زنجبار"، وما أشارت إليه السيدة سالمة عن أخواتها في كتابها: "مذكرات أميرة عربية":- السيدة زوينة:تعد أكبر بناته، وولدت في مسقط، وتزوجت والي الرستاق السيد سعود بن علي بن سيف بن الإمام أحمد، لكنه اُغتيل في عام 1832م، فانتقلت للعيش في زنجبار ببيت المتوني حتى وفاتها بعهد حكم أخيها السيد برغش وهي بعمر الثمانين، وتبعها ابنها الذي مات بعدها بفترة قصيرة.- السيدة ريا:هي الأخت الشقيقة لزوينة، ولدت كذلك في مسقط وتزوجت السيد محمد بن سالم وانتقلا إلى زنجبار، وقد أنجبت لزوجها 12 ابنا لكنهم جميعا ماتوا وهم أطفال، وقد ماتت في عهد حكم السيد حمود بن محمد بن السيد سعيد وعمرها 90 عاما.- السيدة شريفة:ولدت من أم غير عربية بل من أصول شركسية، وكانت المستشارة المقربة من أبيها لذكائها وفطنتها وحكمتها، وكان السيد سعيد لا يسافر إلا وهي معه حتى توفيت في عهد أبيها وحزن عليها حزنا شديدا، ولم تخلف إلا ابنا واحدا من زوجها.- السيدة شيخة:عُرف عنها واشتهرت بتدينها الشديد وزهدها في الحياة، وماتت في فترة حكم السيد حمود بن محمد.- السيدة عائشة:وهي من أم شركسية، وقد ولاها أبوها السيد سعيد شؤون حريم القصر لمقدرتها الفائقة في حل النزاعات وإنهاء أي خلاف ينشب بينهن، وكانت مغرمة بتربية أطفال العائلة وخاصة أختها نونو وسعود ابن أخيها هلال، وقد ماتت في عام 1886م في عهد حكم السيد خليفة بن سعيد.- السيدة خولة:ولدت من أم آشورية عراقية كانت بغاية الجمال حتى لقبها السيد سعيد بنجم الصباح، وقد كانت السيد خولة كوالدتها من أجمل سيدات القصر، وكانت من أميز بنات السيد في قوة شخصيتها وحسن إدارتها، رفضت الزواج رغم العدد الهائل الذي تقدم لخطبتها، وتوفيت في عهد حكم السيد برغش بن سعيد بعام 1875م.- السيدة خديجة:أمها شركسية الأصل واعتنت بأخوتها كثيرا وخاصة شقيقها السيد ناصر الذي ماتت أمه وهو في المهد، وفي أيام حكم السيد برغش ذهبت إلى مكة برفقة أخيها ناصر لأداء مناسك الحج، فقدر الله أن يفارقا الدنيا سويا بالديار المقدسة، فالسيدة خديجة ماتت بالمدينة وشقيقها ناصر مات في مكة بعد أيام قليلة من وفاتها.- السيدة مياء أو ميه:هي الأخت الشقيقة للسيد برغش وحاولت جاهدة أن تمنع برغش من محاربة أخيهم ماجد لنيل حكم زنجبار بعد وفاة أبيهم، وقد ماتت في عام 1906م بمقاطعة كيبوندا.- السيدة شوانه: شقيقة السيد علي، واشتهرت بكرمها وعدلها وميلها لمناصرة أخيها السيد ماجد أثناء حكمه ضد برغش.- السيدة زينة:ولدت في مسقط وانتقلت بعدها إلى زنجبار، وكانت عطوفة جدا على الفقراء كريمة معطاءة وماتت وهي شابة في عهد والدها.- السيدة زمزم:كانت أغنى أخواتها، واشتهرت بمعاملتها الحسنة جدا لوصيفاتها الكثيرات وتزوجت من السيد حمود بن أحمد ابن خال أبيها السيد سعيد والذي كان يحبها كثيرا حتى وفاته. وقد لعبت هذه السيدة دورا مهما في تحريض ابن أخيها السيد خالد بن برغش لنيل حكم زنجبار، ولكنه فشل وتم نفيه فحزنت عليه حزنا شديدا وخاصمت جميع أخوتها وأخواتها من أجله ورفضت أي مخصصات مالية من قبل حكومة زنجبار، وأرسلت العديد من خدمها ليساعدوا خالد في المنفى، وظلت على هذا الحال حتى وفاتها.- السيدة مثلى:وهي شقيقة السيد غالب، وكانت ثرية وتزوجها ابن خال أبيها وهو السيد محمد بن أحمد في عام 1865م، وأنجبت منه عددا من الأبناء أشهرهم عبدالله وهلال، وكانت السيدة مثلى تؤيد أخاها برغش ضد أخيهما ماجد في الصراع على السلطة، وبعد وفاة زوجها، تزوجت مرة أخرى بشاب يصغرها في السن ولم تنجب منه حتى وفاتها عام 1932م.- السيدة نونو:ولدت ضريرة في زنجبار من أم كان يلقبها السيد سعيد بتاج لشدة جمالها، وماتت السيدة نونو وطفلها بين ذراعيها غما وحزنا وكمدا حينما علمت بأنها أنجبته ضريرا، وقد اهتمت شقيقتها عائشة بتربية طفلها من بعدها.- السيدة سويدو:تزوجت من ابن عمها السيد عبدالله بن محمد المعروف بعبدالله كوامباني وانجبت منه طفلا وبنتا، وقد عاشت مع زوجها في ماليندي ميزينجاني حتى وفاتها.- السيدة غالوجة:تزوجت من ابن عمها السيد حمد بن سالم وعاشت كذلك في ماليندي ميزينجاني وانجبت طفلا أسمته سالم، وماتت وهي شابة في عهد حكم أخيها السيد برغش.- السيدة شامبوعة:لا يوجد عنها معلومات كثيرة، وما يعرف عنها أنها عاشت في ماليندي كيبوندا حتى وفاتها.- السيدة ميرة:سماها أبيها السيد سعيد بميره تيمنا باسم جدتها السيدة ميرة بنت الإمام أحمد بن سعيد مؤسس حكم أسرة البوسعيد في عُمان، وقد ماتت في عهد حكم أخيها السيد برغش بزنجبار.- السيدة فراشو:لم يعرف عنها الكثير وقد عاشت مع أخيها السيد خليفة بن سعيد في كيبوندا حنى وفاتها.- السيدة سالمة:ولدت من أم شركسية في عام 1844م، وكانت تميل بشكل كبير لشقيقتها خولة، فقد وقفت في بدايات الأمر مع أخيها برغش في حربه مع ماجد ليحكم زنجبار لتأثرها بآراء خولة، وبعد فشل برغش بذلك وسجنه قامت السيدة سالمة وخولة بإطلاق سراحه ليعود مرة أخرى لمهاجمة أخيهما ول...