الكتاب الذي أمامنا، "الإدمان مظاهره وعلاجه" للدكتور عادل الدمرداش، هو عرض مبسط وشامل لمشكلة الإدمان الخطيرة التي تواجه معظم بلاد العالم وتكلف الدول خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، حيث تدمر الإنسان نفسياً واجتماعياً وجسمانياً. يهدف الكتاب إلى زيادة الوعي حول هذه المشكلة، خصوصاً مع انتشار الإدمان بين الشباب والمراهقين، ويوضح أن تسرب المخدرات إلى الشباب العربي هو ظاهرة جديدة مصدرها الحضارة الغربية. يتناول الكتاب الإدمان بأسلوب منهجي، مقسماً إياه إلى عدة أبواب رئيسية تغطي جوانب متعددة من المشكلة:
تعريف الإدمان ومصطلحات أخرى (الباب الثاني): يوضح الكتاب أن الإدمان هو حالة نفسية وأحياناً عضوية تنتج عن تفاعل الكائن الحي مع العقار، وتتميز برغبة ملحة في تعاطي العقار باستمرار أو بشكل دوري، وزيادة الجرعة لتعويد الجسم، والاعتماد النفسي والعضوي، وظهور أعراض انسحابية عند التوقف المفاجئ، وآثار ضارة على الفرد والمجتمع. يشمل أيضاً تعريفات لمصطلحات مثل "سوء الاستعمال" و"التعود" و"الاعتماد النفسي والعضوي".
أسباب الإدمان وسوء الاستعمال (الباب الثالث): يشبه الإدمان بالمرض المعدي، معتمداً على ثلاثة عوامل رئيسية تتفاعل مع بعضها:
العقار (خواصه وتركيبه الكيميائي، طريقة استعماله، سهولة الحصول عليه، ونظرة المجتمع له): فلكل عقار تركيبه الخاص الذي يؤثر على تفاعله مع الجسم والدماغ. تزداد فعالية العقار وسرعة إحداثه للإدمان كلما كانت طريقة تعاطيه أسرع (الحقن الوريدي هو الأسرع، ثم الاستنشاق، فالتدخين، وأخيراً عن طريق الفم). كما أن سهولة توفره وصورته (خام أم مصنع) تؤثر على نسبة التعاطي والإدمان. تلعب نظرة المجتمع للعقار (كمقبول اجتماعياً أو مرفوض) دوراً مهماً، متأثرة بتأصل المادة، وتأخر ظهور أضرارها، والظروف الاقتصادية.
الفرد المدمن (عوامل وراثية، الشخصية، الأمراض النفسية والجسدية): تشير دراسات إلى أن الإدمان يزيد في الأسر التي يعاني فيها الأباء أو الأمهات من الإدمان، لكن لم يثبت الدور الوراثي بشكل قاطع. يميل المدمنون إلى شخصيات غير ناضجة تتسم بالسلبية، والاتكالية، وعدم القدرة على تحمل التوتر أو الألم، وقد يستخدمون العقاقير كعلاج ذاتي لحاجات طفولية لا شعورية أو للهروب من القلق. تلعب الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والفصام، وكذلك الأمراض الجسدية المسببة للألم الشديد، دوراً في دفع الأفراد لتعاطي المواد المخدرة كـ "معالجة ذاتية".
البيئة (الأسرة، التقاليد، الدين، الحضارة، الظروف الاقتصادية، الكوارث): تلعب الأسرة المضطربة دوراً محورياً في الاستعداد للإدمان، خاصة الأسر المفككة أو التي يسود فيها العداء بين الوالدين. تتأثر أنماط الإدمان بالبيئة الحضارية والاجتماعية، فبعض الحضارات تشجع تعاطي الخمر والبعض الآخر يحرّمه. الظروف الاقتصادية مثل البطالة ووفرة المال قد تدفع للإدمان، وكذلك الكوارث والحروب التي تسبب القلق والاكتئاب.
