
Sign up to save your podcasts
Or
اعتقدُ وأكادُ أجزمُ بأنَّ مشكلة ستيفن الكبرى أنَّه لم يعش وقتا معتبرا على الأرض التي أعيش عليها أنا، أرض القراصنة التي لا ينجح بواسطة معاييرها سوى محاربٍ لا يكلُّ ولا يملّ، أو مرتزق لا يترك أيَّة طريقة لصناعة نجاح وهمي، محاولا إعطاء صورة ايجابية أمام الآخرين، ولكنَّه يعلمُ علم اليقين بأنَّها صورةٌ مزيَّفَةٌ أمام نفسه والآخرين معًا.
يشرحُ ستيفن في أكثر مِن مناسبة بأنَّ الفرد الإنساني هو فرد ينمو ويتطوَّر بحُكم الطبيعة، فهو يولد ضعيفا على هيئة طفل صغير، قد يموت جوعا خلال بضعة أيام، إن لم يجد الرعاية المناسبة مِن الآخرين، لكنَّ هذا الضعف لا يمنعه مِن بلوغ عتبةٍ ما، بحيث يصبح قادِرًا على الاعتماد على نفسه جسميا بالدرجة الدنيا، ومع هذا ليس بالضرورة أن ينمو الإنسان عاطفيا ونفسيا كما ينمو علقيا وشعوريا، وهناك الكثير مِن هذه الأمثلة في محيطي القريب على أرض القراصنة مثلا.
أحدُ الجهلة كلَّما سمحت له فرصة الحديث إليَّ – مع الأسف – تجده يستغلها لمحاولة تنميق كلامه بمعلومات كاذبة، أو بعبارات بفَرنسية مقلوبة لا لشيء، سوى مِن أجل إظهار نفسه في صورة الفهيم – الذي اعتبره أجهل الناس – بينما في الواقع هذه الحركات العرجاء منه، جعلته يكشف عن ضعفه الفكري أمامي بدل إظهار الصورة الناصعة التي يرغب بإيصالها إلي، ورغم سنِّه البيولوجي الكبير بالمقارنة بي، إلاّ أنّني أنظر إليه بعين الشفقة، كون أنَّ سنَّه العقلي لا يتجاوز القسم التحضيري مثلا، فهو لا يزال في مرحلة الانعكاس ورد الفعل، وهذه الحالة بكلِّ تأكيد لا تواكب عمره الفيزيولوجي أبدا.
لقد وضَّح ستيفن هذه النوعية مِن الجهلة بالقول: "إذا كنتُ اعتمد بدنيا على شخص آخر – نتيجة للإصابة أو الإعاقة أو أي شيء آخر يعوق حركتي البدنية – فهذا يعني أنني في حاجة إلى مساعدتك. وإذا كنتُ اعتمد على الآخرين من الناحية العاطفية فإنني إذن أستقي تقديري لذاتي وشعوري بالأمان من رأي الآخرين فيَّ، وقد يحطمني عدم حبهم إياي، أما إذا كنتُ اعتمدُ على الآخرين من الناحية العقلية فهذا يعني أنني في حاجة إلى مَن يفكر لي، ويفكر في مشكلاتي وهمومي نيابة عني" (ستيفن كوفي، العادات السبع للناس الأكثر فعالية، ص: 62).
دائما ما كنتُ أردد عبارة "هناك خياران أمام الذي يعيش على أرض القراصنة، إما يعيش لذاته ويخسر مَن حوله، أو يعيش لغيره ويخسر كيانه" وهذا ما جعلني أنزوي على نفسي في معظم الأوقات، بحيث يكفي أن يوجد مثل هذا الجاهل في محيطي حتى أصبح مهتمًّا بنفسي فقط دون الالتفات لغيري.
وَلكوني إنسان، والفرد الإنساني هو في حاجة إلى المحيط الذي يعيش فيه بصيغة أو بأخرى، فأنا بعلاقة طردية في حاجة إلى مَن هُم يدورون في فلكي، وأنا إلى حدِّ كتابة هذه الكلمات لا أزال أحاول التأقلم معهم، من مبدأ التبادُل الذي حدَّثنا عنه ستيفن في هذه النظرية بالذات، ومع ذلك وبالمقابل أنا لا أزال أقدِّسُ خياراتي، ولا أسمح لأيٍّ كان، إملاء أيّةَ فكرة علي مهما كانت مفيدة لي، فهذه مقدَّساتي ومساحتي الخاصة، التي لن أتنازل عنها ما حييت.
عندما تنتظر شخصا آخر لتحاول إظهار بعض ما ليس فيك له، فأنتَ تتنازل له عن حريتك يا أيُّها الغبي، ولهذا تزيد فرحتي كلَّما التقيتُ بهذا الجاهل، فهو كالمهرِّج في نظري، يحاول قدر الإمكان، مستعملا خزانه البسيط والمتواضع للغاية من المفردات الأجنبية، مكلِّفا ذاته أعباء إضافية ويحمِّل نفسه فوق طاقتها، مِن أجل أن يقول لي: أنا حمار غير أصيل... مع اعتذاري للحمير من الحيوانات، أعتذر أي والله!.
