في زمنٍ أصبح فيه الناس يعيشون حياةً مريحةً أكثر من أي وقتٍ مضى، بعيداً عن الحركة والجهد البدني. كان كثيرون يعتقدون أن الراحة هي غاية الإنسان. لكن هذه الراحة جلبت معها مشكلاتٍ جديدة، أمراضاً لم تكن منتشرةً بهذا الشكل من قبل. أمراضٌ تُصيب القلب والأوعية الدموية، ومشكلاتٌ في الوزن مثل السمنة والنحافة، وآلامٌ في الظهر والمفاصل، وتأثيرات سلبية على الصحة النفسية بسبب القلق والتوتر. في وسط هذا الواقع، ظهر كتابٌ يحمل عنوان "الرياضة صحة ولياقة بدنية". يهدف هذا الكتاب إلى نشر الوعي بأهمية الرياضة للجميع، ويشرح فوائدها الصحية واللياقية. الكتاب يؤكد أن أجسادنا خُلقت للحركة، وأن عدم الحركة يجلب الأمراض. بدأت القصة عندما وقع هذا الكتاب في يد شخصٍ يعيش حياته اليومية بعيداً عن النشاط البدني. قرأ في الكتاب أن الرياضة ليست مجرد ترف، بل هي جزءٌ من الأمن القومي للدولة ووسيلةٌ فعالة للتربية وتعديل السلوك. إنها ضرورية لاكتساب الصحة واللياقة البدنية، وتساهم في تقليل تكاليف العلاج والوقاية من الأمراض. كما أنها أفضل طريقة لإعداد الشباب، وتساعد في زيادة الإنتاج. اكتشف هذا الشخص من خلال الكتاب أن الرياضة مهمة لكل المواطنين على اختلاف مكانتهم ومهنتهم. هي للرؤساء والملوك ورجال الأعمال والسياسيين، ولرجال القوات المسلحة والشرطة, وللموظفين والعمال والفلاحين، وللطلاب، وللرياضيين بعد الاعتزال. إنها للجميع. وأدرك أيضاً أن أهميتها تشمل كل الأعمار وكل الأجناس. الرياضة ضرورية للأطفال في نموهم البدني والعقلي والاجتماعي، وللمراهقين في تجاوز تحديات هذه المرحلة، وللشباب في بناء القوة والتحمل، وللبالغين في الحفاظ على حيويتهم ونشاطهم، وللكبار في مكافحة آثار الشيخوخة والحفاظ على وظائف الأجهزة الحيوية. كما أنها مهمةٌ جداً للرجل في اكتساب القوة واللياقة، وللمرأة للحفاظ على صحتها ولياقتها ومواجهة التغيرات الفسيولوجية المختلفة. تعلم الشخص أن الرياضة تلعب دوراً حاسماً في التحكم بالوزن. يمكنها المساعدة في التخلص من السمنة عن طريق حرق السعرات الحرارية، ومعالجة النحافة بتقوية العضلات وتحسين مظهر الجسم. كما أنها تساعد في التخلص من الكرش. لقد أصبح الشخص مقتنعاً تماماً بأن الرياضة وسيلةٌ للصحة والوقاية والعلاج. لكنه علم أيضاً أن الرياضة "سلاحٌ ذو حدين"، وأن ممارستها يجب أن تتبع قواعد وأصول لتحقيق الفائدة المرجوة وتجنب الإصابات أو الأضرار الصحية. بدأ يتعلم هذه القواعد. كيف يحدد كمية التدريب المناسبة له، وكيف يختار الاختبارات المناسبة لتقييم لياقته البدنية. عرف أهمية معرفة نبض القلب وكيفية حسابه وتقييمه. تعلم عن عناصر اللياقة البدنية الأساسية مثل القوة العضلية والتحمل العضلي والتحمل الدوري التنفسي والمرونة واللياقة الحركية وقدرة العمل الهوائي. فهم أن التدريب الرياضي يجب أن يكون له مفاهيمه وقواعده. من أهمها الفردية في التدريب، حيث يجب أن يتناسب مع قدرات الشخص وظروفه. شدة التدريب مهمة، ويجب تحديدها بناءً على قدرة الشخص وحالته الفسيولوجية. تكرار مرات التدريب يجب أن يكون كافياً لتحقيق الاستفادة، عادةً من 3 إلى 5 مرات أسبوعياً. زمن الفترة الواحدة للتدريب له أهميته. تعلم أيضاً عن أنواع الرياضة المناسبة، وأن الأنشطة الهوائية مثل المشي والجري والسباحة وركوب الدراجات هي الأفضل لاكتساب اللياقة البدنية والصحة العامة. أصبح يدرك أن الملابس الرياضية يجب أن تكون مناسبة للجو والنشاط لتجنب المشاكل، وأن الحذاء المناسب ضروري لحماية القدم وامتصاص الصدمات وتجنب الإصابات. كما قرأ عن كيفية ممارسة الرياضة في الظروف المختلفة، سواء كان الجو حاراً أو بارداً، أو في المرتفعات، أو في ظروف خاصة مثل المشي في الشوارع المزدحمة أو الطرق غير المستوية. الكتاب لم ينسَ أهمية التهيئة (Warm-up) قبل التمرين لتسخين العضلات وتهيئتها للجهد، وأهمية التهدئة (Cool-down) بعد التمرين لتهدئة الجسم واستعادة حالته الطبيعية. وشرح تمارين محددة لذلك. بفضل هذا الكتاب، بدأ الشخص رحلته مع الرياضة، بدءاً بالمشي المنتظم. مع كل خطوة، كان يشعر بتحسنٍ في صحته ولياقته. أصبح أكثر حيويةً ونشاطاً، وتخلص من العديد من المشاكل الصحية والنفسية التي كانت تؤرقه. وفي النهاية، أدرك أن الرياضة ليست مجرد نشاط، بل هي أسلوب حياة. إنها مفتاحٌ للصحة والسعادة، ووسيلةٌ لبناء فردٍ قوي ومجتمعٍ حيوي. وأصبح هذا الشخص مثالاً لمن حوله، ينشر الوعي بأهمية الرياضة، كما فعل الكتاب. وهكذا، أصبحت الرياضة جزءاً لا يتجزأ من حياته، ومن حياة كل من استمع لنصيحته، محققين بذلك هدف الكتاب: نشر مفهوم "الرياضة للجميع".