تصنيفات وأنواع العقاقير المخدرة (الأبواب الرابع إلى الرابع عشر):
الخمر: من أقدم العقاقير المعروفة، حرمها الإسلام. تأثيرها مخدر ومهبط للجهاز العصبي، يسبب السكر الحاد، ويؤدي الإدمان عليها لمضاعفات نفسية (مثل الهذيان الارتعاش، ذهان كورساكوف، الهلوسة الكحولية) وجسدية خطيرة (مثل التهاب المعدة والقرحة، تليف الكبد، أمراض القلب، الصرع، ضمور المخيخ، الضعف الجنسي، السل الرئوي).
الأدوية النفسية: تشمل المهدئات والمنومات التي يمكن أن تسبب الإدمان بسرعة مع الاستعمال المنتظم غير الطبي، مثل الباربيتورات. كما يمكن للمهدئات الصغرى أن تسبب الإدمان.
الأفيون ومشتقاته: مخدر معروف منذ آلاف السنين، يسبب تسكين الألم وتهبيط الجهاز العصبي، ويؤدي إلى الإدمان النفسي والعضوي، وظهور أعراض انسحابية شديدة عند التوقف. الهيروين هو من أخطر مشتقاته وأسرعها في إحداث الإدمان.
الكوكايين: منشط عصبي يسبب النشاط المفرط والسلوك العدواني، ويؤدي إلى الاعتماد النفسي دون الاعتماد العضوي.
المنشطات والمنبهات: مثل الأمفيتامينات والكافيين. تسبب الاعتماد النفسي والتحمل. الأمفيتامينات يمكن أن تؤدي إلى ذهانات شبيهة بالفصام.
الحشيش والماريوانا: مستخرجة من نبات القنب، تسبب الدوخة، واختلال إدراك الزمن، واضطراب الحواس والانفعالات. تؤدي إلى الاعتماد النفسي والتحمل.
عقاقير الهلوسة: مواد تسبب الهلوسات والخدع البصرية والسمعية، واختلال الحواس، ولا تسبب الاعتماد العضوي بل النفسي فقط.
القات: نبات يسبب الاعتماد النفسي فقط، وله تأثير منشط ثم مهبط للجهاز العصبي.
المذيبات المتطايرة: مواد تحتوي على فحوم مائية متطايرة مثل البنزين والصمغ، تسبب الدوار والهلوسات، وتؤدي إلى الاعتماد النفسي.
التدخين: المادة الفعالة فيه هي النيكوتين، يسبب الإدمان النفسي والعضوي والتحمل، وله آثار صحية خطيرة على القلب والجهاز التنفسي ويسبب السرطان.
مركبات عبر المنضدة ومواد أخرى: يتناول الكتاب أيضاً سوء استخدام الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية مثل مسكنات الألم (الأسبرين والباراسيتامول)، ومضادات الحموضة، وأدوية الزكام والسعال، والفيتامينات، والملينات. ويحذر من الإفراط في استخدامها ومضاعفاتها، مؤكداً أن الإفراط فيها يسبب سوء التعاطي وقد يؤدي إلى اعتماد نفسي.
الوقاية والعلاج: يشمل ذلك التشريعات لمنع وتداول المواد المخدرة، ومكافحة زراعتها، وحملات التوعية المركزة. أما العلاج، فيتضمن العلاج الدوائي (مثل الميثادون لمدمني الأفيون)، والعلاج النفسي (كالتحليل النفسي والعلاج السلوكي)، والجماعات العلاجية (مثل جماعة مدمني الخمر المجهولين)، بالإضافة إلى تعديل نمط الحياة. يؤكد الكتاب على أهمية إشراك الأسرة في العلاج.
يختتم الكتاب بالتأكيد على أن خير علاج للإدمان هو ألا يبدأ الإنسان بالتعاطي إطلاقاً.
