في رحلة الحياة، كان هناك شخص يمر بالكثير من التجارب، منها ما أسعده ومنها ما آلمه. في البداية، كان يندم على ما حدث، ويفكر في الماضي الذي مضى، ويعاتب الأشخاص الذين اختاروا فراقه، ويعطي الأمور أكبر من حجمها. كان يظن أن الحياة لا يمكن أن تستمر بعد تجاوزات معينة. مع الوقت، بدأ هذا الشخص يكتشف مجموعة من "القوانين" التي غيرت نظرته للحياة. تعلم القانون الأول: ألا يندم على أي شيء دخل حياته، فالذي أسعده منحه التجربة، والأسوأ كان درساً له، والأفضل لن يتركه أبداً. وتعلم القانون الثاني: ألا يفكر في ماضٍ قد مضى، وألا يعاتب شخصاً اختار فراقه، وألا يعطي الأمور أكبر من حجمها، وأن يعيش لنفسه ويفكر بمن يستحق التفكير به فقط. أدرك أنه يمكنه أن يعيش بلا أحد ويدير حياته بشكل جيد، وأن الاتكاء على الآخرين ليس موضع أمان. تعلم ألا يجعل فوضى الحياة تقلقه، وأن الله يتولى ترتيبها بطريقة مبهرة. فهم أن جماله أحياناً يكمن في أنه لا يشبه الآخرين، فلا يجب أن يخجل من تميزه. عرف أن تجاهل الحمقى جميل، لكن لا ينبغي أن يغفر أخطاء العقلاء بسهولة، فهي ارتكبت عن عمد. بدأ يتعامل مع الناس بلطف، لأنه يعلم أن كل شخص يقابله يقاتل في معركة لا يعرف عنها شيئاً. قرر أن يحافظ على كرامته، حتى لو كلفه الأمر أن يصبح صديقاً لجدران غرفته. وعندما يختار أحدهم أن يفهمه بشكل خاطئ، تعلم ألا يرهق نفسه معهم، بل يرحل بصمت، والأيام كافية لتريهم من كان ومن يكون. اكتشف أن الحياة لا تستمر إلا بالتجاوزات، ويجب أن يتجاوز ندمه وهزيمته، ويتجاوز بعض الأشخاص أيضاً. توالت القوانين لتنير دربه. عرف أن سر الحصول على ما يريده هو إيمانه المسبق بذلك، وأن الشجاعة لا تعني عدم الخوف، بل عدم السماح للخوف بأن يوقفه. تعلم ألا يفرط في مشاعره من أجل أشخاص لا يعرفون قيمتها، وأن يصرف مشاعره على من يستحق فقط. أدرك أهمية ألا يقلل من شأن أي أمر أو أي أحد. أصبح حذراً في إنفاق مشاعره وكلماته، واهتم بالحفاظ على الشغف الذي يجعله يبتسم بمجرد التفكير به. أصبح يؤمن بأنه هو الوحيد الذي يضع حدوده، وإذا آمن بذاته، حتى السماء لن تكون حداً له. تعلم ألا يتعلق بأحد إلى حد الجنون، حتى لا يقتله غيابه. فهم أن الماضي يعتبر درساً وليس خيبة تقف عليها الحياة، وأنه سيبقى قوياً لوحده، وسلاماً على من راق له الابتعاد. مع مرور الوقت، أدرك أن المشاكل تقوي العلاقات الحقيقية وتنهي العلاقات المؤقتة. وتيقن أن الله سيرسل له يوماً ما يغطي جرحه الذي عجز عن أن يبرأ. تعلم أن الاهتمام أهم من الحب، وعندما يخير بين شخص يحبه وشخص يهتم به، يختار الشخص الذي يأسره باهتمامه، فلا فائدة من حب بلا اهتمام. أصبح يشتري الكتب المفيدة حتى لو لم يكن ينوي قراءتها اليوم. وتعلم أن أفضل وسيلة لإنهاء النقاش مع شخص يدرك جيداً أنه سيتخذ الحوار حرباً لا محاولة فهم، هو الصمت. وأنه لا يترك أحداً يعيش سنيناً من الشك بينما يستطيع بكلمة واحدة أن يعطيه اليقين. في نهاية رحلته، عرف هذا الشخص أن السعادة لا ترتبط بأشخاص أو أشياء، بل بهدف. فهم أن كل إنجاز عظيم كان يعتبر ذات مرة مستحيلاً. وأنه يجب أن يخلق مساحة خاصة به يوجد بها القليل من البشر. وتيقن أن الحكمة ليست في تجنب الألم، بل في معرفة كيف نتعافى منه. وهكذا، عاش هذا الشخص حياته مسترشداً بهذه القوانين، لا يندم على الماضي، يحسن اختيار من يرافقه، يضع الحدود، يحافظ على كرامته ومشاعره، يؤمن بنفسه وبقدرة الله، ويجد القوة في ذاته، مدركاً أن الحياة رحلة مستمرة من التعلم والتجاوز والنمو.