حكايات من الكتب

كتاب السر


Listen Later

في قلب كل إنسان، توجد قصة لم تُروَ بعد، قصة عن القدرة الخفية التي تشكل حياتنا. كانت "ليلى" فتاة مثل أي فتاة، تعيش أيامها بروتين ممل، تشعر بأن الحياة تلقي عليها المصاعب دون سبب واضح. كانت تتساءل دائمًا عن سر النجاح والسعادة الذي يبدو بعيد المنال. ذات يوم، و بينما كانت تبحث عن شيء يلهيها، عثرت ليلى على كتاب قديم بعنوان "السر". فتحته بفضول، وبدأت الكلمات تتدفق إلى وعيها كالنور. كشف الكتاب لها عن قانون كوني عظيم، هو "قانون الجذب". هذا القانون يقول إن "المثل يجذب المثل". أي أن أفكارك هي قوى مغناطيسية تجذب إلى حياتك ما يتوافق مع ترددها. ما تفكر فيه بصفة دائمة أو غالباً ما تفكر فيه، سيظهر في حياتك. تعلمت ليلى أن حياتها الحالية هي انعكاس لأفكارها السائدة في الماضي. وأن عليها أن تتحمل مسؤولية أفكارها ومشاعرهها، لأنها وحدها من يمتلك هذه القدرة. كان "السر" يكمن في عملية إبداعية بسيطة من ثلاث خطوات:
  1. الطلب (اطلب): الخطوة الأولى هي أن تكون واضحًا تمامًا بشأن ما تريده. على ليلى أن تطلب من الكون بوضوح، كأنها تضع طلبًا. سواء كان ذلك الحب، أو الصحة، أو الثروة، أو السعادة. الكون لا يحتاج لمعرفة كيف سيتحقق الأمر، فقط ما عليك هو الطلب بوضوح.
  2. الإيمان (اعتقد): هذه هي الخطوة الأهم. بعد الطلب، يجب على ليلى أن تؤمن إيمانًا مطلقًا بأن ما طلبته قد أصبح ملكها بالفعل، حتى لو لم تره بعد. عليها أن تتصرف وتتحدث وتفكر كما لو كانت قد حصلت عليه بالفعل. الإيمان لا يعني القلق بشأن "كيف" أو "متى"، بل فقط الثقة بأن الكون سيلبي طلبها. لجعل الإيمان أقوى، بدأت ليلى في ممارسة "التخيل". كانت تتخيل نفسها وهي تعيش الحياة التي طلبتها، ترى التفاصيل، وتتفاعل معها وكأنها حقيقة. كما بدأت تمارس "الامتنان" لكل شيء في حياتها. الامتنان، كما تعلمت، يغير ترددها فورًا إلى تردد إيجابي، ويجذب المزيد من الأشياء الجيدة.
  3. التلقي (تلقّ): الخطوة الأخيرة هي أن تضع نفسك في حالة من الفرح والسعادة وكأنك قد تلقيت طلبك بالفعل. المشاعر هي مؤشر لترددك. عندما تشعر ليلى بمشاعر جيدة مثل الفرح والحب، فإنها تعلم أنها على التردد الصحيح لجذب ما تريده. أما إذا كانت تشعر بمشاعر سلبية كالقلق أو الخوف، فإنها تعلم أنها تجذب المزيد من السلبية [46, 49, 57، 150]. لذلك، قررت ليلى أن تركز على المشاعر الطيبة، وأن تغير تركيزها فوراً عندما تشعر بشيء سلبي. حتى أنها تعلمت أن مقاومة ما لا تريده تجذبه إليها، لذا كان تركيزها على ما ترغب فيه فقط.
مع مرور الأيام، بدأت حياة ليلى تتغير ببطء ولكن بثبات. في البداية، كانت تجذب أشياء صغيرة، مثل كوب قهوة مجاني أو مكان انتظار سيارة بسهولة. هذه "المعجزات الصغيرة" بنَت ثقتها. ثم بدأت الأحداث الكبرى في الظهور. تحقق ما طلبته، ليس بالضرورة بالطريقة التي توقعتها، بل غالبًا بطرق أفضل وأكثر دهشة. أدركت ليلى أن الكون لا يعرف الحدود، وأن الوفرة موجودة للجميع. وأنها قادرة على جذب كل ما تتمناه، سواء كان مالاً أو علاقات أو صحة مثالية. أصبحت ليلى تؤمن بأنها هي الخالق لحياتها. وأن "السر" الحقيقي لا يكمن في أي قوة خارجية، بل في القوة العظيمة الكامنة داخلها، قوة أفكارها ومشاعرها. وتلك القدرة، بمجرد أن تتوعى بها وتستخدمها بوعي، يمكنها أن تحقق أي شيء. الآن، تعيش ليلى حياتها بامتنان وبهجة، تعلم أن كل لحظة هي فرصة لخلق واقعها، وأن أفكارها هي البذور التي تزرعها في حديقة حياتها، والتي ستجني ثمارها حتمًا. السر ليس شيئًا مخفيًا بعد الآن، بل هو قوة الوعي والنية التي تحول الأحلام إلى حقيقة ملموسة.
...more
View all episodesView all episodes
Download on the App Store

حكايات من الكتبBy حكايات من الكتب