كان هناك، في عصرٍ مضى، حيثُ الناس يلعنون من ماتوا ويتجادلون في مصيرهم، كتابٌ شديدُ الظلام. هذا الكتاب، الذي كان بمثابة مطرقةٍ لكسر قوى الشر.. لم يكن مجرد كتابٍ عاديٍ، بل كان شراً بحد ذاته في العشر الوسطى، وقد ارتبط بسفك الدم وحرق البشر. كان هذا الكتاب مهماً للغاية، تماماً مثل أعمال كتاب عظماء، وقررتُ أن أهديه للمكتبة العربية. في هذا الكتاب المظلم، تروى قصة صراعٍ أبدي بين قوى الخير وقوى الشر. العميل الرئيسي للشر هو الشيطان الذي يملك قدرة طبيعية أكبر بكثير من قوة الجسد البشري، لكنها ضعيفة مقارنة بقدرة الرب، وهو لا يستطيع أن يعمل شيئاً دون إذن الرب. الشيطان يحاول دائماً معارضة عمل الرب. لكنَّ الشيطان لا يعمل وحده، بل يجد له أعواناً بين البشر، وعلى الأخص النساء. الكتاب يطرح سؤالاً: لماذا توجد الخرافة بشكل أساسي بين النساء؟ ويجيب بأن النساء أضعف من الرجال وأن هذه حقيقة مثبتة بالتجربة الفعلية. هؤلاء النساء، أو الساحرات، يُبرمن عهداً مع الشيطان، ويُقسمن بأيديهن مرفوعة أن يحفظن العهد، بل ويُطلب منهن أن يهبن أنفسهن جسداً وروحاً للشيطان إلى الأبد، وأن يبذلن قصارى جهدهن لتحسين ملكيته. هذا العهد يمنح الساحرات القدرة، بإذن من الرب، على القيام بأعمال شريرة مدهشة. يمكنهن تعطيل الإنجاب بطرق مختلفة، مثل منع تدفق السائل الحيوي أو إبطال مفعوله. لديهن قدرة أكبر في هذا الفعل بالذات لأنه مرتبط بالخطيئة الأولى. يمكنهن قتل الأطفال الرضع، خاصة المعمدين منهم، عن طريق هبتهم لأمير الشياطين، لوسيفر. يمكنهن إيذاء الحيوانات والتسبب في مرضها، أو أخذ الحليب من البقر بطرق سحرية. يمكنهن أيضاً التسبب في العواصف المدمرة أو الصواعق، وإيذاء البشر في شؤونهم وأجسادهم، بل وحتى قتل من يريدون بالصاعقة. الشيطان يمكنه أن يؤثر على البشر بطرق غير مرئية، وأن يزرع شيئاً في الحس الداخلي أو الخارجي. يمكنه التأثير في الأحلام، وإثارة المشاعر والرغبات، مثل الشهوة الجنسية والغضب. يمكنه أن يُضلل الخيال ويجعل الناس يتخيلون أموراً غير حقيقية أو يرون أشياء مختلفة عن حقيقتها. الكتاب ليس مجرد وصف لهذه الأعمال، بل هو دليلٌ للقضاة والمفتشين لكيفية التحقيق مع هؤلاء الساحرات وإدانتهن ومعاقبتهن. يُشرح كيفية جمع الشهادات، وتفتيش المنازل بحثاً عن أدوات السحر، وكيفية طرح الأسئلة. الإدانة يمكن أن تتم بناءً على الشهادات، أو الأدلة، أو الاعتراف، أو حتى الشك القوي أو العنيف. للحصول على الاعتراف، يمكن استخدام الإقناع من الأصدقاء الصالحين، أو التعذيب. الساحرات قد يصمتن، لكن القضاة يُنصحون بالإصرار ومواصلة المحاولة. علامة التمرد على الشيطان يمكن أن تكون البصق على الأرض. خطيئة الساحرات تُعتبر أثقل من خطيئة آدم لأنهن يرتكبن الشر لذاته وهو ممنوع. هذا يجعل عقوبتهن مستحقة. وفقاً للقوانين، الساحرات اللاتي يُدان يُسلمن للمحكمة العلمانية. القوانين الإمبراطورية أمرت بحرق الساحرات. حتى لو تاب المدانون وأعلنوا إنكارهم للهرطقة، يمكن أن يُحكم عليهم بالسجن مدى الحياة ليكونوا عبرة للآخرين. في النهاية، يقدم الكتاب قصة رعب قانوني وثيولوجي، يصف الشيطان وأعوانه من الساحرات وقدراتهم الشريرة، وكيف يواجههم البشر.