
Sign up to save your podcasts
Or
أقامت السيدة ثريا ببوشر مع والدها في بيت المقحم؛ وهو البيت المعروف باسم "البيت الكبير" أو "بيت السيدة ثريا البوسعيدية" وهو أحد معالم الولاية، وكانت تتردد أحياناً على بيت الوكيل؛ الواقع خلف مسجد الوكيل بمدينة مسقط. عُرفت السيدة ثريا بنت محمد البوسعيدية بالكرم والسخاء والإنفاق وعمارة بيوت الله، وأوقفت أموالاً منها: مقصورة "الرّمامين" في وادي بوشر؛ لعمارة مسجد الوكيل، وقيام إمام الجماعة فيه، ولطلبة العلم، وأوقفت أيضا لمسجد الوكيل مقصورة خرس المالح الكائنة بوادي بوشر، وأوقفت لمسجد المقحم المجاور لبيتها الكبير مقصورة أخرى (المقصورة هي البستان الواسع). وتذكر المصادر أنها عينت سليمان بن زهران الريامي (ت: ١٩٥٤م) وكيلاً لها على مسجد الوكيل يوزع النفقة على الدارسين فيه، وقد تخرج في هذا المسجد جملة من العلماء والمشايخ الذين انتفعوا بهذه المنفعة.
توفيت السيدة ثريا بنت محمد البوسعيدية في عهد السلطان تيمور بن فيصل سنة ١٩٢٢م. ففي وثيقة تم الاطلاع عليها وتوجد نسخة منها بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية توصي السيدة ثريا بنت محمد بن عزان البوسعيدية بتعيين السلطان تيمور بن فيصل بن تركي وصيا على تنفيذ وصيتها التي تحمل إثبات السيدة ثريا بنت محمد بن عزان البوسعيدية بوقف مال العكرشة والدكان الكائن في مطرح.وهناك وثيقة من مقتنيات (وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عُمان لآثار قبيلة الطائيين؛ تضم وصيتين للسيدة ثريا بنت محمد بن عزان بن علي بن خلفان بن محمد بن عبد الله بن محمد بن خلف بن سعيد بن مبارك البوسعيدية، والوصية الثانية ناسخة للوصية الأولى، وهي مؤرخة في السابع من رمضان (1332 هجرية، الموافق الثالث من يوليو عام 1914 للميلاد)، ومن شهودها: الشيخ صالح بن عامر بن سعيد الطيواني- والد الشيخ الشاعر عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط، والسيد نادر بن فيصل، وسعيد بن مسلم بن سالم المجيزي (أبو الصوفيّ)، وموثّقة بخاتمين؛ الأول للسلطان تيمور، والثاني خاتم قاضي المحكمة الشرعية بمسقط.
ونصف قليلاً "البيت الكبير" المشهور ببيت السيدة ثريا:بُني البيت الكبير قبل 300 سنة ونيّف وتحديدًا في القرن الثامن عشر الميلاديّ، في منطقة المقحم بولاية بوشر واتخذته مسكنًا لها. اشتُهر بين عامة الناس من أهل ولاية بوشر باسم "البيت الكبير"، وصار هذا اللقب مُتَداولًا على سائر الأجيال المتعاقبة، وذلك لِعَظمِ محيطه الخارجي، واتساع مساحته الداخلية؛ فصار الأبرز داخل حارة فلج العين؛ لا يطاوله ولا يبزّه بنيان آخر في تخطيطه الهندسي، وتكوينه المعماريّ الذي جمع بين الطراز المدنيّ العُمانيّ، والحصون العسكرية المنيعة.
