مسابقة الدولة البوسعيدية

من أقوى حكام الدول البوسعيدية توفي بمرض الجدري في عام ١٧٩٢م، من هو؟


Listen Later

السيد حمد بن سعيد البوسعيدي، يعد ثالث حكام الدولة البوسعيدية خلال الفترة (1784-1792م)، اتّبع السيد حمد سياسة حكيمة مزج فيها بين الدبلوماسية والقوة في التعامل مع خصومه. كما أولى عناية خاصة بالقوات العسكرية وتحصينات البلاد، فاهتم ببناء الأبراج والقلاع والحصون كقلعة روي وحصن بركاء، وأمر ببناء سفينة حربية كبيرة في زنجبار أسماها” الرحماني”. وكانت الولايات تسير أمورها الإدارية بنفسها إذ اكتفت بالوالي، والقاضي، وكاتب أو كاتبين للقيام بكتابة الوثائق المالية، والإدارية كعمليات البيع، والشراء، والرهن، وما إلى ذلك.كان السيد حمد رجلا متدينا ملازما لصلاة الجماعة، ودراسة القرآن، وكان في غاية الكرم، ورجل دولة قرب إليه رجال العلم وشيوخ القبائل وأكابر البلاد دون استثناء، وأخذ يتجول ويطوف بمدن عُمان يتفقد أحوالهم في كل عام مرتين، وزاد ذلك شعبيته، وهيبته ومحبته لدى عامة الناس، كما عيّن في المناصب الإدارية في الدولة ذوي الخبرة.   كان الصراع بين حمد وعمه سلطان كرّا وفرّا حتى أن ابن رزيق قد قال في ذلك: "كان حمد مع عظم هيبته التي سرت بعُمان وغيرها إذا ذكر عمه سلطان يقول: ما أظن أحدا من الملوك أهل للقوة والبأس إلا دون سلطان في القوة والبأس، وإذا ذكر سلطان حمدا قال: لا نظير لحمد في الهيبة والبأس".تعد مسقط بالنسبة للسيد حمد المركز الأساسي لحكمه، فقد كانت تمثل ميناء تجاريا مزدهرا يوفر عوائد مالية كبيرة للبلاد، وهي نقطة الانفتاح على العالم الخارجي لعُمان، وخاصة وأن حمد كانت لديه رغبة واضحة لتعزيز موقع عُمان على الساحة الإقليمية، وعدم اتباع سياسة الانعزال التي مال له والده. ولذلك نجده بأنه بادر مباشرة لنقل العاصمة من الرستاق إلى مسقط، واهتم كثيرا في بناء التحصينات والسفن، وتحسين القدرات العسكرية لبلاده، كما أخذ يسارع لاسترجاع السلطة على الساحل الشمالي المطل على الخليج العربي ولذلك كله اختار مسقط مركزا للإدارة في عهده بدل الرستاق.في عام 1792م جهز حمد حملة عسكرية لم يخبر أحدا بوجهتها كعادته، وأمر أن يكون تجمع الجيش في بركاء ، وحينما خرج من مسقط لقيادة الجيش أحس بالحمى، فلم يقدر على المسير ورجع إلى مسقط، إذ تبين أنه مصاب بمرض الجدري، فبعث إلى أبيه الإمام يطلب وصوله إليه، وحينما وصل أبوه إلى مسقط وجد المرض قد اشتد عليه، وما زاده حسرة في مرضه قيام بعض المجهولين بحرق سفينته الرحماني، وهي أكبر سفنه التي أمر بصنعها، فتحسّر عليها حسرة شديدة، وبعد ثلاثة أيام من هذه الحادثة انتقل حمد ابن الإمام إلى رحمة الله في ليلة الجمعة 8 رجب 1792م، وشيّعه جمع غفير من الناس في جنازة مهيبة ، ودفن في الوادي الأوسط في مسقط وسط حزن شديد أصاب العُمانيين الذين أحبّوه كثيرا لخصاله التي أشرنا إليها. وقد رثاه والده الإمام سعيد بعدد من القصائد المعروفة، إذ قال فيه:وافى حمامك يا حبيبي بالعجل    نار تلهّب في ضميري تشتعل
...more
View all episodesView all episodes
Download on the App Store

مسابقة الدولة البوسعيديةBy إذاعة الوصال


More shows like مسابقة الدولة البوسعيدية

View all
صفر إثنين by Zero Two

صفر إثنين

0 Listeners