حكايات من الكتب

القرآن نسخة شخصية


Listen Later

تبدأ الحكاية بشخص يمسك بين يديه "القرآن نسخة شخصية". هو مش بيقرأ قراءة عابرة، لأ. هو بيحاول يتفاعل مع آياته تفاعل شخصي أوي، يشوف إزاي الآيات دي بتساعده يفهم العالم اللي حواليه، وإزاي يتعامل معاه. بيكتب ملاحظاته الخاصة على الآيات. بيكتشف إن التجربة دي شخصية جدًا، اللي يمر بظروف تانية هيكتب حاجات مختلفة تمامًا، وحتى هو نفسه في ظروف مختلفة ممكن يتأثر بآيات تانية أكتر. لكن بالرغم من إنها شخصية، فهي ممكن تكون مفيدة ومشتركة بين كتير. في بداية الرحلة دي، بيتعلم درس مهم من سورة البقرة. بيشوف إن الأخبار العادية بتبدأ بالأهم، لكن سورة البقرة مش كده. أول خبر فيها، أول آية مهمة، هي اللي بتحدد إزاي هتتعامل مع كل الأخبار اللي بعدها. هي اللي بتسأل: ياترى هتكون فرعون في حياتك بطريقة ما (في بيتك، في شغلك) أو تكون مجرد عون ليه، ولا هتكون في الجهة المقابلة؟. الآيات بتخليه يشوف صور لناس كتير، ناس يعرفهم، وبيختبر معاهم الظلم والاستبداد، وبيشوف المظلومين وهما بيتحولوا لظالمين أحيانا بنفس الدور اللي ظلمهم أو بأنواع تانية من الظلم. بيفهم إن سورة البقرة لما تتكلم عن بني إسرائيل، هي مش مجرد حكي تاريخي، لأ. هي بتوريه نموذج إزاي ممكن كلنا ننزلق لتكرار أخطائهم. بيدقق في نفسه وبيلاقي ده بيحصل فعلاً، من تعلق القلب بأشياء زي "العجل". بينتبه لحاجة مهمة: يبص على عيوبه هو قبل عيوب الآخرين، لأن عيوبه دي في متناول إيده، هو أولى بإصلاحها. يكمل رحلته، وبيلاقي مفهوم مهم بيتكرر كتير: العقد والوفاء بيه. الحياة كلها مجموعة عقود لازم نلتزم بيها. الطبيعة البشرية محتاجة يكون فيه "عقد" يلزمها، وإلا بتميل تتمادي وتروح لأكثر جوانبها ظلمة. اللي بيتخطى بنود العقد ده بيكون له عقوبات مشددة. بعدين، الرحلة بتاخده لمواجهة مختلفة. سورة التوبة بتاخده لمواجهة مش في ساحات الحرب، لأ. بتاخده للمواجهة مع النفس. بيشوف الكون ده حواليه في سورة الرعد وسورة النحل وسورة فاطر. بيكتشف إن الكون مبني على قوانين ثابتة. السما مرفوعة بعمد مش بتتشاف. الشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمر ربنا. المطر بيخرج ثمرات مختلفة الألوان والطعم. الليل والنهار بيغطوا على بعض. ده كله آيات. أي تغيير مقصود في حياته لازم يكون مبني على قوانين برضه. القصص بتوريه أمثلة. بيشوف سيدنا إبراهيم في رحلته وهو بيبحث عن الإله الحق، بيشوف الكواكب والشمس والقمر وهما بيأفلوا، وبيوصل لحقيقة إن الإله الحق ما بيأفلش أبداً. بيشوف سيدنا إبراهيم وهو بيحطم التماثيل، لكنه بيتعلم إن الهدم ده محتاج خطة للبناء، وإلا غالباً هينقلب على صاحبه. مشهد الهدم ده ماوصلش قوم إبراهيم للإيمان. بيتعلم كمان من قصص الأنبياء إن الأساليب مختلفة. سيدنا إبراهيم حاور أبوه وقومه بهدوء ورقة. وبيشوف إن الإيمان والكفر أعقد من كده بكتير. بييجي لمرحلة تانية، بيشوف إن الحياة دي كلها رحلة بمحطات كتير. من تراب، نطفة، علقة، مضغة، طفل، لحد ما يبلغ الأشد (القوة)، وبعدين يتوفى. وبيشوف إزاي الأمم اللي قبله كانت أقوى وأكثر في الأرض، وعمروها وجالهم الرسل، لكنهم كفروا واستكبروا فكانت نهايتهم سيئة. ده بيحصل كتير. في وسط ده كله، بتيجي آية النور في سورة النور. بيلاقي فيها جمال وطمأنينة. بيشوف نور ربنا في السماوات والأرض. مثال النور ده زي مصباح في مشكاة (طاقة في الحيطة)، والمصباح ده في زجاجة زي الكوكب الدري، وقوده زيت زيتونة مباركة. الزيت صافي أوي يكاد يضيء لوحده. ده نور على نور، دوائر متداخلة من النور. النور ده بيغمر السماوات والأرض، وبيغمر قلبك وروحك وكل حاجة فيك. هو نور حقيقي مختلف عن الأضواء اللي نعرفها اللي مجرد نسخ مزورة. وبيستغرب إيه علاقة آية النور دي باللي قبلها من أحكام تخص العلاقات. بيفهم إن ده بسبب السياق مش بالرغم منه. كل الناس محتاجة النور ده، حتى اللي الآيات اتكلمت عن خطاياهم، محتاجين النور ده عشان يشوفوا أعماقهم ويواجهوا تجاوزات طبيعتهم البشرية، وده طريق العلاج. الرحلة بتوريه إزاي الناس بتتعامل مع الرسل