السيد سليمان بن حمد بن سعيد بن حمد بن خلف البوسعيدي، وهو رئيس الوزراء ووزير الداخلية في عهد السيد سعيد بن سلطان مؤسس الإمبراطورية العُمانية. وُلد السيد سليمان بن حمد في عام 1785م، وكان والده والياً على زنجبار في عهد السيد سلطان بن أحمد، كما كان أخوه السيد ناصر واليا على زنجبار في عهد السلطان سعيد بن سلطان، وعُرفوا بأولاد الوكيل أي أولاد نائب الحاكم. حينما قرر السلطان سعيد تحويل زنجبار للعاصمة الثانية لعُمان عيّن السيد سليمان رئيساً لوزرائه، وبقي في هذا المنصب حتى وفاته، ثم أصبح رئيساً لوزراء السيد ماجد، واستمر يشغل هذا المنصب في الفترة الأولى من حكم السيد برغش، وقد توفي فيما بعد.كان السيد سليمان بن حمد البوسعيدي رئيسا للوزراء، ووزيرا للداخلية، وكان جميع حكام شرق أفريقيا يخضعون له، ولا يستطيعون تحريك أي أمر بدون التشاور معه والحصول على موافقته وكذلك الشأن بالنسبة للسيد ماجد والسيد برغش. كان السيد سليمان بن حمد الوصي على الحكم في حال مغادرة السلطان سعيد إلى عُمان حينما كان أبناؤه صغارا، وكذلك كان يفعل السيد ماجد والسيد برغش عندما يغادران البلاد يعيناه وصيا على الحكم.كان السيد سليمان بن حمد واحدا من بين خمسة مسؤولين تنفيذيين اختارهم السيد سعيد لتنفيذ وصيته بعد وفاته وقد نفذ كل بند من وصية السيد سعيد كما أراد لها أن تتم. وهؤلاء المسؤولون هم: محمد بن سالم بن سلطان (ابن أخيه)، السيدة عزة بنت سيف زوجته، السيد خالد بن سعيد (توفي قبل وفاة والده في عام ١٨٥٤م) والسيد ثويني والسيد سليمان بن حمد البوسعيدي.يحسب للسيد سليمان بن حمد له بأنه هو من عيّن السيد ماجد خلفا لأبيه في حكم زنجبار بعد وفاة خالد ابن السيد دون الرجوع لوالدهم، ولكن السيد سعيد لم يرفض له هذا المقترح وسار عليه في تثبيت ماجد كحاكم ينوب عنه في زنجبار. وعندما مات السيد سعيد في عام ١٨٥٦م قام بجمع الشخصيات المهمة في شرق أفريقيا وأعلن خلافة السيد ماجد لوالده في الحكم في شرق أفريقية.ولم يكن في كل شرق إفريقيا واحد يتمتع بالمهابة والاحترام أكثر منه باستثناء الحاكم نفسه، وكانت كلمته هي القانون هكذا يصفه المؤرخ عبدالله الفارسي في كتابه البوسعيديون حكام زنجبار، ويضيف: "وعندما يتكلم فإنه كلامه يحسم الأمور، وكانت عملياته التجارية معفاة من الضرائب، وقد فرضت له حكومة السيد ماجد مرتبا سنويا قدره ١٥٢٥ جنيه إسترليني".كان السيد سليمان بن حمد معروفا في شرق إفريقيا باسم سليمان بن حمد الشخص الذي لا يمكن أن يتم شيء بدون موافقته. وكان بيته يقع في ماليندي ميزينجاني، في موقع المنزلين الكبيرين مكان القنصلية الفرنسية والمنزل المواجه لمسجد السيد حمود وهو الآن مبنى القنصلية الهولندية. وقد عاش هناك حتى وفاته. وعندما طعن في السن وأصابته الشيخوخة كان السيد ماجد يزوره في بيته في ماليندي بصحبة إخوته ووزرائه.تُوفى السيد سليمان بن حمد بعمر يناهز الواحد والتسعين عاما في رمضان ١٢٩٠هـ/ نوفمبر من عام 1873م. وقد ترك ابنة واحدة اسمها السيدة شريفة، قامت بكثير من أعمال البر في زنجبار، منها: بناء المساجد والإنفاق عليها بسخاء. وقد تزوجت في عهد السيد ماجد من قريب لها، هو السيد صالح بن سالم بن حمد البوسعيدي، ومن بعده تزوجت من السيد حمد بن سليمان البوسعيدي، وهو أحد كبار الوزراء في زنجبار الذي احتفظ بمنصبه لوقت طويل. وفي عهد السيد برغش سافرت للحج وتوفيت في المدينة المنورة.