يروي قصة أمير عاش في الأزمنة القديمة، وكان هو الابن الوحيد لملك يحبه حباً شديداً. كان الملك يرغب في أن يزوج ابنه، لكن الأمير كان يحلم بلقاء عروس فريدة. ذات يوم، أثناء تناول الإفطار، رأى الأمير قطرة دم تسقط في الكريمة التي أمامه، فانبهر باللون الوردي الناتج وقرر أن يسافر بحثاً عن عروس تتمتع بهذا الجمال الفريد، متعهداً بالموت حزناً إن لم يجدها. تألم الملك بشدة لفراق ابنه العنيد، ولكنه وافق على مضض ومنحه المال والنصائح، التي تجاهلها الأمير. انطلق الأمير في رحلة طويلة وخطيرة، متنقلاً بين البلدان والمدن والقرى بحثاً عن حبيبته. واجه اليأس بعد شهور من البحث، لكنه أصر على المضي قدماً. التقى بشيخ حذره من الجزر الخطيرة التي تسكنها الجنيات الشريرات، لكن الأمير لم يرتدع وقرر الإبحار نحو تلك الأفق. وصل الأمير إلى جزيرة قاحلة وصعبة، حيث التقى سيدة عجوز بشعة تجسد الموت، نصحته بالذهاب إلى أختها. ثم وجد سيدة عجوزاً أخرى عمياء تمثل القدر أو الميلاد، كانت تغزل خيوط السعادة والشقاء، ووجهته إلى أختها الصغرى. التقى الأمير بأصغر الجنيات وأجملهن، التي كانت تمثل الحياة والربيع. قدمت له ثلاثة ليمونات عجيبة، وأوصته بأن يعود إلى مملكته، ويقطع الليمونة الأولى عند أول نبع ماء، ويسقي الجنية التي تخرج منها بسرعة. وحذرته من الليمونتين الثانية والثالثة لأنهما ستأسران قلبه. عاد الأمير إلى وطنه ووصل إلى نبع قريب من قصره. قطع الليمونة الأولى، فظهرت منها فتاة جميلة، لكنه نسي نصيحة الجنية ولم يسقها فوراً، فاختفت. حدث نفس الشيء مع الليمونة الثانية، حيث ظهرت فتاة أجمل لكنها اختفت أيضاً. من الليمونة الثالثة، ظهرت فتاة فائقة الجمال. هذه المرة، تذكر الأمير وأسرع ليسقيها الماء. أخبرته الفتاة الجميلة أنها أميرة، وطلبت منه أن يحضر والده ليزوجها. اختبأت الأميرة في شجرة جوفاء بانتظار الأمير. في هذه الأثناء، جاءت خادمة قبيحة لتملأ جرتها من النبع. رأت انعكاس الأميرة في الماء وظنت أنه انعكاسها، فتملكها الغرور وتمردت على سيدتها، وكسرت جرتها. لاحظت جنية شريرة ما حدث، واستغلت الخادمة لإيقاع الأذى بالأميرة. أغوت الجنية الشريرة الخادمة وطلبت منها أن تقترب من الأميرة وتمشط شعرها وتدس إبرة صغيرة في رأسها. تحولت الأميرة على الفور إلى حمامة زرقاء، وجلست الخادمة في مكانها. وصل الأمير، وانخدع بالخادمة القبيحة، معتقداً أن جمال حبيبته تحول إلى قبح بسبب سحر جنية شريرة. عاد بها إلى القصر، ورفض الملك في البداية تزويج ابنه من هذه الفتاة القبيحة. لكن بعد إلحاح من الوزير، تحول قبح الخادمة إلى جمال (بفعل الجنية الشريرة لتتم الخدعة). أثناء التحضير للزفاف، غنت الحمامة الزرقاء (الأميرة الحقيقية) من نافذة المطبخ، كاشفة عن حقيقة الخادمة. أمر رئيس الطهاة بقتلها، وسقط من دمها ثلاث قطرات، نبتت منها شجرة ليمون. رأى الأمير الشجرة في الحديقة ووجد عليها ثلاث ليمونات. أخذ الليمونة الثالثة وقطعها، فظهرت منها الأميرة الحقيقية وأخبرته بكل ما فعلته الخادمة الشريرة. غضب الأمير بشدة، وجاء الملك مسرعاً، ففرح كثيراً بجمال الأميرة الحقيقية. كشف الملك خدعة الخادمة أمام الجميع. طلبت الخادمة من الملك أن يعاقب الأميرة الحقيقية بالحرق، لكن الأميرة الحقيقية، ذات القلب الطيب، طلبت من الملك أن يغفر للخادمة ويعلمها أن الحب يجلب السعادة. وافق الملك على طلبها النبيل. تزوج الأمير والأميرة، وحكما المملكة بالعدل والرحمة لسنوات طويلة، وعاش الشعب في سعادة ورخاء.