والنصح. بيقولوا باستهزاء: "أهذا الذي بعث الله رسولًا؟". غرور الأنا اللي جواهم بيخليهم مش قادرين يتقبلوا حد أعلى منهم. بيتعلم إن النقد اللي بيجيلك مش شرط يكون دليل على خطأك أو صوابك، الأهم تعرف انت جواك كنت صح ولا غلط. بيشوف مراحل التعامل مع الأذى والطعنات. مرحلة "القنفذ" اللي بتخليك تتقوقع وتحمي نفسك بأشواكك، بس بتخليك منعزل. ومرحلة "جلد التمساح" اللي أحسن وأوعى للي يملك الوعي والإرادة. في قصص سليمان، بيشوف إن النجاح الكبير ده طلب وقت طويل وتضحيات وصراع مع النفس. مش بييجي مرة واحدة زي دمار قرى ساء عملها. بيتعلم عن الأوهام اللي ممكن تاخد صاحبها للهاوية. أوهام القوة أو الضعف. وبيشوف مثال تاني للأوهام دي في قصة أصحاب الجنة اللي غرهم مالهم ونتاج زرعهم. وبيشوف مثال لفرعون، اللي بيستخدم الزينة والترف كدليل على عظمته، وبيستخف بعقول قومه وهما بيتبعوه لأنهم بيقدموا شهواتهم على عقولهم. وبيشوف ازاي بريق الزينة الزائفة دي ممكن يعمي الناس ويخليهم يتوقعوش إنهم ماشيين في الاتجاه الصحيح. بتيجي لحظات صعبة، زي لحظات الانتظار والترقب اللي سورة الجاثية بتاخدنا ليها. لحظات النهاية لما المصير بيتقرر. بتورينا إن فيه مراقبة أعلى من كاميرات الشوارع أو جوجل. فيه تسجيل لكل حاجة، حتى اللي جوه قلبك. كل شيء مسجل بدقة. وفي الآخر هتكون بتنتظر النتيجة، ممكن توصل لحالة الركوع أو الجثو من شدة الموقف. بيشوف قصة قوم عاد ومساكنهم اللي كانت قريبة من الأحقاف (الرمال المعوجة). كانوا يمكن شايفين إن الرمال دي بتحميهم، لكن الدمار جالهم منها. الأرض اللي كانت تبدو صلبة تحت أقدامهم غارت وخدتهم معاها. ده بيحصل كتير، حتى على مستوى الأفراد، اللي بنتمناه خير بيدخل حياتنا وممكن يقلبها. في سورة الأحقاف، بيلاقي الحديث عن الأهل والعيلة. التوصية بالإحسان للوالدين. وبيشوف صورة مؤلمة لأب وأم مؤمنين وابنهم اللي رافض الإيمان وبيقولهم ده مجرد أساطير الأولين. في وسط الصراع ده، بيتعلم عن البيعة، العهد اللي بتعمله مع نفسك قدام ربنا. مش لازم تحط إيدك في إيده الكريمة، المهم تعاهد قيمه ورسالته بصدق. ده عهد على مواصلة الطريق، رفض اليأس، ومحاولة رؤية الإيجابي. بيشوف صورة للمؤمنين الصادقين في سورة الفتح، اللي معاهم الرسول، شداد على الكفار ورحماء بينهم، بيطلبوا فضل ربنا ورضوانه، وعلامة السجود باينة في وشوشهم. زي الزرع اللي بيشتد ويُعجب الزراع. بيتعلم إن النجاح في المشاريع الكبيرة محتاج توزيع للأدوار، الكل شركاء في النجاح. مفيش بطل واحد بس. الرحلة بتاخده للحظات سماوية عالية، زي رحلة المعراج في سورة النجم. بيحس إنه مع الرسول بيرتقي والسماء بتفتح قدامه. كل الأوثان والأشياء المادية بتبدو تافهة قدام تجربة القرب دي. الدرس الأهم اللي بيكرره سورة النجم هو المسؤولية الفردية. محدش هيشيل شيلتك، ولا انت هتشيل شيلة غيرك. يوم القيامة كل واحد هيتحاسب على أفعاله هو. صحيح فيه مسؤولية تجاه المجتمع، لكن الأساس إن كل واحد يبدأ بنفسه. بيشوف إزاي الناس ممكن تشوف آيات وعلامات واضحة، زي انشقاق القمر أو الظواهر الكونية، لكنهم يصروا إنها مجرد صدف، مش علامات على يوم القيامة. في سورة الرحمن، بيلاقي الخطاب بالمثنى، وبيحس إن ده بيناسب الصراع اللي جواه، كإن فيه شخصين بيتصارعوا أو بيتجادلوا جواه طول الوقت. لكن وسط ده كله، بيلاقي دايماً أمل في النجاة، مهما كانت المعطيات صعبة. الطبقات مش عميقة أوي، ممكن تتحرك من مكان لمكان. الباب مش مقفول، صحيح عدد الآخرين أقل من الأولين، لكن الباب مفتوح للمصلحين والقادة اللي بيتركوا بصمة خير. في النهاية، بيلاقي إن الإيمان محتاج يكون زي الحديد، جزء أساسي ماينفعش نستغنى عنه. هو العمود الفقري اللي بنقف بيه ثابتين. بيدعي ربنا يقلل "الحجر" اللي فيه ويزيد "الحديد". هذه هي قصة رحلة شخصية مع القرآن، يكتشف فيها دروسًا عن نفسه وعن العالم، يواجه تحدياته الداخلية والخارجية، ويجد فيها النور والأمل والقوة لمواصلة السير.
...more
View all episodesView all episodes
Download on the App Store

حكايات من الكتبBy حكايات من الكتب