فعندما تطل على "بيت السيدة ثريا" من أعالي جبال بوشر، وكثبانها الرملية الشاهقة يتبدى لك على شكل "قلعة صغيرة" تتوسط البساتين والحقول الخصيبة، وهو يتألف من ثلاثة طوابق منتظمة، وطابق رابع اسطوانيّ الشكل محاط بسياج من الشرفات الحربيّة يشبه مقصورة عسكرية برؤوس مدببة، تتخللها فتحات للمراقبة والرّمي بالسِّهام. يحتوي المبنى على ثلاثة طوابق ليست مكررة، فتجد في الطابق الأرضي "دهريزًا" تنفتح عليه حجرات أربعة، وكأنّ الغرفة الأولى تمّ تخصيصها لتكون مخزنا للغلال والمؤن ومتطلبات الإعاشة؛ هذا إلى جانب اشتمالها على فتحة سفليّة لقبوٍ، تتصل بـ"خندق أرضيّ" تتواتر الروايات عن امتداده خارج البيت لمسافة 25 كيلومترًا، وربّما كانت فلسفة حفره تتناسب والمهمة العسكرية للبيت الذي جمع بين وظيفتي (الحصن العسكريّ) و(السكن المدنيّ). وهنا نشير إلى أن الاسم الأصلي للبيت هو "البيت الكبير" وليس كما يشيع بين الناس بأنه "بيت المقحم".وعند الصعود إلى الطابق الثاني يوجد رواقين (شرقي وغربي)، وفي كل رواق غرفتان يتوسطهما بهو واسع مكشوف كُلّيّةً غير مسقوف بطول (12.40) مترا، أمّا الطابق الثالث والأخير فهو يتألف من حجرة واحدة تقع في الناحية الجنوبية الشرقية، يُقال إنها كانت المأوى المفضّل والمخصص لسيدة البيت الكبير، وربّما لأنها امرأة محسنة عابدة زاهدة فضلت هذه الحجرة لتكون بمثابة "الخلوة الروحية" التي تنفتح على سطح واسع عظيم تطل عليه السماء برحماتها، وتتصاعد منه مناجاتها لربّها، وتطل من شرفات سياجه الحربية ذات الرؤوس المدببة في جلسات صفاء تأمليّة ومحاورات روحيّة على العالم المحيط بها.
أقامت السيدة ثريا ببوشر مع والدها في بيت المقحم؛ وهو البيت المعروف باسم "البيت الكبير" أو "بيت السيدة ثريا البوسعيدية" وهو أحد معالم الولاية، وكانت تتردد أحياناً على بيت الوكيل؛ الواقع خلف مسجد الوكيل بمدينة مسقط. عُرفت السيدة ثريا بنت محمد البوسعيدية بالكرم والسخاء والإنفاق وعمارة بيوت الله، وأوقفت أموالاً منها: مقصورة "الرّمامين" في وادي بوشر؛ لعمارة مسجد الوكيل، وقيام إمام الجماعة فيه، ولطلبة العلم، وأوقفت أيضا لمسجد الوكيل مقصورة خرس المالح الكائنة بوادي بوشر، وأوقفت لمسجد المقحم المجاور لبيتها الكبير مقصورة أخرى (المقصورة هي البستان الواسع). وتذكر المصادر أنها عينت سليمان بن زهران الريامي (ت: ١٩٥٤م) وكيلاً لها على مسجد الوكيل يوزع النفقة على الدارسين فيه، وقد تخرج في هذا المسجد جملة من العلماء والمشايخ الذين انتفعوا بهذه المنفعة.
