ولد الشيخ جاعِد بن خميس الخروصي في عام 1147هـ/ 1734م، في بلدة العليا بولاية العوابي، وتوفي في 3/12/ 1237هـ-20/8/ 1822م، عن عمر ناهز التسعين عاماً، ودفن في مسقط رأسه في بلدة العليا. تبوأ الشيخ جاعد مكانة علمية مهمة، وكان من الشخصيات المؤثرة والفاعلة في مجتمعه، وهذا يتجلى من خلال الآثار التي تركها، ففي الجانب العلمي تؤكد كثرة مؤلفاته على غزارة انتاجه العلمي في عدة مجالات، بالإضافة إلى تأسيس وبناء بعض المنشآت كالمكتبة التي حملت اسمه، وحصن العوابي، وبيت الرأس، والتي توضح المقدرة الاقتصادية والمكانة الاجتماعية والعلمية التي حازها الشيخ جاعد.أشاد الكثير من الكتّاب والمؤرخين بمناقبه وسيرته الحافلة بالعطاء والإنتاج الفكري، ومن بين هؤلاء المؤرخين العلامة نور الدين السالمي الذي قال عنه: "إن أبا نبهان كان المتقدم على أهل زمانه بالعلم والفضل والشرف، واتخذه الناس قدوة في مراشد دينهم، ومصالح دنياهم، وقلّده الأفاضل أمرهم لما علموا من علمه وورعه". ويصف ابن رُزيق العلم الذي صار للشيخ جاعِد بقوله: "وقد ذكرت بعض ما صار إليه من العلم في الكتاب الذي سميته الصحيفة اليمانية القحطانية، إذ كل ما صار إليه من العلم الفائض على العالم لو شرحه شارح لطالت عليه في شرحه الأيام، وكلّت محابره وقراطيسه والأقلام".ومن خلال تتبع الإنتاج العلمي الغزير للشيخ جاعد ظهرت الكثير من الألقاب والكُنى التي عرَّفه بها نساخ مؤلفاته، أو تلك التي أطلقها عليه العلماء والفقهاء والمهتمون بآثاره العلمية في مختلف مجالاتها. تكشف بعض الألقاب غزارة علمه وانتاجه، فعُرف بــــ: الحبر الفهامة القطب، المجتهد، الجهبذة البحر، كما ورد في إحدى المخطوطات لقب: سراج المذهب الحقيقي، ومن خلاله يظهر الدور الكبير الذي قام به الشيخ جاعد في دراسة وتدريس مبادئ المذهب الإباضي..تكشف الرسالة التي وجهها الشيخ الرئيس جاعد بن خميس الخروصي (ت: ١٢٣٧هـ/ ١٨٢٢م) إلى السيد محمد الكثير من الأبعاد السياسية والاجتماعية التي من خلالها يمكن بلورة الدور السياسي الذي قام به السيد محمد في عهد أخيه الإمام سعيد بن أحمد وكيف أنه كان وسيطاً لتقريب وجهات النظر بين الطرفين. يقول الدكتور سعيد الهاشمي: "...، وكانت بينه وبين الشيخ أبي نبهان جاعد بن خميس مراسلات، وكان السيد محمد محسنا إلى الشيخ أبي نبهان غاية الإحسان، وكان الشيخ أبي نبهان على خلاف مع السيد طالب بن الإمام".من أبرز مؤلفات الشيخ الرئيس جاهد بن خميس الخروصي:رسائل الشيخ جاعد إلى رؤساء زمانه، من ضمنها: رسالة السيد العلامة الرئيس جاعد بن خميس الخروصي إلى السيد الأمير محمد بن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي. ورسالة في حل القهوة. وهي رسالة فريدة في موضوعها حول القهوة، عرض من خلالها فتوى الشيخ سعيد بن بشير الصبحي حول حِل القهوة وأيَّده في فتواه. والمساجد وأحكام المدارس. والطهارات في غسل النجاسات. وكتاب الحج أو العقد الثمين. وكتاب الأشراف. ودقاق أعناق أهل النفاق. ومقاليد التنزيل. وجواهر الأشياخ. والمغانم في الخلاص من المظالم.