
Sign up to save your podcasts
Or
شاهَدَ ماركيز الدمار الهائل نتيجة تقاتل الجنس السلافي على شاشة سي أن ان (CNN) الأميركية، فعادت إلى ذاكرته صور أشلاء أطفال الصومال، العراق، سوريا، الجزائر، اليمن، لبنان وفلسطين كما أفغانستان، الكاميرات التي نقلت وتنقل دمار أراضي أوربا الشرقية هي ذاتها التي نقلت لنا أشلاء الأبرياء عبر العالَم، مِن بورما إلى القدس، لكنَّ الضمير العالَمي هذه المرَّة ها قد أظهر ضحالة ميزانه، ذلك الذي يصنِّفُ البشر حسب العقلية النازية التي ادعى هذا الغرب ذاته، أنَّه بريء مِن تصرفاتها: هل دماء السلافيين زرقاء بينما دماء أبناء غزة وجنين حمراء؟
لقد أحبَّ الأستاذ ماركيز العالَم الغربي وطريقته في معالجة المسائل الثقافية المختلفة، ولكنَّه وبقدر محبته له في الناحية الثقافية، قد كرهه في الناحية السياسية وحتى الاقتصادية، فهذان المجالان هُما ما جعل الإنسان الغربي كائنا امبريالي/احتلالي، لا يتوانَ أبدا في إظهار وجهه العنصري كلَّما وقعت مصالحه قيد المفاوضات أو الرهانات، هو يجعل القضايا الإنسانية في حُكم المؤجَّل، عندما تتعلق المسائل بالدولار أو الإبهار.
الجيوب والأرصدة المالية هي التي تحرِّك الآلات الدعائية والعسكرية، وما قامت به موسكو على أراضي "حواف المنطقة السلافية" يظهر ذلك بوضوح، لقد انهارت في طرفة عيْن كلُّ المقالات التي كانت تدعوا إلى الحرية، الأخوة والمساواة بين البشر، ليحلَّ محلَّها صوت يقول: هؤلاء أوربيون، مسيحيون، شعرهم أشقر وعيونهم زرقاء، ولهذه المواصفات علينا احتضانهم، هكذا دوَّت الأصوات التي خرجت من حناجر المراسلين والمذيعين خلال غزوة السلاف لأراضي أجدادهم.
لا يتركُ الإنسانُ الغربي فرصة تمر، دون أن يستغلها ليؤكِّدَ على غطرسته وهوله بالقوَّة التي يمتلكها منذ سقوط غرناطة سنة 1492م، وصولا إلى القرن الواحد والعشرين، هذه العقلية التي تعمل بكافة الوسائل المتاحة لترسيخ صورة التفوُّق الغربي أمام بقية شعوب الأرض، هي ذاتها العقلية التي غزى بها غوبلز عقول العالَم، وهي العقلية ذاتها التي غزت بها اسبارطة بقية المُدُن، وهي العقلية نفسها التي جعلت أبناء الفرنسيس يتعالون على الجزائريين والفيتناميين حتى موعد كتابة هذه الأسطر.
الصورة واضحة أمام عيون ماركيز للمرة الأولى منذ غزو بلاد ما بين النهريْن سنة 2003م مِن طرف جيوش الشركات المتعددة الجنسيات وتحت ستار أحد أحفاد رعاة البقر انطلاقا مِن المكتب البيضوي، هي تلك الصورة التي رفعت جنكزخان إلى مصاف العظماء ورسمت أساطير أخيل وعنترة بن شداد على صخور الأذهان منذ أمد بعيد، لقد تغيَّرت وسائل الإنسان بانقلاب الأزمان، لكنَّ التكتيكات بقية هي عينها، وتلك المشاعر الدفينة في أوحال حقوق الإنسان وسيادة القانون ها هي تنكسر أمام عقلية الجشع التي عرفناها عبر القيصر يوليوس ونابوليونِ بونابارت.
نعم! هي الحرب إذن، لا أخلاق فيها ولا معنى فيها للضعيف، لغتها واضحة: سأسحقكَ قدر ما أستطيع، حتى ولو كنتَ ذا بشرة بيضاء مثلي، عيون زرقاء كعيوني، وتتحدث اللغة ذاتها، لغة الأسلاف.
لقد قتل قابيل أخاه هابيل مِن قبل، ورمى أبناء يعقوب أخاهم يوسف في الجب، لقد تآمرت قريش على قريشيٍّ مثلهم مِن قبيلة بني هاشم، وعملوا على قتله حتى تتوزع دماءه على القبائل العربية كلِّها، لقد تحارب اليابانيون فيما بينهم، الصينيون كذلك، الإيطاليون، الألمان، الأميركيين.... الخ، الحرب مكتوبة على صفحات أقدار البشر، هي عملية موسمية لا تطول، وهي سرعان ما ترحل مخلفة خلفها وضوحا يلفه الصمت الرهيب، إلى جانب أعداد هائلة مِن الضحايا، الأيتام، الثكالى، المصابين والشهداء مِن الطرفيْن المتصارعيْن، لأنَّ الثابت في كافة الحروب منذ فجر التاريخ، أنها بلا منتصر ولا خاسر، رغم إصرار غرور البشر على العكس.
