السلطان سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي (1350-1390هـ/ 1932-1970م)، يعد أكبر أبناء السلطان تيمور بن فيصل، وُلد في مسقط 18 شعبان 1328هـ/ 13 أغسطس 1910م. والدته السيدة فاطمة بنت علي بن سالم بن ثويني بن سعيد بن سلطان البوسعيدية. له أربعة إخوة: ماجد وطارق وفهر وشبيب، وأخت واحدة: بثينة.تلقى السيد سعيد بداية تعليمه في المنزل وعندما بلغ الحادية عشر من عمره تم إرساله إلى كلية مايو في أجمير بولاية راجيوتانا الهندية وهي مدرسة تعلم فيها الكثير من أبناء الأمراء الهنود وغيرهم، حيث درس هناك اعتباراً من فبراير 1922م وتخرج منها في يونيو 1927م. وحين بلغ السابعة عشرة من عمره، اهتم السلطان تيمور بأن يتعلم ابنه سعيد في بيئة عربية كي يتحصل على معرفة باللغة العربية فأرسله إلى بغداد في العام 1927م حيث درس هنالك لمدة عامين. وبعد العودة من بغداد اكتسب تجربة وخبرة في ميادين الإدارة والحكم وأصبح يعتمد عليه والده في إدارة شؤون البلاد، إذ كان يحضر بانتظام اجتماعات مجلس الوزراء، وبعد وفاة السيد محمد بن أحمد الغشام رئيس مجلس الوزراء عيّنه والده رئيساً لمجلس الوزراء في صفر 1348هـ/ أغسطس 1929م، وكان يشرف على الشؤون المالية للدولة إلى جانب رئاسته لمجلس الوزراء، وفي الفترة التي سبقت تسلم السيد سعيد لمقاليد الحكم، والتي كان فيها أبوه غائباً عن عُمان كان يشرف بنفسه على إدارة الحكم، وكان يمارس صلاحيات السلطان كافة في الفترات التي يسافر فيها والده.تولى السلطان سعيد بن تيمور الحكم رسمياً في 4 شوال 1350هـ/ 10 فبراير 1932م بعد تنازل والده السلطان تيمور بن فيصل عن الحكم. ومما جاء في وثيقة التنازل: "لقد رفعنا منذ اليوم يدنا من كل حقوق الحكم، واخترنا خلفاً لنا ابننا السيد سعيد بن السيد تيمور كسلطان لحكومتنا، ونحن نسلمه قيادة سياسة الدولة وإدارة الحكومة"تعد رحلة السلطان سعيد بن تيمور حول العالم في الفترة من 9 نوفمبر 1937م إلى 13 يوليو 1938م رحلة تاريخية مهمة على مستوى العلاقات بين حكومة مسقط وعُمان وحكومات الدول التي زارها. وصل السلطان سعيد والوفد المرافق له-تكون الوفد المرافق من أخيه غير الشقيق السيد طارق بن تيمور وسكرتيره هلال بن بدر ومسؤول المراسم أحمد الشبلي ومساعده الخاص عبد المنعم الزواوي واثنين من المعاونين- إلى ميناء كراتشي مبتدئاً رحلته حول العالم في 9 نوفمبر 1937م، وفي 12 نوفمبر 1937م وصل السلطان سعيد إلى نيودلهي، واستقبلوا في مقر نائب الحاكم في 8 رمضان 1356هـ/ 12 نوفمبر1937م، ومكث عشرة أيام في ضيافة الحكومة الهندية، ثم توجه إلى كوبيه في اليابان لزيارة والده تيمور، وأمضى هنالك 17 يوماً، ثم توجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية بناء على دعوة أمريكية ورافقه فيها والده، ووصل في 18 ذي الحجة 1356هـ/ 19 فبراير1938م إلى سان فرانسيسكو، ثم توجه إلى واشنطن وكان في استقباله وزير الخارجية الأمريكي كورديل هل، وخرج مع الرئيس الأمريكي روزفلت برحلة بحرية، ثم غادر نيويورك إلى بريطانيا التي وصلها في 26 محرم 1357هـ (28مارس1938م)، فاستقبله الملك جورج السادس الذي منحه وشاح الفارس من الحكومة البريطانية، وبعد أسبوعين سافر إلى باريس، وعاد إلى لندن مرة أخرى في 18 صفر 1357هـ/ 19إبريل 1938م، وفي 22 أبريل غادر السلطان بريطانيا بالباخرة، منهياً زيارته التاريخية الأولى وبعدها زار إيطاليا زيارة خاصة في الأول من مايو 1938م، ووصل مسقط في 13 يوليو 1938م مروراً بقناة السويس وبومباي بالهند. استمر حكم السلطان سعيد بن تيمور 38 عاماً بدءا من تنازل والده السلطان تيمور عن الحكم في عام 1932م وحتى العام الذي تنازل فيه عن الحكم لابنه السلطان قابوس في 23 يوليو 1970م، حيث أقام في فندق دورشستر في لندن، وتُوفي إثر نوبة قلبية تعرض لها وهو على ظهر سفينة سياحية في 19 أكتوبر 1972م، أي بعد عام وثلاثة أشهر تولي نجله السلطان قابوس مقاليد الحكم في 19 جمادى الأولى 1390هـ/ 23 يوليو 1970م، ودُفن في الجزء المخصص للمسلمين في مقبرة بروكود، وشهد مراسم الدفن أخواه السيد طارق بن تيمور والسيد فهر بن تيمور، وسماحة الشيخ إبراهيم العبري مفتي عام السلطنة آنذاك.وصف الرائد بريمنر السلطان سعيد بن تيمور في تقريره السنوي في العام 1932م: "يتمتع هذا السلطان الشاب بعقل ذكي وحاد وأظهر رغبة واضحة وملاحظات تدل على أنه ينوي أن ينشئ جهازاً إدارياً خاصاً به لإدارة دولته، وبدا واضحاً أنه يتمتع بشخصية قوية ويستطيع اتخاذ ما يلزم من قرارات لمواجهة المعوقات والمشاكل التي تصادفه". ومن أهم الشهادات المسجلة في السلطان سعيد بن تيمور، ما ذكره لاندن: "وبصرف النظر عن الافتراضات والتخمينات فإنه من الواضح أن السلطان سعيد رغم كل شيء ...، ومهما يكن متردداً إزاء انضمام عُمان إلى ركب الحياة العصرية، كان ولا يزال أهم حكام البوسعيد منذ عهد سميه العظيم سعيد بن سلطان قبل أكثر من قرن".