حكايات من الكتب

التحدث أمام الناس


Listen Later

شخص اسمه أحمد، كان بيخاف خوف شديد أول ما يقف يتكلم قدام مجموعة من الناس. مجرد الفكرة كانت بتخليه يحس بزيادة رهيبة في ضربات القلب وعرق في إيديه ورجفة في الركب. كان دايماً قلقان إن صوته ما يبقاش مظبوط أو حركات جسمه تبقى متوترة. حتى لما كان بيكتب إيميلات لشغل مهم، كان بيحس إنها مش بتوصل صح، يمكن عشان بيكتب بأسلوب صعب تحويله لكلام منطوق. أحمد قرر إنه لازم يغير ده. بدأ يدور على أي حاجة ممكن تساعده، لقى إن فيه "كتاب" بيقدم نصايح للحديث قدام الناس. قرأ الكتاب ده ولقى فيه كنوز. أول حاجة اتعلمها كانت التحضير الجيد. عرف إن التحضير، خصوصاً لأول كام دقيقة، بيساعد كتير في تقليل التوتر. كمان اتعلم إن لازم يركز على هدفه ورسالته مش على قلقه. الكتاب علمه إن الثقة بالنفس بتيجي من الالتزام بالحديث عن المواضيع اللي هو فعلاً يعرفها. وبدأ يفهم إن الفرق بين الكتابة والحديث مهم، وإن الرسائل المكتوبة (زي الإيميلات) لازم تتراجع كويس قبل ما تتبعت عشان ما تأثرش على مصداقيته. بالنسبة للقلق اللي كان بيحس بيه، الكتاب قال إن ممكن ياخد نفس عميق قبل ما يبدأ، ويبص على الجمهور. كمان نصحه إنه يحاول يوصل بدري للمكان قبل ما يبدأ عشان ياخد وقته ويتأقلم. ولو حصل إنه اتلخبط وهو بيتكلم، ممكن يبص بسرعة على الورقة اللي معاه ويرجع يتكلم تاني. ولو قال حاجة غلط أو اتلخبط، الأهم إنه يحافظ على هدوءه واتزانه. ممكن ببساطة يعتذر ويصحح كلامه. اتعلم أحمد كمان إزاي يستخدم الوسائل البصرية بكفاءة. عرف إن عروض الباوربوينت السيئة ممكن تكون مملة وتشتت الجمهور. لازم يستخدم الشرائح عشان يزود وضوح حديثه، مش عشان تختبئ وراها أو تحل محله كمتحدث. الشرائح لازم يكون فيها عدد قليل من السطور ومش مليانة معلومات زي الجرنال. كمان اتعلم إن استخدام الألوان الفاتحة زي الأصفر والوردي والأورنج في الخلفية أو الخطوط صعب على العين، وإن الألوان زي الأحمر والأرجواني والبني والأزرق والأخضر ممكن تكون مناسبة أكتر، كل لون وليه معناه. وتجنب المؤثرات الانتقالية المعقدة بين الشرائح. بالنسبة للوح العرض القلاب (الفليب تشارت)، عرف إنه أداة ممتازة لتدوين ملاحظات الجمهور أو تلخيص النقاط. واتعلم إنه يسيب صفحة فاضية بين كل صفحة مكتوبة والتانية عشان يعرف يكتب ملاحظاته، ويعمل ملخص في آخر صفحة. وعرف كمان إنه ما يقلبش الصفحات بسرعة. واستخدام أقلام مناسبة ما تطبعش الحبر على ظهر الورقة. والأهم، إنه ما يديش ضهره للجمهور وهو بيكتب. بدأ أحمد يشتغل على صوته. اتعلم إن التحكم في طبقة الصوت ومستواه مهم جداً لجذب انتباه الجمهور. ممكن يعلي صوته في الأجزاء المثيرة من القصة ويخفضه لما يوصل لنقطة مهمة أو مغزى. وكمان اتعلم إن الوقفات القصيرة مفيدة عشان تدي للجمهور فرصة يستوعب الكلام. تطرق الكتاب أيضاً للغة الجسد. فهم أحمد إن لازم ينوع في حركات جسمه بحيث تتناسب مع النقاط اللي بيعرضها. وتجنب تكرار نفس الحركة طول الوقت عشان ده بيسبب الملل. واستخدام حركات الأذرع والكتفين ممكن يزود جاذبية العرض. لكن تجنب المبالغة في الإيماءات. كمان تجنب الإشارة بالإصبع أو قبضة اليد لأن ده ممكن يدي إحساس للهجوم أو الإهانة. اتعلم إن التواصل بالعين مع الجمهور مهم، مش مع شخص واحد بس، لكن مع مجموعات صغيرة أو أفراد مختلفة عشان يوصل إحساس بالاهتمام لكل واحد. ممكن يتدرب على ده. الكتاب اداله أمثلة لجمل بسيطة ممكن يستخدمها للتدريب. وشرح ألعاب وأنشطة جماعية ممكن يستخدمها زي لعبة الحقائق (حقيقتين وكذبة). اتعلم أحمد كمان إزاي يتعامل مع أنواع مختلفة من الجمهور والمواقف:
