مسابقة الدولة البوسعيدية

من أشهر قادة ورجالات الدولة البوسعيدية تلقبه المصادر التاريخية بصاحب السويق؟


Listen Later

السيد هلال هو حفيد الإمام المؤسس أحمد بن سعيد من أصغر أبنائه السيد محمد، حيث يذكر المؤرخ عبد الله بن صالح الفارسي في كتابه البوسعيديون حكام زنجبار، السيد هلال: "هو ابن عم السيد سعيد، وابن السيد محمد المعروف باسم الزوبعة"، وهو الملقب أيضا بهبوب الغبشة. وُلد السيد هلال في حدود الفترة: (1797-1800م) على وجه التقريب وذلك استناداً لما أشار إليه الرحّالة الإنجليزي جيمس ريموند ولستد بأنه كان يبلغ من العمر 35 عاماً عندما التقى به شخصياً في العام 1836م، وكما أُشير إلى أنه كان يبلغ الخامسة والستين عندما قتل في حادثة البيذامة سنة 1861م.جده الإمام المؤسس أحمد بن سعيد، وجدته لوالده ابنة الإمام سيف بن سلطان الثاني اليعربي، ووالده السيد محمد، وأخته السيدة جوخة، وأعمامه السادة: هلال وسعيد وقيس وسيف وسلطان وطالب. وعماته السيدات: موزة وعفراء وميرا. تزوج السيد هلال بن محمد من ابنة عمه السيدة عائشة بنت سلطان وأنجب ابنا واحدا أسماه حمد. نشأ السيد هلال -كما يبدو من سياق الأحداث التاريخية- في مدينة السويق، واتخذ من حصنها مقراً لإقامته. وظل الحصن مقراً رسمياً لوالي السلطان على البلدة وحاميته وممثلي الدولة وغيرهم حتى ستينيات القرن العشرين الميلادي. زار مايلز الحصن في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وذكر أنه ثالث أهم المعاقل التحصينية على ساحل الباطنة بعد صحار وبركاء.

 

ويمكن استخلاص ملامح من شخصية السيد هلال مما سجله ولستد في رحلته للسويق، فمن ناحية الصفات الخَلقية والخُلقية، فيصفه ولستد بأنه طويل وذو هيبة، وكان كريماً وسخياً ويدلل ولستد ذلك بهدية حصل عليها السيد هلال "تبلغ قيمتها حوالي 800 أو 1000 دولار، وبدلاً من الاحتفاظ بها قام بتوزيعها على أتباعه كهدايا". كما يصف ولستد المهارات القتالية التي تحلى بها السيد هلال، فيذكر بأنه "متفوق في النشاطات الحربية كلها، وهو يحب الصيد، وكذلك الرياضات الميدانية الأخرى، وأعتقد أنه أقوى رجل في دولته جسمانياً رغم أن بدنه نحيف ظاهرياً، هذا إلى جانب رشاقته وخفته". أما من ناحية المكانة الاجتماعية التي تحلي بها السيد هلال ومستوى الرفاهية ورغد العيش الذي عاش في ظله فيقول ولستد: "يعيش السيد هلال في أبهة أكثر من جميع زعماء عُمان". أما عن النفوذ والمكانة السياسية التي تمتع بها السيد هلال فيعبر عنها ولستد من أن السيد هلال الوحيد من بين شيوخ المنطقة الذي يناظر السيد سعيد بن سلطان.

 

تولى السيد هلال مدينة السويق وأصبح بمثابة الحاكم عليها، فينعته السالمي في كتاب تحفة الأعيان بصاحب السويق، وقد تولى هذا المنصب بعد وفاة والده السيد محمد الذي أدرك جزءًا من فترة حكم ابن أخيه السيد سعيد بن سلطان- فحتى عام 1823م كان على قيد الحياة-، فيذكر السالمي: "... وأما السويق فقد كانت في يد محمد بن الإمام ثم صارت في يد ولده هلال بن محمد"، فالسلطان السيد سعيد بن سلطان أقرَّ ابن عمه هلال بن محمد والياً على السويق خلفاً لوالده السيد محمد. توفي السيد هلال بن محمد في ربيع الأول 1278هـ/ سبتمبر 1861م في الحادثة التاريخية المعروفة باسم "حادثة البيذامة" في مكان يقال له الأرباع جنوب مركز ولاية السويق مباشرة.وعموما من الاستخلاصات المهمة التي نخرج بها من قراءة سيرة السيد هلال بن محمد أنه كان من الشخصيات المهمة التي اعتمد عليها السلطان سعيد بن سلطان فكان مستشاراً سياسياً وقائداً عسكرياً فذا لعب دورا مهما في تأمين الحدود الشمالية لعُمان من هجمات الوهابية وهو الذي تولى توقيع اتفاقية البريمي عام ١٨٥٣م مع السعوديين ممثلا للسلطان سعيد بن سلطان.
...more
View all episodesView all episodes
Download on the App Store

مسابقة الدولة البوسعيديةBy إذاعة الوصال


More shows like مسابقة الدولة البوسعيدية

View all
صفر إثنين by Zero Two

صفر إثنين

0 Listeners