
Sign up to save your podcasts
Or
سجَّل التاريخ للسيدة جوخة بنت محمد بعض المواقف التي كانت لها فيها بصمتها الخاصة، ومواقفها الاستثنائية، ولا غرابة في ذلك إن كانت عمتها السيدة موزة التي كان لها الدور الأبرز في الحفاظ على الحكم لأبناء أخيها السيد سلطان، وحماية عُمان من الانقسام الداخلي والاعتداء الخارجي في ظل الأوضاع غير المستقرة في تلك الفترة التاريخية المفصلية من تاريخ عُمان. تلك هي عمة السيدة جوخة فلا عجب إن عُرفت بالشجاعة والقوة والإقدام، حيث يظهر الدور السياسي المهم للسيدة جوخة في أكثر من حادثة أبرزها حادثة سجن أخيها السيد هلال في عام 1829م، حيث كان للسيدة جوخة موقف حازم إزاء هذا الحدث، حيث قام بوضع ابن عمه وواليه على السويق السيد هلال بن محمد في السجن ضماناً للأمن الداخلي وخوفاً من الطموح السياسي للسيد الشاب هلال أخ السيدة جوخة. وعيّن ابن أخيه السيد محمد بن سالم وكيلاً ونائباً عنه على عُمان. يؤرخ ابن رزيق تلك الحادثة في فتحه المبين: "وولى السيد -يعني سعيد بن سلطان- على صحار ومسقط محمد ابن أخيه سالم بن سلطان، وكثرت السعاة مع السيد هلال بن محمد بن الإمام، وأوحشوه به، فأسرّ ذلك في قلبه، فأتى ذات يوم هلال إلى مسقط مُسلماً على السيد ووافداً عليه لبعض الشأن، فأسرّ السيد إلى محمد بن سالم بقبضه، فقبضه محمد في بيته، فأمر السيد بحمله، وقيده إلى مجلس الحصن الغربي، ففعل به كما أمر".
يصف لوريمر ردة فعل السيدة جوخة إزاء حبس أخيها: "ولم يكد يبحر حتى وصلت السيدة جوخة -شقيقة هلال- هذه الشديدة المراس، فاستولت على سويق وأشعلت التمرد بهدف إطلاق سراح أخيها". وينبغي التوقف قليلاً عند ما ذكره لوريمر فالسيدة جوخة لم تذهب إلى السويق بل كانت فيها على اعتبار أنها أخت الوالي ولم تشعل تمرداً بقدر ما هو موقف إزاء ما فعله ابن عمها السيد سعيد بأخيها هلال. وعموماً بعد هذا التطور المثير نتيجة حبس السيد هلال بن محمد، قام السلطان سعيد بن سلطان بإطلاق سراحه عند عودته إلى مسقط في مايو 1830م، وفي نهاية المطاف، انتهت تلك الأزمة التي كانت عنواناً من عناوين تأزم الوضع الداخلي في عُمان، والتي كشفت لنا دور أكثر من سيدة من سيدات عُمان في تلك الأزمة السياسية ذات الطابع العائلي. وهناك حادثة أخرى يظهر فيها دور السيدة جوخة وهي حادثة استيلاء السيد حمود بن عزان -والي صحار- على السويق في عام 1834م، حيث قامت السيدة جوخة بصد هذا الهجوم في غياب أخيها السيد هلال. كما يظهر موقف السيدة جوخة في عام 1861م، وهو العام الذي قُتل فيها أخيها السيد هلال، حيث برز موقف السيدة جوخة ودفاعها المستميت عن حصن السويق الذي تعرض للهجوم فطلبت المساعدة من ابن عمها السلطان ثويني. وعموماً لا تذكر المصادر التاريخية ماذا حلّ بالسيدة جوخة بعد خروجها من حصن السويق؛ لكن الروايات الشفوية التي يتناقلها كبار السن في الولاية تذكر توجهها إلى صحار. ونرصد بعض ما جاء في قصيدة يتناقلها كبار السن في ولاية السويق:وشكيت يا البيذامة درجت عليج أمورحسر الورق بركونه وحكمن خذوه بالزورصبري يا بنت محمد كاد الزمان يدورشروى يوسف واخوته نحنا نأدي نذور
