Sign up to save your podcasts
Or
Share عن أشياء تؤلمك
Share to email
Share to Facebook
Share to X
Share to email
Share to Facebook
Share to X
Or
عن أشياء تؤلمك
كان هناك شخصٌ يكتبُ من أعماق روحه، مخاطبًا كيانًا أنثويًا فريدًا ونادرًا، يُناديها بـ "بضعة مني"، و "يا حب القلب"، و "يا أميرتي"، و "يا شبيهة روحي". لم تكن مجرد امرأة عادية في عينيه، بل كانت استثناءً في روحه ومعجزة في قلبه، كأنها تجمعُ في ذاتها صفات أجمل النساء وأهبهن. كان يراها بريئة الملامح كعصافير الزينة، تشبه الأعياد التي يشتاق الناس لبهجتها، كالعقاقير الشافية تمتصُّ تعبَه. كانت طيبة القلب، رقيقة الحس والشعور، ذات عفوية وكبرياء عظيم، لكنها كانت أيضًا بسيطة وهشَّة للغاية، ومزاجيتها كالأطفال تحيّر العقل. على الرغم من جمالها الداخلي والخارجي، مرّت هذه المرأة بالكثير من الألم والخيبات والجروح العميقة. لقد خذلها وأهملها الذين تركوا يدها في منتصف الطرق، والذين انتهزوا أنصاف الفرص للتخلي عنها، والذين أهدوها الحب ولم يُكمِلوه. شعرت بالوحدة والاغتراب رغم كثرة من حولها، وعانت من القلق والاضطراب. أدركتْ أن الناس يكرهونها إن لم ترضَ عن الخالق، ويُبغضون طيبتها التي هي سبب ضعفها واستغلالها. لقد كانت طيبتها نقطة ضعفها وسبب خسارتها من الجهات الأربع، وكأنها تُعاقب على عفويتها وحسن تعاملها. لكن الكاتب، الذي يرى تفاصيلها كمعجزة فريدة لا شبيه لها بين البشر، كان هنا ليخبرها أنه يحبها بكل أخطائها وماضيها المشوه، يحبها بكل تفاصيلها التي لا يلتفت إليها أحد، يحبها في جميع حالاتها وتقلباتها، ويغار عليها كبضعة منه. بالنسبة له، كانت هي الوحيدة التي لم تملّه مطلقًا. هو يدرك وجعها وألمها، ويفهم وحدتها، ويرى ندبات الألم التي تشن غارات على ضلوعها. من خلال كلماته، كان يحاول أن يكون "خضرها" الذي ينبئها بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا، وأن يكون سندها الذي لا يهون عليه دموعها أو وجعها. كان يُذكّرها بقوتها وجمالها، ويحثها على الصبر والتحمل وأن تكون قوية من أجل نفسها. أمرها كله بيد خالقها، والخير كله بيده. شجعها على التصالح مع نفسها وصناعة بالونات حب من ابتسامتها. كانت هذه الكلمات بمثابة دعوة لها لـ "تنهّدي"، "اضيئي"، "افتخري"، "ابتسمي"، و "كوني بخير دومًا". ذكّرها بأنها خُلقت لتسعد، وأن الربيع سيزورها حتمًا ليحول بساتين اليأس داخلها إلى حدائق غناء. حذّرها من العابرين الذين يستغلون نقاط ضعفها، والذين لا يعرفون قيمتها في غيابها قبل حضورها. نصحها بأن تختار من يصلح لأن يكون سندًا لها، أباً وابنًا قبل أن يكون حبيبًا وزوجًا. في النهاية، يظل الكاتب يعبر عن حبه العميق وغير المشروط، ويُظهر أن رضاها يمنحهم السلام والسعادة. يرى أن وجودها نعمة وفضل من الله، وأنها لا تُعادل بأحد. ورغم كل ما مرت به من وهن وضعف، فإن ذلك لم يزدها إلا قوة وثباتًا، ووصلت إلى مرحلة النضج واللامبالاة. هي تستحق من يحبها من أجلها هي، ومن يراها معجزته. إنها دعوة لكي تبقى كما هي، لا تتغير من أجل أحد، فمن يريدها سيتقبلها كما هي بعيوبها قبل مميزاتها. قصة عن الألم والأمل، عن الخذلان والحب الصادق، وعن امرأة عظيمة تستحق أن تُضيء وتُكرَم، كتبها شخص يراها بكل ما فيها ويجد فيها اكتماله ونوره.
