السيدة موزة بنت الإمام أحمد بن سعيد هي السيدة العُمانية التي تصدرت المشهد السياسي في عُمان بعد وفاة أخيها السيد سلطان بن أحمد في عام ١٨٠٤م. تعد السيدة موزة المثال الأبرز والنموذج الأشهر عند الحديث عن حضور المرأة العُمانية تاريخيًا؛ فوالدها هو الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية، ووالدتها عُمانية جبرية من قرية الحرادي ببركاء، وهي والدة السيدين سلطان وسيف أيضاً. أما إخوتها السادة فهم: هلال وسعيد وقيس وسيف وسلطان وطالب ومحمد، ولديها أختان، هما: عفراء وميرا. لا تحدد المصادر تاريخ مولد السيدة موزة ولا تاريخ وفاتها، وجل ما يذكر حول ذلك هو استنتاجات واستخلاصات وفق المعلومات المتفرقة الواردة عن السيدة موزة، وبناء على ذلك نقول أن السيدة موزة ولدت في مدينة الرستاق عاصمة الدولة البوسعيدية في عهد مؤسسها الإمام أحمد، ويرجَّح أنها ولداًت في عام 1749م، وقد نشأت السيدة موزة في بيت والدها الإمام، وكان لهذه التنشئة بالغ الأثر في تشكيل شخصيتها؛ حيث تعلمت على يديه شؤون السياسة والحكم منذ نعومة أظافرها.تزوجت السيدة موزة من سيف بن محمد بن علي البوسعيدي، وكانت وفاته قبل أيام من وفاة أخيها السيد سلطان، ولكم أن تتخيلوا رباطة جأش هذه السيدة واستثنائيتها في الثبات والصبر والتعامل مع الأحداث العصيبة عندما فقدت زوجها ثم أخيها في أيام متقاربة. لم تنجب السيدة موزة أطفالاً، كما أنها لم تتزوج مرة أخرى بعد وفاة زوجها. تكشف الوثائق أن السيدة موزة مارست سلطتها السياسية بكل وضوح باستخدام اسمها الشخصي، حيث تكشف كرستي ريد مفهرسة تاريخ الخليج في المكتبة البريطانية من خلال الوثائق في مقالها المنشور بعنوان: “في غياب الرجال: نسوة قُدن عُمان سنة ١٨٣٢“: “موزة بنت الإمام أحمد بن سعيد. هكذا وصف البريطانيون كاتبة الرسالة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن موزة تُعرَّف باسمها الشخصي، وليس فقط عن طريق نسبها لأحد أقاربها الذكور؛ كما أنها لا تُعرَّف نسبة لدورها كزوجة أو أم. تكتب موزة بصلاحيات الحاكم المؤقت نيابة عن ابن أخيها إمام مسقط، السيد سعيد بن سلطان آل بوسعيد”.ومن أشهر العبارات التي وردت في كتاب الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين على لسان السيدة موزة: "هذه مسقط هي كنز عُمان فينبغي أن نحمي كنزها برجال لا يميلون إلى خيانة، ولا يعن لهم الجبن عند الإعانة، فطمع الرجال لا يقطعه إلا سيوف رجال لا تنبو بأوجال".لا يوجد تاريخ محدد لوفاة السيدة موزة، ويرجح أنها توفت بعد ١٠ سبتمبر من عام 1832م خلال سفر السلطان السيد سعيد بن سلطان إلى زنجبار. فبعد هذا التاريخ لا نجد ذكرًا للسيدة موزة، والمرجح وفاتها عن عمر يناهز ٨٣ عاماً.