تعد مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي مرجع معرفي وقِبْلة للقراء والباحثين والمثقفين وهي من أهم المكتبات العُمانية المرجعية التي افتتحت رسميا عام 1986م، ويشرف عليها مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، فمكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي مكتبة أهلية خاصة، أنشأها محمد بن أحمد بن سعود بن حمد بن هلال بن محمد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي؛ المستشار الخاص لجلالة السلطان قابوس للشؤون الدينية والتاريخية، وموقعها في حلة الشرادي بولاية السيب. تأسست المكتبة بعد عام 1971م، وكانت بدايتها غرفة صغيرة بالسيب، ونواتها الأولى مخطوطات انتقلت بالإرث إلى صاحبها السيد محمد بن أحمد من جده سعيد بن محمد بن مسعود البوسعيدي (ق: 14هـ/ 20م) ثم استقرت في مقرها المصمم على الطراز المعماري القديم منذ افتتاحه سنة 1987م، وهي مفتوحة للزائرين على فترتين صباحية ومسائية.تضمّ قسمين رئيسين؛ أحدهما للمطبوعات والآخر للمخطوطات، ثم ترتيبها حسب تصنيف ديوي العشري. تحوي المكتبة ما يزيد على 4000 مخطوطة في شتى العلوم النظرية والتطبيقية، جُمعت من جهات متعددة من داخل عُمان وخارجها، والغالبية العظمى من مخطوطات المكتبة مكتوبة باللغة العربية، مع وجود مخطوطات قليلة باللغات الفارسية والعثمانية والأردو والسواحلية والسريلانكية والإنجليزية. من أهم مقتنيات المكتبة من المخطوطات نسخ كاملة من أجزاء المطولات الفقهية العُمانية منها: "بيان الشرع" لمحمد بن إبراهيم الكندي، و"المصنف" لأحمد بن عبد الله بن موسى الكندي النزوي، و"قاموس الشريعة" لجميل بن خميس السعدي. وأقدم مخطوطة بالمكتبة نسخت في القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، وفي المكتبة قسم لترميم المخطوطات وتغليفها وتجليدها وصيانتها.أما قسم المطبوعات فيضم أكثر من 27000 عنوان في مختلف التخصصات العلمية، بعضها من المطبوعات القديمة النادرة، كمطبوعات المطبعة السلطانية بزنجبار، وبعض المطبوعات العُمانية في الهند ومصر والشام. ومنذ سنة 1986م ساهمت المكتبة في نشر كتب التراث العُماني، حيث نشرت إلى نهاية سنة 2008م 70 عنوانا. ومن أهم إصدارات المكتبة: "شرح لامية ابن النظر في الحج" لمنصور بن محمد الخروصي وكتاب "الموجز المفيد نبذ من تاريخ آلبوسعيد" وديوان "أنوار الأسرار ومنار الأفكار" وكتاب "كشف الأسرار المصونة في إخراج الضمائر المخزونة" وكتاب "النواميس الرحمانية" لسعيد بن خلفان الخليلي. وكتاب "بهجة النفوس في مدح السلطان قابوس" لعلي بن جبر الجبري، و"المصحف الشريف بالقراءات السبع" وكتاب "ثبوت الهلال بين الرؤية البصرية وحساب المراصد الفلكية" و"وإتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عُمان" لسيف بن حمود البطاشي. وهناك مشاركات دائمة للمكتبة في كل عام في معرض مسقط الدولي للكتاب. وإضافة إلى القسمين الرئيسين تضم المكتبة تحفا تراثية يعود بعضها إلى مئات السنين، تمثل فترات متفرقة من التاريخ العُماني، منها أسلحة قديمة كالخناجر والبنادق والسيوف والرماح، وأبواب خشبية منقوشة، وأوانٍ فخارية، وقطع من المجوهرات كالخواتم والأقراط والقلائد والأساور والخلاخل والعقود، ومجامر، ومكاحل. وتحتفظ المكتبة بأرشيف من الصور والوثائق الأصلية والمصورة. الجدير بالذكر، أن المكتبة خضعت للتجديد والتحديث وتم إعادة افتتاحها للجمهور في يناير 2024م.