شاهَدَ ماركيز الدمار الهائل نتيجة تقاتل الجنس السلافي على شاشة سي أن ان (CNN) الأميركية، فعادت إلى ذاكرته صور أشلاء أطفال الصومال، العراق، سوريا، الجزائر، اليمن، لبنان وفلسطين كما أفغانستان، الكاميرات التي نقلت وتنقل دمار أراضي أوربا الشرقية هي ذاتها التي نقلت لنا أشلاء الأبرياء عبر العالَم، مِن بورما إلى القدس، لكنَّ الضمير العالَمي هذه المرَّة ها قد أظهر ضحالة ميزانه، ذلك الذي يصنِّفُ البشر حسب العقلية النازية التي ادعى هذا الغرب ذاته، أنَّه بريء مِن تصرفاتها: هل دماء السلافيين زرقاء بينما دماء أبناء غزة وجنين حمراء؟
لقد أحبَّ الأستاذ ماركيز العالَم الغربي وطريقته في معالجة المسائل الثقافية المختلفة، ولكنَّه وبقدر محبته له في الناحية الثقافية، قد كرهه في الناحية السياسية وحتى الاقتصادية، فهذان المجالان هُما ما جعل الإنسان الغربي كائنا امبريالي/احتلالي، لا يتوانَ أبدا في إظهار وجهه العنصري كلَّما وقعت مصالحه قيد المفاوضات أو الرهانات، هو يجعل القضايا الإنسانية في حُكم المؤجَّل، عندما تتعلق المسائل بالدولار أو الإبهار.
الجيوب والأرصدة المالية هي التي تحرِّك الآلات الدعائية والعسكرية، وما قامت به موسكو على أراضي "حواف المنطقة السلافية" يظهر ذلك بوضوح، لقد انهارت في طرفة عيْن كلُّ المقالات التي كانت تدعوا إلى الحرية، الأخوة والمساواة بين البشر، ليحلَّ محلَّها صوت يقول: هؤلاء أوربيون، مسيحيون، شعرهم أشقر وعيونهم زرقاء، ولهذه المواصفات علينا احتضانهم، هكذا دوَّت الأصوات التي خرجت من حناجر المراسلين والمذيعين خلال غزوة السلاف لأراضي أجدادهم.
لا يتركُ الإنسانُ الغربي فرصة تمر، دون أن يستغلها ليؤكِّدَ على غطرسته وهوله بالقوَّة التي يمتلكها منذ سقوط غرناطة سنة 1492م، وصولا إلى القرن الواحد والعشرين، هذه العقلية التي تعمل بكافة الوسائل المتاحة لترسيخ صورة التفوُّق الغربي أمام بقية شعوب الأرض، هي ذاتها العقلية التي غزى بها غوبلز عقول العالَم، وهي العقلية ذاتها التي غزت بها اسبارطة بقية المُدُن، وهي العقلية نفسها التي جعلت أبناء الفرنسيس يتعالون على الجزائريين والفيتناميين حتى موعد كتابة هذه الأسطر.
الصورة واضحة أمام عيون ماركيز للمرة الأولى منذ غزو بلاد ما بين النهريْن سنة 2003م مِن طرف جيوش الشركات المتعددة الجنسيات وتحت ستار أحد أحفاد رعاة البقر انطلاقا مِن المكتب البيضوي، هي تلك الصورة التي رفعت جنكزخان إلى مصاف العظماء ورسمت أساطير أخيل وعنترة بن شداد على صخور الأذهان منذ أمد بعيد، لقد تغيَّرت وسائل الإنسان بانقلاب الأزمان، لكنَّ التكتيكات بقية هي عينها، وتلك المشاعر الدفينة في أوحال حقوق الإنسان وسيادة القانون ها هي تنكسر أمام عقلية الجشع التي عرفناها عبر القيصر يوليوس ونابوليونِ بونابارت.
نعم! هي الحرب إذن، لا أخلاق فيها ولا معنى فيها للضعيف، لغتها واضحة: سأسحقكَ قدر ما أستطيع، حتى ولو كنتَ ذا بشرة بيضاء مثلي، عيون زرقاء كعيوني، وتتحدث اللغة ذاتها، لغة الأسلاف.
لقد قتل قابيل أخاه هابيل مِن قبل، ورمى أبناء يعقوب أخاهم يوسف في الجب، لقد تآمرت قريش على قريشيٍّ مثلهم مِن قبيلة بني هاشم، وعملوا على قتله حتى تتوزع دماءه على القبائل العربية كلِّها، لقد تحارب اليابانيون فيما بينهم، الصينيون كذلك، الإيطاليون، الألمان، الأميركيين.... الخ، الحرب مكتوبة على صفحات أقدار البشر، هي عملية موسمية لا تطول، وهي سرعان ما ترحل مخلفة خلفها وضوحا يلفه الصمت الرهيب، إلى جانب أعداد هائلة مِن الضحايا، الأيتام، الثكالى، المصابين والشهداء مِن الطرفيْن المتصارعيْن، لأنَّ الثابت في كافة الحروب منذ فجر التاريخ، أنها بلا منتصر ولا خاسر، رغم إصرار غرور البشر على العكس.
447 Listeners