الكتاب الذي أمامنا، "الإدمان مظاهره وعلاجه" للدكتور عادل الدمرداش، هو عرض مبسط وشامل لمشكلة الإدمان الخطيرة التي تواجه معظم بلاد العالم وتكلف الدول خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، حيث تدمر الإنسان نفسياً واجتماعياً وجسمانياً. يهدف الكتاب إلى زيادة الوعي حول هذه المشكلة، خصوصاً مع انتشار الإدمان بين الشباب والمراهقين، ويوضح أن تسرب المخدرات إلى الشباب العربي هو ظاهرة جديدة مصدرها الحضارة الغربية. يتناول الكتاب الإدمان بأسلوب منهجي، مقسماً إياه إلى عدة أبواب رئيسية تغطي جوانب متعددة من المشكلة:
تعريف الإدمان ومصطلحات أخرى (الباب الثاني): يوضح الكتاب أن الإدمان هو حالة نفسية وأحياناً عضوية تنتج عن تفاعل الكائن الحي مع العقار، وتتميز برغبة ملحة في تعاطي العقار باستمرار أو بشكل دوري، وزيادة الجرعة لتعويد الجسم، والاعتماد النفسي والعضوي، وظهور أعراض انسحابية عند التوقف المفاجئ، وآثار ضارة على الفرد والمجتمع. يشمل أيضاً تعريفات لمصطلحات مثل "سوء الاستعمال" و"التعود" و"الاعتماد النفسي والعضوي".
أسباب الإدمان وسوء الاستعمال (الباب الثالث): يشبه الإدمان بالمرض المعدي، معتمداً على ثلاثة عوامل رئيسية تتفاعل مع بعضها:
العقار (خواصه وتركيبه الكيميائي، طريقة استعماله، سهولة الحصول عليه، ونظرة المجتمع له): فلكل عقار تركيبه الخاص الذي يؤثر على تفاعله مع الجسم والدماغ. تزداد فعالية العقار وسرعة إحداثه للإدمان كلما كانت طريقة تعاطيه أسرع (الحقن الوريدي هو الأسرع، ثم الاستنشاق، فالتدخين، وأخيراً عن طريق الفم). كما أن سهولة توفره وصورته (خام أم مصنع) تؤثر على نسبة التعاطي والإدمان. تلعب نظرة المجتمع للعقار (كمقبول اجتماعياً أو مرفوض) دوراً مهماً، متأثرة بتأصل المادة، وتأخر ظهور أضرارها، والظروف الاقتصادية.
الفرد المدمن (عوامل وراثية، الشخصية، الأمراض النفسية والجسدية): تشير دراسات إلى أن الإدمان يزيد في الأسر التي يعاني فيها الأباء أو الأمهات من الإدمان، لكن لم يثبت الدور الوراثي بشكل قاطع. يميل المدمنون إلى شخصيات غير ناضجة تتسم بالسلبية، والاتكالية، وعدم القدرة على تحمل التوتر أو الألم، وقد يستخدمون العقاقير كعلاج ذاتي لحاجات طفولية لا شعورية أو للهروب من القلق. تلعب الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والفصام، وكذلك الأمراض الجسدية المسببة للألم الشديد، دوراً في دفع الأفراد لتعاطي المواد المخدرة كـ "معالجة ذاتية".
البيئة (الأسرة، التقاليد، الدين، الحضارة، الظروف الاقتصادية، الكوارث): تلعب الأسرة المضطربة دوراً محورياً في الاستعداد للإدمان، خاصة الأسر المفككة أو التي يسود فيها العداء بين الوالدين. تتأثر أنماط الإدمان بالبيئة الحضارية والاجتماعية، فبعض الحضارات تشجع تعاطي الخمر والبعض الآخر يحرّمه. الظروف الاقتصادية مثل البطالة ووفرة المال قد تدفع للإدمان، وكذلك الكوارث والحروب التي تسبب القلق والاكتئاب.