توفيت السيدة ثريا بنت محمد البوسعيدية في عهد السلطان تيمور بن فيصل سنة ١٩٢٢م. ففي وثيقة تم الاطلاع عليها وتوجد نسخة منها بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية توصي السيدة ثريا بنت محمد بن عزان البوسعيدية بتعيين السلطان تيمور بن فيصل بن تركي وصيا على تنفيذ وصيتها التي تحمل إثبات السيدة ثريا بنت محمد بن عزان البوسعيدية بوقف مال العكرشة والدكان الكائن في مطرح.وهناك وثيقة من مقتنيات (وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عُمان لآثار قبيلة الطائيين؛ تضم وصيتين للسيدة ثريا بنت محمد بن عزان بن علي بن خلفان بن محمد بن عبد الله بن محمد بن خلف بن سعيد بن مبارك البوسعيدية، والوصية الثانية ناسخة للوصية الأولى، وهي مؤرخة في السابع من رمضان (1332 هجرية، الموافق الثالث من يوليو عام 1914 للميلاد)، ومن شهودها: الشيخ صالح بن عامر بن سعيد الطيواني- والد الشيخ الشاعر عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط، والسيد نادر بن فيصل، وسعيد بن مسلم بن سالم المجيزي (أبو الصوفيّ)، وموثّقة بخاتمين؛ الأول للسلطان تيمور، والثاني خاتم قاضي المحكمة الشرعية بمسقط.
ونصف قليلاً "البيت الكبير" المشهور ببيت السيدة ثريا:بُني البيت الكبير قبل 300 سنة ونيّف وتحديدًا في القرن الثامن عشر الميلاديّ، في منطقة المقحم بولاية بوشر واتخذته مسكنًا لها. اشتُهر بين عامة الناس من أهل ولاية بوشر باسم "البيت الكبير"، وصار هذا اللقب مُتَداولًا على سائر الأجيال المتعاقبة، وذلك لِعَظمِ محيطه الخارجي، واتساع مساحته الداخلية؛ فصار الأبرز داخل حارة فلج العين؛ لا يطاوله ولا يبزّه بنيان آخر في تخطيطه الهندسي، وتكوينه المعماريّ الذي جمع بين الطراز المدنيّ العُمانيّ، والحصون العسكرية المنيعة.
فعندما تطل على "بيت السيدة ثريا" من أعالي جبال بوشر، وكثبانها الرملية الشاهقة يتبدى لك على شكل "قلعة صغيرة" تتوسط البساتين والحقول الخصيبة، وهو يتألف من ثلاثة طوابق منتظمة، وطابق رابع اسطوانيّ الشكل محاط بسياج من الشرفات الحربيّة يشبه مقصورة عسكرية برؤوس مدببة، تتخللها فتحات للمراقبة والرّمي بالسِّهام. يحتوي المبنى على ثلاثة طوابق ليست مكررة، فتجد في الطابق الأرضي "دهريزًا" تنفتح عليه حجرات أربعة، وكأنّ الغرفة الأولى تمّ تخصيصها لتكون مخزنا للغلال والمؤن ومتطلبات الإعاشة؛ هذا إلى جانب اشتمالها على فتحة سفليّة لقبوٍ، تتصل بـ"خندق أرضيّ" تتواتر الروايات عن امتداده خارج البيت لمسافة 25 كيلومترًا، وربّما كانت فلسفة حفره تتناسب والمهمة العسكرية للبيت الذي جمع بين وظيفتي (الحصن العسكريّ) و(السكن المدنيّ). وهنا نشير إلى أن الاسم الأصلي للبيت هو "البيت الكبير" وليس كما يشيع بين الناس بأنه "بيت المقحم".وعند الصعود إلى الطابق الثاني يوجد رواقين (شرقي وغربي)، وفي كل رواق غرفتان يتوسطهما بهو واسع مكشوف كُلّيّةً غير مسقوف بطول (12.40) مترا، أمّا الطابق الثالث والأخير فهو يتألف من حجرة واحدة تقع في الناحية الجنوبية الشرقية، يُقال إنها كانت المأوى المفضّل والمخصص لسيدة البيت الكبير، وربّما لأنها امرأة محسنة عابدة زاهدة فضلت هذه الحجرة لتكون بمثابة "الخلوة الروحية" التي تنفتح على سطح واسع عظيم تطل عليه السماء برحماتها، وتتصاعد منه مناجاتها لربّها، وتطل من شرفات سياجه الحربية ذات الرؤوس المدببة في جلسات صفاء تأمليّة ومحاورات روحيّة على العالم المحيط بها.
0 Listeners