السواحيلية لغة يتكلمها بعض سكان عُمان، وهي لغة من فصيلة لغات البانتو، وتنتمي إلى العائلة اللغوية التي يطلق عليها اللغويون اسم النيجروكونغولية. واشتقت تسمية هذه اللغة بالسواحيلية إما من الكلمة العربية الفصحى سواحيلي (من السواحل)، أو من الكلمة العامية في اللهجة العُمانية سْواحل التي تعني شخصا يقطن السواحل. وقد أسهم العُمانيون بنصب وافر في ظهور اللغة السواحيلية وانتشارها، ويتجلى الأثر العُماني العربي بشكل كبير واضح على اللغة السواحيلية في المناطق الجنوبية من الممتلكات العربية في شرق أفريقيا خاصة تنجانيفا وزنجبار. كانت اللغة السواحيلية تكتب بالخط العربي، وتشير بعض الدراسات إلى أن استعمال الخط العربي يعود إلى القرن ١١هـ/ ١٧م، ثم كُتبت بالخط اللاتيني بدلاً عن الخط العربي، وقد حدث هذا التحول تدريجياً، إلى أن فرض الاحتلال البريطاني على شرق إفريقيا كتابتها بالخط اللاتيني، في عقدي العشرين والثلاثين من القرن التاسع عشر الميلادي. تزخر مفردات اللغة السواحيلية بالكثير من الكلمات المأخوذة من اللغات العربية والبرتغالية والهندية والفارسية والانجليزية والألمانية، إلا أن الكلمات المأخوذة من اللغة العربية تعد الأكثر غزارة، واستناداً إلى شواهد تاريخية ولغوية فإن أغلب هذه الكلمات العربية مشتقة من اللهجة العُمانية، أما الأفعال فمعظمها أخذ من صيغة فعل الأمر.من أقدم المخطوطات الأدبية في السواحيلية تلك المعروفة باسم "الهمزية"، وهي مكتوبة بالخط العربي، ويعود تاريخها إلى القرن ١٢هـ/ ١٨م، وتوجد في مكتبة كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجانعة لندن في المملكة المتحدة، وهي ترجمة قام بها عالم معروف في لامو، هو عيدروس بن عثمان (ق: ١٢هـ/ ١٨م) لقصيدة عربية نظمها محمد بن سعيد البوصيري (ت: ٦٩٦هـ/ ١٢٩٦م) في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن أهم بعض الكتاب المعروفين في القرن العشرين الميلادي والكاتبين باللغة السواحيلية، الأمين بن علي المزروعي (ت: ١٣٦٦هـ/ ١٩٤٩م)، وعبد الله بن صالح الفارسي (ت: ١٤٠٢هـ/ ١٩٨٢م) وهو صاحب أول ترجمة سواحيلية للقرآن الكريم وهو مؤلف كتاب البوسعيديون حكام زنجبار.وبما أن الحديث عن اللغات والأثر الثقافي للعُمانيين في شرق أفريقيا فلابد من الإشارة إلى فضل العُمانيين في انتشار اللغة العربية في أفريقيا لتغدو لغة الحكم والإدارة، والمخاطبة، والدين لقرون طويلة؛ فهي اللغة التي تبرم بها العقود، وتكتب بها المعاهدات، وتحرر بها المراسلات، ويؤكد ذلك توما أرنولد في كتاب الدعوة للإسلام قائلاً:"بلغت اللغة العربية حداً يفوق الوصف، بل أنها أصبحت لغة التخاطب بين قبائل القارة السوداء، وهي إلى جانب ذلك لغة الشريعة المكتوبة وهذا تقدم هائل للحضارة الأفريقية"، وفي ذلك تأكيد جلي بأن اللغة العربية كانت اللغة السائدة لدى سكان إمارات الساحل الشرقي الإفريقي، ففي زنجبار والجزيرة الخضراء(بمبا) تعد اللغة العربية مصدراً ثقافيا لكل شرق أفريقيا. وكان السكان يتحدثون باللغة العربية بوصفها لغة رسمية في العهد العُماني، فقد حافظ العُمانيون من أجل بقاء اللغة العربية من خلال الصحف الصادرة في زنجبار كالفلق، والمرشد اللتين دعتا فيهما للحفاظ على اللغة العربية.