  • لو الجمهور مش متحمس أو مجبر على الحضور: أفضل حل هو إنه ما يركزش على الحالة المزاجية دي ويكمل حديثه بحماس. ممكن يخليهم يعرفوا بنفسهم أو يعملوا تمارين جماعية بسيطة.
  • لو الجمهور غضبان: لازم يتفهم سبب غضبهم ويتعاطف معاهم، ما يولعش نار الغضب أكتر. ممكن يقسمهم لمجموعات صغيرة ويخليهم يطلعوا حلول للمشكلة، وبعدين يشاركوها.
  • لو فيه نقاشات حادة: ممكن يطرح سؤال يحول الانتباه بعيد عن النقطة الخلافية، أو يختار شخص من الجمهور مش بيشارك كتير ويطلب رأيه.
فهم إن التعامل مع الأسئلة فن. لازم يستنى لحد ما السؤال يتقال كله قبل ما يرد. اتعلم كمان عن الحديث في المناسبات المختلفة:
  • في المجموعات الصغيرة: ممكن يتكلم وهو قاعد عشان يقلل المسافة بينه وبين الجمهور. ويشجعهم على طرح الأسئلة في أي وقت.
  • في المجموعات الكبيرة: هيتكلم وهو واقف. ممكن يخصص وقت للأسئلة في الآخر. ممكن يمشي في الممر اللي في نص القاعة (لو فيه) عشان يقرب من الناس. واستخدام الميكروفون مهم.
  • في الولائم والحفلات: ده تحدي كبير بسبب ضوضاء الأكل والأدوات. لازم يتجنب التفاصيل الكثيرة. ويتأكد من المسؤول عن تنظيم القاعة إن المسافات بين الترابيزات مناسبة. ممكن يطلب إن منصة الحديث ما تكونش جنب أبواب الخدمة. وممكن يدي الجمهور كام دقيقة يخلصوا فيها أكل وشرب قبل ما يبدأ.
عرف أهمية استخدام الدعابة (الفكاهة) المناسبة للجمهور. الدعابة لازم تكون مرتبطة بالموضوع اللي بيتكلم فيه، وما يعلنش إنه هيقول نكتة. ممكن يلاقي الدعابة في المواقف اليومية. والأهم إن النكتة أو القصة الكوميدية اللي يحكيها تكون هو نفسه شايفها مضحكة، لأن حماسه ده بينتقل للجمهور. اتعلم كمان عن الحديث في وسائل الإعلام:
  • في التلفزيون: يستخدم تعابير وجهه وحركات إيديه، بس بدون مبالغة. يجلس بوضع مستقيم مع ميل بسيط للأمام. ويجهز كام نقطة رئيسية موجزة وقصيرة.
  • في الراديو: يعرف مين بيتصل بمين. يجهز قائمة بأي حقائق أو أرقام أو نصايح عايز يقولها. ويكون مستعد إن المضيف ممكن يحيد عن الموضوع الأساسي. ويكون مباشر ووقائعي. لو المضيف بيستخدم الدعابة الساخرة، لازم يفضل مباشر ومهذب وميقلدهوش.
فهم إن تنظيم جلسة نقاش أصعب من الحديث العادي، وإنه كمنسق، مش دوره يتكلم كتير، لكن يسهل الحديث بين المشاركين ويسأل أسئلة مناسبة. اتعلم إنه ممكن يواجه مشاكل فنية:
  • لو شرائح العرض مش بتشتغل: يتأكد من توصيل الكابلات. ويجيب معاه نسخ من الشرائح مطبوعة أو على فلاشة.
  • لو النشرات (Handouts) ما وصلتش: يجيب معاه نسخة مطبوعة ونسخة إلكترونية احتياطي.
  • لو الميكروفون عطل: لو الجمهور كبير، لازم يكون فيه ميكروفون احتياطي. لو معطلش، يعتذر من الجمهور ويطلب منهم يعملوا تمرين أو دور تمثيلي لحد ما يتصلح الميكروفون. لو الجمهور قليل، ممكن يكمل كلامه بدون ميكروفون.
عرف إن الوقت مهم جداً. لازم ميبصش في ساعته كتير. يجهز جدول زمني تقريبي لنقاط حديثه. ولو لقى نفسه بيتجاوز الوقت، ممكن يقلل من بعض المواد اللي كان عايز يقولها، ويستخدم وقت الأسئلة والإجابات عشان يغطي أي محتوى مفوت. في النهاية، أحمد طبق كل اللي اتعلمه. بقى بيوصل للمكان بدري، بيتحكم في قلقه، بيستخدم الوسائل البصرية صح، صوته بقى معبر، وحركاته طبيعية. بقى قادر يتواصل بفعالية مع الجمهور، حتى في المواقف الصعبة. وبقى عنده ثقة أكبر، وبقى يحس براحة واسترخاء أكتر وهو بيتكلم قدام الناس. وبكده، الرسالة اللي عايز يوصلها بقت أقوى وأكثر فعالية.
...more
View all episodesView all episodes
Download on the App Store

حكايات من الكتبBy حكايات من الكتب