تحتفل سلطنة عُمان في الحادي عشر من ديسمبر من كل عام بمناسبة يوم قوات السلطان المسلحة، ويتحول احتفال السلطنة بهذه المناسبة إلى يوم وطني يشعر فيه العُمانيون بالعزة والفخر ويستذكرون مسيرة طويلة عبر التاريخ سطرت فيها العسكرية العُمانية ملاحم بطولية في الدفاع عن تراب هذا الوطن وتثبيت رايته عالية خفاقة.وقد صدر مرسوم سلطاني سامي من السلطان قابوس –طيب الله ثراه- في 8 ديسمبر 1976م بتحديد الحادي عشر من ديسمبر من كل عام للاحتفال به تمجيدا للقوات المسلحة وتخليدا لذكرى الانتصارات في ديسمبر سنة 1975م والمعروفة تاريخياً بــ(حرب ظفار). وبتاريخ 14 ديسمبر 2022م صدر مرسوم سلطاني سامي من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم تضمن تعديلاً على مسمى يوم الاحتفال من "يوم القوات المسلحة" إلى يوم قوات السلطان المسلحة".ويخرج يوم قوات السلطان المسلحة من دلالته الاحتفائية الحديثة التي تعود زمنيا إلى عام 1975 ليكون يوما تاريخيا لكل الانتصارات التي حققتها العسكرية العُمانية عبر التاريخ وساهمت في بناء تاريخ هذا الوطن وترسيخ حضوره في مسيرة الحضارة الإنسانية. ويمكن في هذه اللحظات رسم شريط سينمائي يستعيد تلك الإنجازات منذ اللحظة التي دارت فيها رحى معركة سلوت التاريخية التي قادها مالك بن فهم الأزدي، مرورا بكل المواجهات التي خاضها العُمانيون دفاعا عن وطنهم ومقدساته، كمعركة تحرير مسقط في 23 يناير 1650م والتي أنهت الاحتلال البرتغالي لبعض السواحل العُمانية وتحرير سواحل الخليج العربي والمحيط الهندي من طغيانهم. وفي ذاكرة التاريخ آلاف الوقائع المشهودة التي تصلح كل منها لتكون ملحمة عسكرية خالدة.ويولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، القائد الأعلى- حفظه الله- عناية كبيرة بتطوير قوات السلطان المسلحة لتمارس دورها الوطني المقدس في الذود عن حياض الوطن والحفاظ على كل المكتسبات التي تحققت على ترابه. وفي السنوات الأخيرة ركزت سلطنة عُمان في مسيرة بنائها لقوات السلطان المسلحة على الجوانب العلمية والمعرفية وبناء الاستراتيجيات، فإلى جوار التطوير المعداتي الذي يشمل أحدث أنواع الأسلحة هناك تطور كبير في الدراسات الأمنية العسكرية والاستراتيجية الدفاعية. وفي كل مناسبة وطنية يشيد حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم بأبناء قواته المسلحة والأدوار الكبرى التي يقومون بها، ويؤكد دائما- حفظه الله- أنه ماضٍ في رفع كفاءة هذه القوات وتمكينها من أداء عملها عبر رفع كفاءتها.وكان هذا ديدن القادة العظام في عُمان عبر التاريخ؛ ولذلك كانت عُمان البوابة الأولى لحماية شبه الجزيرة العربية من كل الأخطار الخارجية التي هددتها، واستطاعت عُمان خلال كل ذلك فرض نفوذها خاصة في المحيط الهندي وبحر العرب والخليج العربي. وكان نفوذا إيجابيا حمت عبره المنطقة ونشرت الإسلام وثقافة السلام وحمت الضعفاء وانتصرت لهم ورسخت كل هذه القيم في الثقافة العُمانية التي ما زال العُمانيون يعتنقونها حتى اليوم.