الرحماني سفينة حربية عُمانية ضمن أسطول الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي مؤسس الدولة البوسعيدية، شاركت في فك الحصار الفارسي عن البصرة على ضوء طلب المساعدة الذي تقدم به الوالي العثماني في بغداد للإمام أحمد بن سعيد في عام 1775م، ولبى الإمام أحمد طلب المساعدة فأرسل أسطولا مكونا من عشر سفن وعدد من المراكب بقيادة السفينة الرحماني وعلى متنها قائد الأسطول العُماني السيد هلال ابن الإمام أحمد بن سعيد.حيث استطاعت الرحماني قطع السلسلة التي وضعها الفرس لغلق شط البصرة وقطع الإمدادات عن أهلها وبذلك استطاع الأسطول العُماني الدخول إلى البصرة وهناك دارت معركة بين الجانبين انتهت بانتصار الأسطول العُماني بقيادة السيد هلال ابن الإمام أحمد بن سعيد.أرسل الإمام أحمد بن سعيد سفينة الرحماني بعد واقعة البصرة لصد هجوم القراصنة على شحنة أرز مرسلة من مانجلور إلى مسقط، بعد تأخر وصولها إلى عُمان، فأرسل الإمام مبعوثا على الرحماني إلى مانجلور للاستفسار عن الأمر، فطلب المبعوث من السلطات المختصة أن تحدد له المكان الذي وقعت فيه القرصنة، وسار المبعوث إليه واشتبك مع القراصنة وتمكن من هزيمتهم.ومن تتبع الأحداث التاريخية يلاحظ تكرار اسم سفينة الرحماني، فهذه السفينة كانت ضمن أسطول الإمام أحمد بن سعيد، ثم أسطول السيد حمد بن سعيد البوسعيدي، ثم أسطول السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي.فيشير المؤرخ العُماني حميد بن محمد بن رزيق في كتابه الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين أن الرحماني سفينة من سفن أسطول السيد حمد بن سعيد البوسعيدي، فذكر أن السفينة الرحماني احترقت في عام 1792م، ففي مجمل حديثه عن عهد السيد حمد يشير إلى أن السيد حمد جهز حملة عسكرية لم يخبر أحدا بوجهتها، وأمر أن يكون تجمع الجيش في بركاء، وحينما خرج من مسقط لقيادة الجيش أحس بالحمى، فلم يقدر على المسير ورجع إلى مسقط، إذ تبين أنه مصاب بمرض الجدري، فبعث إلى أبيه الإمام سعيد في الرستاق يطلب وصوله إليه، وحينما وصل أبوه إلى مسقط وجد المرض قد اشتد عليه، وما زاده حسرة في مرضه قيام بعض المجهولين بحرق سفينته الرحماني، وهي أكبر سفنه التي أمر بصنعها، فتحسّر عليها حسرة شديدة، وبعد ثلاثة أيام من هذه الحادثة انتقل حمد ابن الإمام سعيد إلى رحمة الله".كما وجدت سفينة اسمها الرحماني في أسطول السلطان سعيد بن سلطان بنيت في كوتشين بالهند عام 1831م، وكانت أسرع سفن السلطان سعيد وبها 47 مدفعاً، ووزنها 725 طناً. ختام القول، عُرف العُمانيون بأنهم أسيادُ البحار، وكانت السفينة عنصرًا مهمًا كونها وسيلة حملت الإنسان والأفكار والسلع والبضائع، وشكلت ثلاثية في التاريخ العُماني: السفينة، السلع (معنوية ومادية)، الموانئ. وبالسفينة جاب العُمانيون البحار كرسل سلام وثقافة وعلم.