حكايات من الكتب

القراءة السريعة


Listen Later

كان هناك شخص يشعر بأن القراءة تستغرق منه وقتًا طويلاً للغاية، وأن قدرته على استيعاب كل ما يقرأه ليست بالمستوى الذي يتمناه. كان يرى أكوام الكتب والمقالات ويتنهد، متمنيًا لو كان بإمكانه أن يقرأ بشكل أسرع وأكثر فعالية. وبينما هو يبحث عن حل، وقعت عيناه على كتاب بعنوان "كتاب القراءة السريعة" للمؤلف توني بوزان. وعده هذا الكتاب بأنه سيمكنه من تحسين سرعته في القراءة بشكل ملحوظ.
قرر هذا الشخص أن يبدأ رحلة مع الكتاب الذي قسم محتواه إلى عدة أجزاء رئيسية لمساعدته على تسهيل عملية القراءة والتعلم. بدأ بفهم الأهداف الأساسية للكتاب، والتي تشمل تحسين سرعة القراءة والفهم الشامل والحفاظ على المعلومات، وزيادة إدراكه لوظائف العين والعقل للمساعدة على استخدامها بفعالية، وتطوير مفرداته ومعلوماته، وتوفير وقته، ومنحه المزيد من الثقة بالنفس.
في الجزء الأول، بدأ يستكشف سرعته الحالية في القراءة، وكيفية قياسها ببساطة، وتاريخ القراءة السريعة. ثم انتقل إلى جزء مدهش عن العين، الذي شرح له كيف تساعده عيناه على زيادة سرعة قراءته وتحسين مقدار فهمه. تعلم أن العين البشرية تحتوي على ملايين المستقبلات الضوئية وأنها مصممة لتتبع الحركة. اكتشف أن طريقة حركة العين التقليدية أثناء القراءة تتضمن تثبيتات وتراجعات، مما يبطئ العملية.
توضح له الكتاب أن القراءة ليست مجرد عملية بصرية بسيطة، بل هي عملية معقدة تتضمن المعرفة بالرموز (الكلمات)، والاستيعاب المادي (تلقي الضوء بواسطة العين)، والتكامل الداخلي (ربط الأفكار والمعاني)، والتكامل الخارجي (ربط المعلومات بالمعرفة السابقة)، والقدرة على التذكر.
تعلم القارئ أن العقل ينقسم إلى نصفين، الأيمن والأيسر، وأن تفعيل كلا النصفين مهم للقراءة الفعالة. وتعرف على تقنيات مثل استخدام الخرائط الذهنية. كما اكتشف أهمية البيئة المحيطة للقراءة، مثل الإضاءة الجيدة، والوضع الصحيح للجسد، والمسافة بين العين والمادة المقروءة، وتجنب المشتتات الخارجية والداخلية.
الكتاب لم يكتفِ بالشرح، بل قدم له تمارين واختبارات عملية. بدأ بتجربة تقنيات جديدة لتوجيه العين، مثل استخدام دليل بصري (إصبع أو قلم) لتتبع السطور واتباع أنماط حركة عين مختلفة (مثل شكل "S" أو الموجة) بدلاً من الحركة التقليدية. هذه التقنيات ساعدته على زيادة سرعة التقاط الكلمات وتقليل التثبيتات غير الضرورية.
الكتاب استعرض أيضًا تاريخ القراءة السريعة، وكيف تطورت التقنيات على مر الزمن، مثل استخدام أجهزة التاشيستوسكوب لعرض الكلمات بسرعة كبيرة. وقدم له قصصًا ملهمة عن أشخاص اشتهروا بقراءتهم السريعة، مثل الرؤساء والعلماء والفنانين.
لم يتوقف الكتاب عند القراءة فقط، بل توسع ليشمل مفاهيم أوسع عن الذكاء وقدرات العقل. استكشف أفكارًا حول ذكاء الحيوانات، مثل الدلافين والحيتان وقدرتها على التواصل المعقد. وتناول موضوعات مثل البحث عن ذكاء المخلوقات الفضائية (مشروع SETI) كدليل على سعي البشرية لفهم الذكاء في الكون.
مع كل فصل يقرأه، كان القارئ يطبق التقنيات ويتدرب، ويلاحظ تحسنًا تدريجيًا في سرعته وقدرته على الاستيعاب. كان يشعر بثقة أكبر مع كل تقدم يحرزه. اكتشف أن سرعة القراءة يمكن مضاعفتها باستخدام طرق تدريب إيقاعية وجديدة.
في نهاية رحلته مع الكتاب، أصبح هذا الشخص قارئًا فائق السرعة، ليس فقط في زيادة عدد الكلمات التي يقرأها في الدقيقة، بل أيضًا في تعميق فهمه وقدرته على تذكر المعلومات. لقد أدرك أن القراءة السريعة هي مهارة يمكن تعلمها وتطويرها بالتدريب الصحيح، وأن عقله وعينيه يمتلكان إمكانيات مدهشة لم يكن يعلم بها من قبل.
وبذلك، انتهت قصة تحول القارئ العادي إلى قارئ فائق السرعة، مسلّحًا بالمعرفة والتقنيات التي غيرت تجربته مع الكتب إلى الأبد.
...more
View all episodesView all episodes
Download on the App Store

حكايات من الكتبBy حكايات من الكتب