المقاطعة الهندية التي تمتعت بعلاقة صداقة وتعاون وثيقة مع الإمام أحمد بن سعيد هي مقاطعة ميسور. وقد أرسل الإمام أحمد بن سعيد، للتعبير عن خصوصية الصداقة العُمانية-الهندية، سفينة الرحماني التي كانت قد خاضت معركة شط العرب ضد الفرس (1775-1776م)، هدية للسلطان تيبو زعيم مقاطعة ميسور الهندية، حيث اعتلى تيبو سلطان أو سلطان علي خان عرش مقاطعة ميسور في ديسمبر 1782م بعد وفاة أبيه حيدر علي؛ فورث دولة تشكلت منذ عام 1760م من تحالف بين القوة العسكرية لحيدر علي التي باتت أقوى جيش غير أوروبي في الهند آنذاك، والنظام السياسي المغولي، ومملكة راجا الهندوسية الوراثية المحلية.وعموماً، توطدت علاقة الإمام أحمد بن سعيد مع المقاطعات الهندية، حيث قام الإمام أحمد بن سعيد بمساعدة شاه علم إمبراطور المغول في الهند (حكم: 1759-1788م) على حربه القراصنة الذين كانوا يعوقون تجارة الأرز بين مانجلور -جنوب غرب الهند- ومسقط، وأرسل حاكم مانجلور مبعوثاً يُدعى طيبو صاحب إلى الإمام أحمد عام 1190هـ/ 1776م، فعقدت بينهما معاهدة تقضي باستمرار علاقة الصداقة بين البلدين، وإنشاء دار في مسقط لمبعوث الحاكم المغولي سميت ببيت النواب، وتعهد حاكم مانجلور بالوقوف إلى جانب الإمام في حالة تعرض عُمان إلى الغزو الخارجي. كما وصل إلى عُمان مبعوث حاكم مقاطعة ميسور واستقبله الإمام مما أدى إلى توثق العلاقات التجارية مع ميسور، وعين حاكم ميسور ممثلا تجاريا لمقاطعته بمسقط، وكانت سفن المقاطعة ترتاد عُمان بما يقارب خمس سفن سنوياً. وكانت السفن العُمانية تتردد على الموانئ الهندية لتستورد البضائع المتنوعة مثل: الأرز والتوابل والأخشاب، كما تزايد أعداد الهنود في مسقط خلال فترة حكم الإمام أحمد بن سعيد.الجدير بالذكر أن عُمان في عهد الإمام أحمد بن سعيد لم تعقد علاقات رسمية أو خاصة مع بريطانيا، بل إن الإمام رفض طلب شركة الهند الشرقية إقامة مركز لها في مسقط في حين سمح لشاه علم إمبراطور المغول بإنشاء مركز عُرف (بيت النواب) في ضوء الاتفاقية التجارية التي عقدت بين الطرفين في عام 1190هـ/ 1776م مع شاه علم إمبراطور المغول في الهند والتي نصت على إنشاء دار في مسقط لمبعوث الحاكم المغولي أصبحت تعرف ببيت النواب.يمكن القول بأن عام 1792م يعد عاماً محورياً في تاريخ كل من مسقط وميسور، حيث كان السيد سلطان بن أحمد على رأس السلطة السياسية في عُمان، وتيبو سلطان أو سلطان علي خان على عرش مقاطعة ميسور. استدعت الظروف أن تعمل هاتان الدولتان في عام 1792م على إبرام صلح مع القوى الفرنسية والبريطانية التي احتدم التنافس بينها في الهند فضلاً عن المحيط الذي بات مسرحاً لتنافس القوى الأوروبية التي سعت إلى فرض هيمنتها في الهند. فبعد تولي السيد سلطان بن أحمد السلطة في مسقط تعززت روابط تجارية متينة بين مسقط وميسور من خلال تأسيس علاقات تجارية قائمة على مبدأ إعادة التصدير، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن سيتون المقيم السياسي البريطاني في مسقط؛ إذ وصلت البضائع إلى مسقط من "سواحل سورات، وبهافناغار، وبومباي، ومالابار، وكورومانديل، ومكران، والسند، والبنجاب، وكوتش، والبنغال، وباتافيا، وجزر الملايو، وشرق أفريقيا، وجزر ماسكارين، وبالطبع من البلدان المطلة على الخليج العربي"، بحسب ما جاء في تقرير ستون. أدى هذا التوسع التجاري إلى توقيع معاهدة بين مسقط والبريطانيين عام 1798م وذلك لتأمين المزيد من الإنجازات التجارية في الهند، لاسيما في سياق بسط السيطرة البريطانية على التجارة في المناطق التي يرغب السيد سلطان بن أحمد في توسيع أعماله فيها، وكان البريطانيون أيضاً مدفوعين في الوقت نفسه باعتبارات مماثلة في سياق المنافسة التجارية، والمخاوف البريطانية من المنافسة الفرنسية.وفي إطار التنافس البريطاني الفرنسي في المحيط الهندي، تلقى كل من السيد سلطان بن أحمد وتيبو سلطان رسائل في عام 1799م من الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت يتعهد بتقديم الدعم لكليهما في حالة الوقوف في وجه البريطانيين، وبمجرد انحسار قوة بونابرت في مصر قبل نهاية عام 1799م تحرك البريطانيون ضد تيبو سلطان حاكم ميسور متسللين إلى حصنه في سيرينغاباتام ودارت معركة بين الطرفين استشهد فيها تيبو سلطان في الرابع من مايو 1799م بعد رفضه الاستسلام واختيار المقاومة حتى آخر رمق، وبات يُعرف بأنه "المحارب الأول للحرية في تاريخ الهند".