مسابقة الدولة البوسعيدية

من السلطان الذي تولى حكم الجانب الأفريقي من أملاك الإمبراطورية العُمانية بعد وفاة السيد سعيد بن سلطان؟


Listen Later

السلطان السيد ماجد بن سعيد بن سلطان ابن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، تولى حكم الجانب الأفريقي من أملاك الإمبراطورية العُمانية بعد وفاة السيد سعيد بن سلطان وهو يعد أول سلاطين دولة البوسعيد في سلطنة زنجبار. وهو الابن السادس للسلطان السيد سعيد بن سلطان، أمه شركسية تدعى سارة، تُوفيت عندما كان السيد ماجد شاباً في العشرين وتولت رعاية شؤونه والدة السيدة سالمة. نشأ السيد ماجد في بيت الساحل وعندما كبر أهداه والده بيتاً خاصاً (بيت الواتورو) به خدم وخيول ومنحة شهرية وهو عُرفٌ سار به السلطان السيد سعيد بن سلطان بإهدائه بيتاً خاصاً لكل ولد من أبنائه يبلغ سن الرشد. تقول السيدة سالمة عن ذلك: "بلغ أخي ماجد هذا التكريم، وقد حصل عليه بسبب شخصيته الكاملة أكثر مما بسبب السن". عانى السيد ماجد من المرض منذ صغره، وتشير أخته السيدة سالمة إلى ذلك: "... كان المسكين يعاني من تشنجات تعاوده بين حين وآخر، لذلك لم يكن يُترك دون مساعدة أو لا يُترك إلا نادرا".تولى السلطان السيد ماجد بن سعيد (1273-1287هـ/ 1856-1870م) الحكم في 3 ربيع الأول 1273هـ/ 2 نوفمبر 1856م، وكان يبلغ من العمر 22 عاماً. كان السيد ماجد نائباً عن والده السلطان سعيد بن سلطان في زنجبار عند سفره إلى عُمان، وتولى هذا المنصب بعد وفاة أخيه السيد خالد الذي  كان ينوب عن والده في زنجبار منذ عام 1828م وحتى وفاته في 20 مارس عام 1854م. واجه السلطان السيد ماجد في بداية حكمه تحديين، التحدي الأول مع أخيه السلطان ثويني بن سعيد سلطان عُمان، فبعد وفاة السلطان سعيد بن سلطان في عام 1856م، بدأ الصراع بين أبنائه على الحكم، حيث لم يعترف السلطان ثويني –والذي كان نائبا عن والده السلطان في حكم عُمان- بحكم أخيه السلطان ماجد على زنجبار، وكان يعد نفسه حاكماً على كل من عُمان وزنجبار؛ لذلك حاول السلطان ثويني ضم زنجبار لتكون تابعة لحكمه، ووصلت الأنباء في زنجبار في يناير 1859 عن استعداد السلطان ثويني لإرسال حملة عسكرية إلى زنجبار، على إثر تلك الأخبار قام السلطان ماجد بالاستعداد للمواجهة المرتقبة فجهّز بوارجه الحربية لصد الهجوم المحتمل الذي لم يحدث بسبب اعتراض حكومة الهند على الأسطول القادم من مسقط والتهديد بإغراقه.ولعدم وجود وصية صريحة من السلطان السيد سعيد بن سلطان توضح من يتولى الحكم، تدخل الإنجليز في النزاع القائم بين الأخوين وكانت النتيجة تشكيل لجنة للنظر في الخلاف يترأسها اللورد كاننج نائب الملك والحاكم العام في الهند، وتم إعلان نتيجة التحكيم الذي عُرف تاريخيا بتحكيم كاننج في 12 أبريل عام 1861م بإعلان القرار التاريخي الذي قسّم الإمبراطورية العُمانية إلى سلطنتين: سلطنة مسقط وعُمان، ويحكمها الابن الأكبر وهو السلطان السيد  ثويني بن سعيد، وسلطنة زنجبار ويحكمها السلطان السيد ماجد بن سعيد.أما التحدي الثاني الذي واجهه السلطان ماجد في بداية حكمه أيضاً كان مع أخيه السيد برغش ومحاولته الاستيلاء على الحكم في عام 1859م، فبعد انكشاف حيثيات الانقلاب/الثورة على الحكم، تحصّن السيد برغش في مزرعة (شانبة) مرسيليا فما كان من السلطان ماجد إلا مهاجمة المكان في 14 أكتوبر 1859م واخماد الثورة. وعلى إثر تلك الحادثة تم نفي السيد برغش إلى الهند بعد كتابة تعهد بعدم احداث ثورة أو فتنة ضد أخيه السلطان ماجد. ومما يذكر في هذا المقام أن السلطان ماجد عفى عن أخيه السيد برغش وسمح له بالعودة إلى زنجبار بعد ثمانية عشر شهراً قضاها في منفاه في بومباي بالهند. وبذلك نجح السلطان ماجد في القضاء على الخطر الخارجي (محاولة السلطان ثويني ضم زنجبار لسلطته) والخطر الداخلي (محاولة السيد برغش في الاستيلاء على حكم زنجبار) اللذين كانا يهددان حكمه.  