في قديم الزمان، عاشت أميرة رائعة الجمال في مدينة عظيمة تحكمها ملكة عجوز. كانت الملكة تطلب من كل شاب يتقدم للزواج من الأميرة أن يقوم بأعمال صعبة، وإذا فشل فإنه يسجن في جزيرة وسط البحر ليرعى الماعز والأغنام طوال حياته. وقد تقدم الكثير من الشبان لكن مصيرهم جميعاً كان السجن.
سمع الشاطر محظوظ، ابن حاكم المدينة، عن جمال الأميرة وعن طلبات الملكة الصعبة. رغب محظوظ في الزواج من الأميرة رغم تردد والده. انطلق محظوظ في سفره معتمداً على نفسه وحصانه الأبيض.
في طريقه، قابل محظوظ سيدة حزينة تبكي لأن ابنها خُطف على يد رجل غريب الشكل، وهو رجل لا يؤثر فيه السلاح. رق قلب محظوظ وقرر أن يبحث عن هذا الرجل الشرير ويعيد ابن السيدة.
استمر محظوظ في سفره، وفي الطريق قابل خمسة رجال يتمتعون بقدرات خارقة وغريبة. قابل الرجل صاحب العينين الطويلتين أو رجل البصر الحاد، الذي يستطيع أن يرى الأشياء البعيدة جداً جداً، لكنه لا يرى الأشياء القريبة أو الصغيرة بوضوح. وقابل الرجل صاحب الأذن الكبيرة جداً التي تلامس الأرض، والذي يسمع كل الأصوات حتى من مسافات بعيدة جداً، ويسمع صوت الشجر وهو يسبح وتغريد الطيور في البلاد البعيدة. وقابل الرجل ذا الجسد البارد، الذي يشعر بالبرد الشديد حتى في الحر، وإذا خلع ملابسه تتجمد الحرارة من حوله ويتساقط الجليد. وقابل الرجل صاحب الذراعين الطويلتين جداً، الذي يعتبرهما ساقيه ويستخدمهما في السير لمسافات طويلة جداً في خطوة واحدة. وقابل رجلاً ضخماً يأكل كميات هائلة من الطعام.
طلب محظوظ من هؤلاء الرجال الانضمام إليه في سفره. وافق الرجال الخمسة على أن يكونوا من أتباعه.
وصل محظوظ وأتباعه إلى مدينة الأميرة. دخل محظوظ إلى قصر الملكة العجوز لمقابلة الأميرة، بينما انتظر أتباعه بالخارج.
بدأت الملكة في وضع العقبات لمحمود. طلبت الملكة من محظوظ وأتباعه تناول العشاء معها، وكانت قد أعدت كمية هائلة من الطعام بقصد التخلص من الرجل الأكول. لكن الرجل صاحب الذراعين الطويلتين أكل كل الطعام في لحظة واحدة. غضبت الملكة.
في محاولة أخرى، طلبت الملكة من محظوظ وأتباعه المبيت في غرفة بها نار عظيمة في ليلة شديدة البرد. قصدت الملكة أن يحترقوا، لكن الرجل صاحب الجسد البارد كان يشعر بالبرد وقربوه من النار، حتى أنه طلب زيادة النار، بينما كاد الآخرون يحترقون.
بعد ذلك، أمرت الملكة جنودها برمي السهام على محظوظ وأتباعه من خارج الغرفة. لكن الرجل صاحب الذراعين الطويلتين استخدم ذراعيه ليصد السهام ويدمر حائط الغرفة وأبراج القلعة.
سأل محظوظ الرجل صاحب البصر الحاد عن مكان الأميرة. أخبره الرجل أن الأميرة محبوسة في برج عالٍ في حجرة صغيرة.
استخدم الرجل صاحب الذراعين الطويلتين ذراعيه للوصول إلى البرج وتحطيم الباب وإخراج الأميرة من سجنها. وعاد محظوظ وأتباعه والأميرة إلى بلدهم.
احتفلت المدينة بوصول الأميرة الجميلة والشاطر محظوظ. وفي النهاية، تزوج الشاطر محظوظ من الأميرة وعاشا في سعادة وهناء. وعاش معهما أتباعه الخمسة المخلصون.