من طيبات أبي الطيب: ما الشّوْقُ مُقتَنِعاً منّي بذا الكَمَدِ
يصبحنا د. علي بن تميم في هذه الحلقة الجديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" إلى غزليات أبي الطيب، وفي هذه القصيدة يقول إن شوقه إلى الأحبة لا يقنع منه بهذا الحزن الذي هو فيه حتى يحرق كبده، ويوله عقله فيصير مجنونًا ذاهب العقل.
ما الشّوْقُ مُقتَنِعاً منّي بذا الكَمَدِ
حتى أكونَ بِلا قَلْبٍ ولا كَبِدِ
ولا الدّيارُ التي كانَ الحَبيبُ بهَا
تَشْكُو إليّ ولا أشكُو إلى أحَدِ
ما زالَ كُلّ هَزيمِ الوَدْقِ يُنحِلُها
والسّقمُ يُنحِلُني حتى حكتْ جسدي
وكلّما فاضَ دمعي غاض مُصْطَبري
كأنْ ما سالَ من جَفنيّ من جَلَدي
فأينَ من زَفَرَاتي مَنْ كَلِفْتُ بهِ
وأينَ منكَ ابنَ يحيَى صَوْلَةُ الأسَدِ
لمّا وزَنْتُ بكَ الدّنْيا فَمِلْتَ بهَا
وبالوَرَى قَلّ عِندي كثرَةُ العَدَدِ