حكايات من الكتب

مأمون القانوني وقصص أخري


Listen Later

رحلة بين الفقد والنجاة تبدأ قصتنا مع شاب بيدرس في بوخارست، كانت حياته الجامعية ممزوجة بصعوبة التأقلم الاجتماعي والثقافي. كان شعوره إنه جاي من بيئة أقل انفتاحاً، والحوار مع البنات كان بيحس بيه زي معركة. بيوصف لبسه البسيط، قميص كاروهات من البالة وبنطلون جينز أزرق. في يوم وهو مستني بص عمان جنب بنت، حاول يبدأ كلام معاها بنصيحة من صاحبه خالد عن إنه يعرض علكة، لكن الموضوع اتطور لحادثة في الباص سببت له شلل جزئي مؤقت ومشاكل في الكلى. ورغم إنه استرجع حيويته وحس برجله اليمين تاني، بس الشلل ظل موجود. بعد فترة، رجع عمان ورجع تاني لبوخارست. عاش مع عيلة رومانية، دوميتريتا ونيقوالى. في حياته دي ظهرت كريستينا، وكانت معاها بنتها ميوش، أو مايا زي ما اسمها الحقيقي. كان بيحس باهتمام غريب بالبنت دي كأنها بنته، اهتمام لاحظه حتى رجل تاني قابله. الرجل ده سأله عن اسم ميوش الحقيقي ودعاله لما عرف إنه مايا، وده زود فضوله أكتر. كان فيه اتفاق بينه وبين كريستينا على الجواز، لكن الأمور زادت سوء لما هي مبقتش ناوية ترجع فلسطين معاه، وده كان عكس اتفاقهم لما اتجوزوا. اضطر ينزل فلسطين عشان أبوه تعب. لما رجع بوخارست، جهز شقة عشانهم. كانوا ناويين يسافروا عمان، لكن في يوم الخميس المشؤوم ده، كريستينا وميوش اختفوا. بعد اختفائهم، عاش في حالة من الفقد والجنون، بيدور عليهم وبيكلم كل اللي يعرفهم ويبلغ الشرطة. البحث ده استمر حوالي ست شهور. وفي يوم، لقوه الشرطة التركية في حديقة بأنقرة، متجمد وشكله مشرد. كان وصل لحالة انهيار نفسي وجسدي واستسلم لفكرة إنهم راحوا وضاعوا. رجعوه عمان بالتعاون مع السفارة الأردنية. قعد في البلد حوالي سنة بيتعافى من اللي حصله، وأهله ساعدوه يطلع من الكآبة. وبناءً على وصية أمه، اتجوز بنت خالته. كانت زوجته تحدي كبير ليه لإن شخصيته مكنتش متزنة وقتها، لكن هي كانت بنت حلال وواعية وقدرت تتعامل معاه وتطلعه من ترسبات اللي حصله، ورغم كل ده، عمره ما نسى مايا. حياته استقرت نوعاً ما. ساب شغله في هالي بيرتون واشتغل مع شركة استشارية في أبو ظبي. بدأ حياة جديدة. قصة مايا وكريستينا بقت من الماضي، وجرح القلب فضل موجود. كان بيدور عليهم أحياناً على الإنترنت بس من غير فايدة. في جزء من حياته، دخل السجن. هناك اتعلم قوانين جديدة. اتعرف على ناس مختلفة زي شفيق الحوت زعيم العنبر، ونضال أبو محمد، وأبو زهرة العراقي، وحودة، والباراكودا، والموجي، والدكتور، والميكانيكي، والإثيوبي. اتعلم إن المشاكل الكبيرة بيحلها الأذكياء بخطوات صغيرة. وفي السجن ده صادق واحد اسمه أيوب. وبعدين، في وقت لاحق، اتصاب بطلق ناري ودخل المستشفى. مر في حياته بلحظات شك وإلحاد، وتساءل عن القضاء