سجَّل التاريخ للسيدة جوخة بنت محمد بعض المواقف التي كانت لها فيها بصمتها الخاصة، ومواقفها الاستثنائية، ولا غرابة في ذلك إن كانت عمتها السيدة موزة التي كان لها الدور الأبرز في الحفاظ على الحكم لأبناء أخيها السيد سلطان، وحماية عُمان من الانقسام الداخلي والاعتداء الخارجي في ظل الأوضاع غير المستقرة في تلك الفترة التاريخية المفصلية من تاريخ عُمان. تلك هي عمة السيدة جوخة فلا عجب إن عُرفت بالشجاعة والقوة والإقدام، حيث يظهر الدور السياسي المهم للسيدة جوخة في أكثر من حادثة أبرزها حادثة سجن أخيها السيد هلال في عام 1829م، حيث كان للسيدة جوخة موقف حازم إزاء هذا الحدث، حيث قام بوضع ابن عمه وواليه على السويق السيد هلال بن محمد في السجن ضماناً للأمن الداخلي وخوفاً من الطموح السياسي للسيد الشاب هلال أخ السيدة جوخة. وعيّن ابن أخيه السيد محمد بن سالم وكيلاً ونائباً عنه على عُمان. يؤرخ ابن رزيق تلك الحادثة في فتحه المبين: "وولى السيد -يعني سعيد بن سلطان- على صحار ومسقط محمد ابن أخيه سالم بن سلطان، وكثرت السعاة مع السيد هلال بن محمد بن الإمام، وأوحشوه به، فأسرّ ذلك في قلبه، فأتى ذات يوم هلال إلى مسقط مُسلماً على السيد ووافداً عليه لبعض الشأن، فأسرّ السيد إلى محمد بن سالم بقبضه، فقبضه محمد في بيته، فأمر السيد بحمله، وقيده إلى مجلس الحصن الغربي، ففعل به كما أمر".
يصف لوريمر ردة فعل السيدة جوخة إزاء حبس أخيها: "ولم يكد يبحر حتى وصلت السيدة جوخة -شقيقة هلال- هذه الشديدة المراس، فاستولت على سويق وأشعلت التمرد بهدف إطلاق سراح أخيها". وينبغي التوقف قليلاً عند ما ذكره لوريمر فالسيدة جوخة لم تذهب إلى السويق بل كانت فيها على اعتبار أنها أخت الوالي ولم تشعل تمرداً بقدر ما هو موقف إزاء ما فعله ابن عمها السيد سعيد بأخيها هلال. وعموماً بعد هذا التطور المثير نتيجة حبس السيد هلال بن محمد، قام السلطان سعيد بن سلطان بإطلاق سراحه عند عودته إلى مسقط في مايو 1830م، وفي نهاية المطاف، انتهت تلك الأزمة التي كانت عنواناً من عناوين تأزم الوضع الداخلي في عُمان، والتي كشفت لنا دور أكثر من سيدة من سيدات عُمان في تلك الأزمة السياسية ذات الطابع العائلي. وهناك حادثة أخرى يظهر فيها دور السيدة جوخة وهي حادثة استيلاء السيد حمود بن عزان -والي صحار- على السويق في عام 1834م، حيث قامت السيدة جوخة بصد هذا الهجوم في غياب أخيها السيد هلال. كما يظهر موقف السيدة جوخة في عام 1861م، وهو العام الذي قُتل فيها أخيها السيد هلال، حيث برز موقف السيدة جوخة ودفاعها المستميت عن حصن السويق الذي تعرض للهجوم فطلبت المساعدة من ابن عمها السلطان ثويني. وعموماً لا تذكر المصادر التاريخية ماذا حلّ بالسيدة جوخة بعد خروجها من حصن السويق؛ لكن الروايات الشفوية التي يتناقلها كبار السن في الولاية تذكر توجهها إلى صحار. ونرصد بعض ما جاء في قصيدة يتناقلها كبار السن في ولاية السويق:وشكيت يا البيذامة درجت عليج أمورحسر الورق بركونه وحكمن خذوه بالزورصبري يا بنت محمد كاد الزمان يدورشروى يوسف واخوته نحنا نأدي نذور
0 Listeners