تصنيفات وأنواع العقاقير المخدرة (الأبواب الرابع إلى الرابع عشر):
الخمر: من أقدم العقاقير المعروفة، حرمها الإسلام. تأثيرها مخدر ومهبط للجهاز العصبي، يسبب السكر الحاد، ويؤدي الإدمان عليها لمضاعفات نفسية (مثل الهذيان الارتعاش، ذهان كورساكوف، الهلوسة الكحولية) وجسدية خطيرة (مثل التهاب المعدة والقرحة، تليف الكبد، أمراض القلب، الصرع، ضمور المخيخ، الضعف الجنسي، السل الرئوي).
الأدوية النفسية: تشمل المهدئات والمنومات التي يمكن أن تسبب الإدمان بسرعة مع الاستعمال المنتظم غير الطبي، مثل الباربيتورات. كما يمكن للمهدئات الصغرى أن تسبب الإدمان.
الأفيون ومشتقاته: مخدر معروف منذ آلاف السنين، يسبب تسكين الألم وتهبيط الجهاز العصبي، ويؤدي إلى الإدمان النفسي والعضوي، وظهور أعراض انسحابية شديدة عند التوقف. الهيروين هو من أخطر مشتقاته وأسرعها في إحداث الإدمان.
الكوكايين: منشط عصبي يسبب النشاط المفرط والسلوك العدواني، ويؤدي إلى الاعتماد النفسي دون الاعتماد العضوي.
المنشطات والمنبهات: مثل الأمفيتامينات والكافيين. تسبب الاعتماد النفسي والتحمل. الأمفيتامينات يمكن أن تؤدي إلى ذهانات شبيهة بالفصام.
الحشيش والماريوانا: مستخرجة من نبات القنب، تسبب الدوخة، واختلال إدراك الزمن، واضطراب الحواس والانفعالات. تؤدي إلى الاعتماد النفسي والتحمل.
عقاقير الهلوسة: مواد تسبب الهلوسات والخدع البصرية والسمعية، واختلال الحواس، ولا تسبب الاعتماد العضوي بل النفسي فقط.
القات: نبات يسبب الاعتماد النفسي فقط، وله تأثير منشط ثم مهبط للجهاز العصبي.
المذيبات المتطايرة: مواد تحتوي على فحوم مائية متطايرة مثل البنزين والصمغ، تسبب الدوار والهلوسات، وتؤدي إلى الاعتماد النفسي.
التدخين: المادة الفعالة فيه هي النيكوتين، يسبب الإدمان النفسي والعضوي والتحمل، وله آثار صحية خطيرة على القلب والجهاز التنفسي ويسبب السرطان.
مركبات عبر المنضدة ومواد أخرى: يتناول الكتاب أيضاً سوء استخدام الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية مثل مسكنات الألم (الأسبرين والباراسيتامول)، ومضادات الحموضة، وأدوية الزكام والسعال، والفيتامينات، والملينات. ويحذر من الإفراط في استخدامها ومضاعفاتها، مؤكداً أن الإفراط فيها يسبب سوء التعاطي وقد يؤدي إلى اعتماد نفسي.
الوقاية والعلاج: يشمل ذلك التشريعات لمنع وتداول المواد المخدرة، ومكافحة زراعتها، وحملات التوعية المركزة. أما العلاج، فيتضمن العلاج الدوائي (مثل الميثادون لمدمني الأفيون)، والعلاج النفسي (كالتحليل النفسي والعلاج السلوكي)، والجماعات العلاجية (مثل جماعة مدمني الخمر المجهولين)، بالإضافة إلى تعديل نمط الحياة. يؤكد الكتاب على أهمية إشراك الأسرة في العلاج.
يختتم الكتاب بالتأكيد على أن خير علاج للإدمان هو ألا يبدأ الإنسان بالتعاطي إطلاقاً.