اقتصر لقب السيد على أفراد أسرة البوسعيد الحاكمة، وحمل جميع السلاطين الذين ينحدرون جميعا من السيد سعيد بن سلطان بدءا من السيد تركي ومن جاء بعده اسم عائلة آل سعيد.يصف العلامة نور الدين السالمي البوسعيديين: "وهم ملوك العصر والله يؤتي الملك مَنْ يشاء". كما يصف الإمام أحمد بن سعيد بـــ "أبو ملوك العصر". عُرف حكام الدولة البوسعيدية بأكثر من لقب، حيث ظهر لقب الإمام والسيد والسلطان، فأول حكامهم أحمد بن سعيد (1744- 1783م) عرف بلقب الإمام، وهو ما توضحه مراسلاته حيث يبدأها بإمام المسلمين أحمد بن سعيد بن أحمد البوسعيدي. واستمر هذا الحال حتى زمن حكم الإمام سعيد بن أحمد الذي بدأ عام 1783م، وفي عام 1784م أصبح ابنه حمد والذي كان يعيش في مسقط حاكما على عُمان، وتلقب بالسيد، وبقي والده في الرستاق واحتفظ بلقب الإمام. وخلف حمد عمه سلطان بن أحمد في عام 1792م، وفي عام 1804م تولى الحكم في عُمان السيد سعيد بن سلطان تحت وصاية عمته السيدة موزة والسيد بدر بن سيف، وتوفي الإمام سعيد بن أحمد في عام 1811م، وبقي اللقب غائباً إلى أن انتخب السيد عزان بن قيس إماماً في عام 1868م.ومما يُذكر في هذا الشأن أن السيد سعيد بن سلطان تلقب بالكثير من الألقاب ومن ضمنها لقب الإمام، وفي ذلك تقول ابنته السيدة سالمة: "... أبي السيد سعيد، إمام مسقط وسلطان زنجبار...لقب الإمام هو لقب ديني من النادر جدا أن يمنح لحاكم. ويعود الفضل فيه إلى جدي الأكبر أحمد في الأصل. ومنذ ذلك الحين أصبح هذا اللقب يورث لعائلتنا بأجمعها، فلكل واحد منا الحق في أن يرفقه باسمه ". ويوجد على شاهد قبره في زنجبار: "هنا يرقد صاحب السمو السيد سعيد بن سلطان إمام عُمان وسلطان مسقط وزنجبار". وعموماً ورد في المراسلات والمعاهدات والتقارير الدبلوماسية ألقاب: السلطان والسيد والإمام. وعموما، عرفت عُمان تاريخياً مجموعة من الألقاب للحاكم الذي يتولى إدارة شؤون البلاد، وأول لقب أشارت إليه المصادر التاريخية لقب "الملك" والذي تمثل في حكم مالك بن فهم الأزدي (132-202م)، ثم الملك هناءة بن مالك بن فهم الأزدي. ويصف العوتبي مالك: "وكان مالك بن فهم الأزدي ملكاً عظيماً شديد البأس، كثير المال". ثم ملوك معولة بن شمس، ويقول السالمي نقلاً عن العوتبي: "فمن ولد معولة بن شمس كانت ملوك عُمان وإليهم صار الملك في عُمان من بعد مالك بن فهم وولده، فأول ملوكهم عبد عز بن معولة بن شمس بن عمرو". وأول ملوك هذه الأسرة عبد العز بن معولة بن شمس، ثم الجرار بن عبد العز، ثم مسعود بن الجرار، ثم المستكبر بن مسعود، ثم الجلندى بن المستكبر، ثم جيفر وعبد ابنا الجلندى، وهو ما أشارت إليه رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم التي وجهها لملكي عُمان جيفر وعبد ابني الجلندى، كاشفة عن ملك على رأس السلطة السياسية في عُمان له مكانته وسلطته لذلك خصه الرسول صلى الله عليه وسلم برسالة. وبعد دخول العُمانيين في الإسلام طوعاً استمر ملكا عُمان في منصبهما كحاكمين لعُمان في صدر الإسلام، وبعدهما تولى الحكم عباد بن عبد، ثم ولداه سعيد وسليمان ابني عباد بن عبد بن الجلندى محتفظين بلقب الملك. ويظهر لقب الوالي أو العامل من خلال تعيين عدد من الولاة/ العمال على عُمان في عهد الخلفاء الراشدين مع وجود الملك على رأس السلطة. وفي عهد الدولة الأموية (40-132هـ/ 660-749م) كان في عُمان والياُ/ عاملاً يمثل سلطة الخليفة الأموي في دمشق، حيث تم تعيين عدد من الولاة/العمال، وكذلك الأمر في عهد الدولة العباسية.وعموماً خلال هذه الفترة أي منذ دخول أهل عُمان في الإسلام وحتى فترة الخلافة الراشدة (11-40هـ/ 632-660م) كانت السلطة السياسية في عُمان مستقلة تحت حكم ملوك آل الجلندى. أما الفترة التي كانت فيها عُمان خاضعة للسلطة المباشرة في عهد الدولة الأموية فتم تعيين والياً/ عاملاً عليها يتبع للخليفة الأموي في دمشق. وكذلك الأمر في فترة الخلافة العباسية (132- 656هـ/ 750- 1258م).وفي سنة 132هـ/ 749م ظهر لقب الإمام بعد مبايعة الجلندى بن مسعود بالإمامة- والإمامة هو شكل الحكم الذي ساد في عُمان لقرون طويلة- في سنة 132هـ/ 749م وهي السنة التي بدأ فيها حكم العباسيين، وتوالى حكم الأئمة لعُمان في فترات تاريخية متقطعة.وظهر لقبا سلطان وملك عند تولي أسرة النباهنة حكم عُمان لقرابة خمسة قرون (ق: 6-11هـ/ 12-17م)، خلال فترتين تاريخيين، الفترة الأولى (579-906هـ/ 1183-1500م)، والفترة الثانية (964-1034هـ/ 1556-1624م)، وتلقب حكامها بلقب سلاطين وملوك. أما في العصر الحديث، وبتولي اليعاربة حكم عُمان في الفترة (1033- 1156هـ/ 1624- 1744م)، فقد تلقب حكامهم بلقب إمام.