والقدر. كان بيوصف شعوره بالظلم وظلمه للناس. اتكلم عن صراعه مع نفسه ومعتقداته. بيشبه روحه بالقبو المظلم اللي بيرجعله كل ما يحس بالوحدة والضعف والحزن. في مرحلة تانية، أبوه مر بأزمات مالية كبيرة وخسارات في التجارة. هو وإخواته تعاونوا وسدوا ديون أبوه. أمه كمان بدأت مشاريع صغيرة زي تربية الدجاج وبيع البيض والأكل اللي بتعمله في البيت. كان بيشوف فرحة أمه بالمبالغ البسيطة اللي بتجيبها بتشجعه. كانت أمه بتقول إن الفقر شعور اختياري وإن الناس بتخلي حياتها أسوأ بحقدها وغضبها. في وقت من الأوقات، رجع بوخارست وقابل زميل قديم. من خلاله، قابل مايا تاني، بس المرة دي كانت بنت كبيرة، اسمها توران أوجستين. كانت ملامحها اتغيرت بس لسه هي هي. كانت مشاعرها تجاهه سلبية جداً. حكالها كل حاجة عن ازاي دور عليهم. هي اتأثرت بكلامه، بس قصته بالنسبة لها كانت زي فيلم حزين اتنسى. الموضوع ده أكد له إن مشاعره كانت وهّم داخلي. في جزء تاني من المصادر، فيه قصة بنت اسمها آلاء كانت بتدرس في الأردن. آلاء دي كانت بتحب مأمون من وهما صغيرين في المدرسة. كانت بتراقبه وبتكتبله رسايل. بتقول إن حبها ليه كان حب مراهقة. بعد ما مأمون طلع من السجن، آلاء شافته تاني وحست إنه شخص مختلف عن اللي حبته. قررت تقفل صفحته في حياتها. وفي جزء آخر، مأمون نفسه اتذكر إنه في يوم من الأيام جاتله بنت (ممكن تكون آلاء، المصادر مش بتوضح ده صراحة في المقطع ده) مكتبه. كانت عايزه تقوله حاجة ممكن تجرحه. هو عرف إنها بتحبه من زمان. لكن هو رفض الموضوع بأسلوب لطيف، لإن بالنسبة له كانت البنت دي (آلاء) مش مناسبة ليه، يمكن عشان تعليمها (كانت صيدلانية) مختلف عن تعليمه هي متعلّمة وهو لأ، أو لأسباب تانية، المصادر مش بتوضح التفاصيل دي كلها. هو شاف إنها مش مناسبة عشان يكون لائق بيها، وبنى شخصية جديدة عشانه. القصة بتوضح إن الحياة فيها مكاسب وخسارات، وفرح وحزن، ونجاح وفشل. وإن الأذكياء بيعرفوا يحلوا مشاكلهم. وإن الإيمان والصبر والعمل الجاد ممكن يساعدوا في تجاوز الصعاب. وإن العلاقات الإنسانية بتتغير مع الزمن، وإن ممكن أقرب الناس ليك وقت الشدة تلاقيهم بيتشفّوا فيك. لكن في نفس الوقت، فيه ناس بتقف جنبك زي أهله وزوجته وأخواته اللي ساعدوه يسد ديون أبوه. في النهاية، بيوصل مأمون لمرحلة من النجاح المادي الكبير، بيفتح شركات ومطاعم ومجمعات تجارية ومدرسة إنجليزية. بيبني إمبراطورية. وبيورث فلسفته دي لابنه سعيد. القصة بتختتم برسالة من أب (ممكن يكون سعيد بيتكلم عن أبوه مأمون، أو ممكن يكون أب مأمون نفسه بيتكلم عن فلسفة الحياة اللي ورثها مأمون) لابنه عن أهمية عمل الفلوس والسعادة.
...more
View all episodesView all episodes
Download on the App Store

حكايات من الكتبBy حكايات من الكتب