View all episodes
By حكايات من الكتبكان هناك شخصٌ يكتبُ من أعماق روحه، مخاطبًا كيانًا أنثويًا فريدًا ونادرًا، يُناديها بـ "بضعة مني"، و "يا حب القلب"، و "يا أميرتي"، و "يا شبيهة روحي". لم تكن مجرد امرأة عادية في عينيه، بل كانت استثناءً في روحه ومعجزة في قلبه، كأنها تجمعُ في ذاتها صفات أجمل النساء وأهبهن. كان يراها بريئة الملامح كعصافير الزينة، تشبه الأعياد التي يشتاق الناس لبهجتها، كالعقاقير الشافية تمتصُّ تعبَه. كانت طيبة القلب، رقيقة الحس والشعور، ذات عفوية وكبرياء عظيم، لكنها كانت أيضًا بسيطة وهشَّة للغاية، ومزاجيتها كالأطفال تحيّر العقل. على الرغم من جمالها الداخلي والخارجي، مرّت هذه المرأة بالكثير من الألم والخيبات والجروح العميقة. لقد خذلها وأهملها الذين تركوا يدها في منتصف الطرق، والذين انتهزوا أنصاف الفرص للتخلي عنها، والذين أهدوها الحب ولم يُكمِلوه. شعرت بالوحدة والاغتراب رغم كثرة من حولها، وعانت من القلق والاضطراب. أدركتْ أن الناس يكرهونها إن لم ترضَ عن الخالق، ويُبغضون طيبتها التي هي سبب ضعفها واستغلالها. لقد كانت طيبتها نقطة ضعفها وسبب خسارتها من الجهات الأربع، وكأنها تُعاقب على عفويتها وحسن تعاملها. لكن الكاتب، الذي يرى تفاصيلها كمعجزة فريدة لا شبيه لها بين البشر، كان هنا ليخبرها أنه يحبها بكل أخطائها وماضيها المشوه، يحبها بكل تفاصيلها التي لا يلتفت إليها أحد، يحبها في جميع حالاتها وتقلباتها، ويغار عليها كبضعة منه. بالنسبة له، كانت هي الوحيدة التي لم تملّه مطلقًا. هو يدرك وجعها وألمها، ويفهم وحدتها، ويرى ندبات الألم التي تشن غارات على ضلوعها. من خلال كلماته، كان يحاول أن يكون "خضرها" الذي ينبئها بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا، وأن يكون سندها الذي لا يهون عليه دموعها أو وجعها. كان يُذكّرها بقوتها وجمالها، ويحثها على الصبر والتحمل وأن تكون قوية من أجل نفسها. أمرها كله بيد خالقها، والخير كله بيده. شجعها على التصالح مع نفسها وصناعة بالونات حب من ابتسامتها. كانت هذه الكلمات بمثابة دعوة لها لـ "تنهّدي"، "اضيئي"، "افتخري"، "ابتسمي"، و "كوني بخير دومًا". ذكّرها بأنها خُلقت لتسعد، وأن الربيع سيزورها حتمًا ليحول بساتين اليأس داخلها إلى حدائق غناء. حذّرها من العابرين الذين يستغلون نقاط ضعفها، والذين لا يعرفون قيمتها في غيابها قبل حضورها. نصحها بأن تختار من يصلح لأن يكون سندًا لها، أباً وابنًا قبل أن يكون حبيبًا وزوجًا. في النهاية، يظل الكاتب يعبر عن حبه العميق وغير المشروط، ويُظهر أن رضاها يمنحهم السلام والسعادة. يرى أن وجودها نعمة وفضل من الله، وأنها لا تُعادل بأحد. ورغم كل ما مرت به من وهن وضعف، فإن ذلك لم يزدها إلا قوة وثباتًا، ووصلت إلى مرحلة النضج واللامبالاة. هي تستحق من يحبها من أجلها هي، ومن يراها معجزته. إنها دعوة لكي تبقى كما هي، لا تتغير من أجل أحد، فمن يريدها سيتقبلها كما هي بعيوبها قبل مميزاتها. قصة عن الألم والأمل، عن الخذلان والحب الصادق، وعن امرأة عظيمة تستحق أن تُضيء وتُكرَم، كتبها شخص يراها بكل ما فيها ويجد فيها اكتماله ونوره.