القصة تدور حول كاتب اسمه إيثان وزوجته إستير، وهي مراسلة حربية اختفت فجأة. يبدأ السرد بعد إطلاق سراح إيثان من مركز الشرطة حيث كان مشتبهاً به في اختفاء زوجته. يُقدم مفهوم "الزهير" على أنه شيء يصبح واضحاً وحاضراً بقوة في الذهن، ليمر مرور الكرام، بل يستحوذ على الفكر تدريجياً حتى يتملك صاحبه، وقد يصل هذا إلى درجة الجنون أو القدسية. لغوياً، يعني الزهير ما سطع وتلألأ وأشرق، كوكب الزهرة مثلاً. يُشير النص إلى قصيدة "إيثاكا" لقسطنطين كافافي، التي تتحدث عن أن الرحلة بحد ذاتها أهم من بلوغ الهدف، وأن المغامرات والمعارف والتجارب التي تُكتسب على طول الدرب هي ما يثري الإنسان ويمنحه الحكمة، حتى لو وجد إيثاكا في فقر عند وصوله. يتحدث إيثان عن شعوره بالحرية بعد إطلاق سراحه، لكنه يتساءل عن ماهية الحرية الحقيقية. يستعرض حياته التي قضاها يكافح من أجل هذه الحرية، بدءاً من صراعه مع والديه الذين أرادوا له أن يكون مهندساً بدلاً من كاتب، ومع أقرانه، وصولاً إلى التحرر من علاقات لم يعد يشعر فيها بالحب، والتحرر من عمله ليتبع شغفه بالكتابة. يلاحظ أن الكثيرين يتحدثون عن الحرية لكنهم مستعبدون لقيود مجتمعية، عائلية، أو حتى رغباتهم ومشاريعهم غير المكتملة. تُحقق الشرطة في اختفاء إستير، وتُطرح نظريات مختلفة مثل الخطف أو الابتزاز. يُكشف أن إستير كانت على اتصال بوحدات إرهابية بسبب عملها كمراسلة حرب، وأنها سحبت مبالغ منتظمة من حسابها، ربما لدفعات مقابل معلومات. لم تأخذ ملابس كثيرة معها، لكن جواز سفرها كان مفقوداً. يُطلق سراح إيثان بعد أن قدمت صديقة صحفية له دليلاً على وجوده معها وقت اختفاء إستير. يعلم إيثان أن الجميع تحت المراقبة، وأن اختفاء إستير ربما كان بسبب عملها الخطير وشعورها بأنها مُلاحقة. يحلل إيثان احتمالات اختفاء إستير: هل خُطفت؟ يستبعد ذلك لأنها أخذت جواز سفرها وأغراضاً شخصية وسحبت مالاً، مما يدل على أنها كانت تستعد للرحيل. هل وقعت في فخ؟ يستبعد ذلك أيضاً لأنها كانت حذرة وتثق به ثقة عمياء وتخبره بخططها، وهذه المرة لم تفعل. الاحتمال الوحيد المنطقي بالنسبة له هو أنها قابلت رجلاً آخر، ميخائيل، الشاب الذي كانت تصفه بأنه مهم ولديه "ميزة سحرية". يرفض إيثان هذا الاحتمال في البداية، على الرغم من إدراكه أن علاقتهما تغيرت بعد لقائها بميخائيل. يتأمل في زواجهما الذي دام عشر سنوات، وفي قواعد اللعبة غير المعلنة بينهما، والتي تضمنت إخفاء العلاقات الغرامية خارج إطار الزواج. يتأمل إيثان في مفهوم الحب، ويعجز عن تعريفه بشكل جيد. تقترح عليه إستير أن يكتب كتاباً إذا كان يجهل تعريف الحب. يقرر الانفصال عنها ومغادرة الشقة، لكنه لا يجد القدرة على الكتابة ويشعر بالملل. تأتي إستير بتذكرة سفر لإيثان إلى إسبانيا، تطلب منه المشي في درب سانتياغو للحج، معتقدةً أن هذا سيساعده على مواجهة نفسه وتحقيق حلمه ككاتب. يجد إيثان الفكرة جنونية ولكنه يأخذها على محمل الجد في النهاية ويذهب. خلال رحلته في درب سانتياغو، التي استمرت 38 يوماً، يمر إيثان بتحول في نظرته للعالم. يكتشف أن الكون يتحدث بلغته الخاصة من خلال الإشارات، وأن فهم هذه اللغة يتطلب قلباً مفتوحاً. يدرك أن المعرفة الروحية ليست حكراً على نخبة معينة، بل هي متاحة للجميع، لكن الشجاعة لمتابعة الأحلام والإشارات هي ما ينقص الكثيرين، وربما هذا ما يجلب التعاسة. بعد عودته من الرحلة، يستقر في مدريد ويبدأ أخيراً في كتابة الكتاب، مستلهماً من تجربته ومن إستير التي بقيت بجانبه ودفعته لمتابعة حلمه. يحقق الكتاب نجاحاً غير متوقع، ويجد إيثان نفسه كاتباً معروفاً. يُقدم النص أيضاً مفهوم "مصرف الخدمة"، وهو شبكة غير رسمية من العلاقات والخدمات المتبادلة. يقوم الأشخاص فيه بإيداع "ودائع" على شكل صلات ومساعدات للآخرين، مقابل التزام ضمني بتقديم خدمة في المستقبل عند طلبها. من يرفض الخدمة يصبح غير جدير بالثقة في هذه الشبكة، وقد تتدهور حياته المهنية أو الشخصية. بعد سنوات من النجاح، يعود إيثان للعيش مع إستير في باريس. يدرك أن تعاسته في علاقاته السابقة لم تكن بسبب النساء، بل بسبب مرارته الداخلية. يجد في إستير حب حياته ويثق بها، على الرغم من إقراره بأنه أحياناً ينجذب لنساء أخريات. تخبره إستير فجأة أنها تريد أن تكون مراسلة حرب مرة أخرى في إفريقيا، مع أنها لا تحتاج المال ولديها كل شيء. تسأله إستير عن سبب شعور الناس بالتعاسة رغم امتلاكهم كل شيء، وعن معنى الحياة. تعتقد أن الناس يهربون من مواجهة هذا السؤال بالانشغال والتخطيط للمستقبل، وأن الكثيرين يعيشون حياة لم يختاروها حقاً، ويكافحون بينما أرواحهم في عذاب. تقول إنها تريد تغطية الحرب لأنها تعتقد أن الإنسان يعيش على أقصى حدوده في أوقات الحرب، وقد يجد هناك إجابة لسؤالها العميق. يشعر إيثان بالارتباك، ويتساءل ما إذا كان يجب أن يدعها تذهب. يدرك أنه ليس لديه خيار سوى احترام إرادتها، وأن منعه إياها سيكون خيانة لكل ما فعلته من أجله. يسمح لها بالذهاب، معتبراً ذلك "سحباً كبيراً من مصرف الخدمة". تواصل إستير تغطية الصراعات لعدة سنوات، وتغيب عن المنزل لأشهر. خلال هذه الفترة، يتغير فهم إيثان لعلاقتهما، ويرى أن المسافة تقوي الحب. يدرك أنه لم ينتبه لاختفاء ميخائيل من حديث زوجته، ثم عودته الظهور قبل اختفائها هي نفسها معه، تاركة إيثان الكاتب الناجح مشتبهاً به رئيسياً، أو الأسوأ، رجلاً مهجوراً.