حقق السلطان السيد ماجد الرخاء لسلطنة زنجبار وحافظ على مكتسبات عهد والده السلطان السيد سعيد بن سلطان، وتمتع بمحبة شعب زنجبار، ويصف المغيري تلك علاقة  السلطان ماجد بشعبه بقوله: "إن السيد سعيد بن سلطان جعل الرعية في منزلة أبنائه، والسيد ماجد جعلهم بمنزلة إخوته، والسيد برغش جعلهم بمنزلة خدمه".وعلى صعيد الإنجازات التي تفرّد بها السلطان ماجد ادخاله أول مركب بخاري (مركب دخان) إلى زنجبار وسماه ستارة. يصفه المغيري بأنه مركب صغير جداً، تكسر في عهد السلطان السيد حمود بن محمد. كما بنى السيد ماجد بيت الحكومة (بيت الحكم) الذي تهدم في الحرب التي حدثت في عهد السيد خالد بن برغش سنة 1896م. ويقع بيت الحكومة بين بيت العجائب ومسجد الجامع بزنجبار. كما عزم السيد ماجد على تعمير دار السلام وكانت تسمى (مِزِزِيما) وهو الذي أسماها دار السلام، حيث بدأ في تعميرها سنة 1285هـ/ 1868م. وتوفى قبل الانتهاء من عمارتها في رجب 1287هـ/ أكتوبر 1870م. وكان عازماً على تحويل العاصمة إليها لكن لم يتحقق ذلك بسبب وفاته، فعمَّرها الألمان عندما اتخذوها عاصمة لمستعمراتهم في أفريقيا وبنوا فيها محطة لسكة الحديد.كما أن السلطان السيد ماجد بن سعيد يعد أول من شرع في تدريب العسكر على الطراز الحديث. وهو أول من اتخذ وسام الكوكب الدري. كما ساهم السلطان ماجد في انتعاش التجارة من خلال تخفيض قيمة الضرائب المفروضة فلم يفرض سوى خمسة في المائة لذلك توافد التجار على زنجبار. ومن الاتفاقيات التجارية المهمة التي أبرمها السلطان السيد ماجد بن سعيد اتفاقية تجارية مع المدن الهانزية الحرة الألمانية: (لوبيك، بريمن، هامبورغ) حول المصالح المشتركة بين الجانبين وذلك بتاريخ 11 ذي القعدة 1275هـ/ 13 يونيو 1859م. كما عقد اتفاقية تجارية مع الانجليز كذلك.تُوفى السلطان السيد ماجد بن سعيد في ليلة الجمعة 11 رجب 1287هـ/ 7 أكتوبر 1870م، وكان عمره 37 عاماً. وبذلك يكون السلطان ماجد مكث في الحكم حوالي 15 عاماً. يصفه المغيري: "وكان أبيض اللون، طويل القامة، مليح الشكل، ودُفن في القبة التي دُفن فيها أبوه، وكان على سيرة أبيه السيد سعيد في اللين والرأفة بالرعايا، وفي الاقتصاد في مصاريف الحكومة وعدم البذخ والإسراف في جميع مصاريفه". كما تصف السيدة سالمة أخيها السلطان ماجد: "كان ماجد هو التواضع بعينه، كسب قلوب جميع من كان يتعامل معهم في كل مكان بشخصيته المحبوبة الودودة". ويصف الفارسي شخصية السلطان ماجد بقوله: "والسيد ماجد هو أكثر أبناء السيد سعيد رباطة جأش، وأقلهم غطرسة وزهواً، ولذلك كانت له شعبية واسعة، وقد أحبه أبوه كثيراً بسبب هذه الصفات، وكان شديد الأسف عليه بسبب اعتلال صحته، فقد كان المرض يلازمه دائماً، فكان المرض سبب متاعبه". وبعد وفاة السلطان السيد ماجد بن سعيد تولى الحكم أخيه السلطان السيد برغش بن سعيد (1287-1305هـ/ 1870-1888م).

 

...more
View all episodesView all episodes
Download on the App Store

مسابقة الدولة البوسعيديةBy إذاعة الوصال


More shows like مسابقة الدولة البوسعيدية

View all
صفر إثنين by Zero Two

صفر إثنين

0 Listeners