اعتقدُ وأكادُ أجزمُ بأنَّ مشكلة ستيفن الكبرى أنَّه لم يعش وقتا معتبرا على الأرض التي أعيش عليها أنا، أرض القراصنة التي لا ينجح بواسطة معاييرها سوى محاربٍ لا يكلُّ ولا يملّ، أو مرتزق لا يترك أيَّة طريقة لصناعة نجاح وهمي، محاولا إعطاء صورة ايجابية أمام الآخرين، ولكنَّه يعلمُ علم اليقين بأنَّها صورةٌ مزيَّفَةٌ أمام نفسه والآخرين معًا.
يشرحُ ستيفن في أكثر مِن مناسبة بأنَّ الفرد الإنساني هو فرد ينمو ويتطوَّر بحُكم الطبيعة، فهو يولد ضعيفا على هيئة طفل صغير، قد يموت جوعا خلال بضعة أيام، إن لم يجد الرعاية المناسبة مِن الآخرين، لكنَّ هذا الضعف لا يمنعه مِن بلوغ عتبةٍ ما، بحيث يصبح قادِرًا على الاعتماد على نفسه جسميا بالدرجة الدنيا، ومع هذا ليس بالضرورة أن ينمو الإنسان عاطفيا ونفسيا كما ينمو علقيا وشعوريا، وهناك الكثير مِن هذه الأمثلة في محيطي القريب على أرض القراصنة مثلا.
أحدُ الجهلة كلَّما سمحت له فرصة الحديث إليَّ – مع الأسف – تجده يستغلها لمحاولة تنميق كلامه بمعلومات كاذبة، أو بعبارات بفَرنسية مقلوبة لا لشيء، سوى مِن أجل إظهار نفسه في صورة الفهيم – الذي اعتبره أجهل الناس – بينما في الواقع هذه الحركات العرجاء منه، جعلته يكشف عن ضعفه الفكري أمامي بدل إظهار الصورة الناصعة التي يرغب بإيصالها إلي، ورغم سنِّه البيولوجي الكبير بالمقارنة بي، إلاّ أنّني أنظر إليه بعين الشفقة، كون أنَّ سنَّه العقلي لا يتجاوز القسم التحضيري مثلا، فهو لا يزال في مرحلة الانعكاس ورد الفعل، وهذه الحالة بكلِّ تأكيد لا تواكب عمره الفيزيولوجي أبدا.
لقد وضَّح ستيفن هذه النوعية مِن الجهلة بالقول: "إذا كنتُ اعتمد بدنيا على شخص آخر – نتيجة للإصابة أو الإعاقة أو أي شيء آخر يعوق حركتي البدنية – فهذا يعني أنني في حاجة إلى مساعدتك. وإذا كنتُ اعتمد على الآخرين من الناحية العاطفية فإنني إذن أستقي تقديري لذاتي وشعوري بالأمان من رأي الآخرين فيَّ، وقد يحطمني عدم حبهم إياي، أما إذا كنتُ اعتمدُ على الآخرين من الناحية العقلية فهذا يعني أنني في حاجة إلى مَن يفكر لي، ويفكر في مشكلاتي وهمومي نيابة عني" (ستيفن كوفي، العادات السبع للناس الأكثر فعالية، ص: 62).
دائما ما كنتُ أردد عبارة "هناك خياران أمام الذي يعيش على أرض القراصنة، إما يعيش لذاته ويخسر مَن حوله، أو يعيش لغيره ويخسر كيانه" وهذا ما جعلني أنزوي على نفسي في معظم الأوقات، بحيث يكفي أن يوجد مثل هذا الجاهل في محيطي حتى أصبح مهتمًّا بنفسي فقط دون الالتفات لغيري.
وَلكوني إنسان، والفرد الإنساني هو في حاجة إلى المحيط الذي يعيش فيه بصيغة أو بأخرى، فأنا بعلاقة طردية في حاجة إلى مَن هُم يدورون في فلكي، وأنا إلى حدِّ كتابة هذه الكلمات لا أزال أحاول التأقلم معهم، من مبدأ التبادُل الذي حدَّثنا عنه ستيفن في هذه النظرية بالذات، ومع ذلك وبالمقابل أنا لا أزال أقدِّسُ خياراتي، ولا أسمح لأيٍّ كان، إملاء أيّةَ فكرة علي مهما كانت مفيدة لي، فهذه مقدَّساتي ومساحتي الخاصة، التي لن أتنازل عنها ما حييت.
عندما تنتظر شخصا آخر لتحاول إظهار بعض ما ليس فيك له، فأنتَ تتنازل له عن حريتك يا أيُّها الغبي، ولهذا تزيد فرحتي كلَّما التقيتُ بهذا الجاهل، فهو كالمهرِّج في نظري، يحاول قدر الإمكان، مستعملا خزانه البسيط والمتواضع للغاية من المفردات الأجنبية، مكلِّفا ذاته أعباء إضافية ويحمِّل نفسه فوق طاقتها، مِن أجل أن يقول لي: أنا حمار غير أصيل... مع اعتذاري للحمير من الحيوانات، أعتذر أي والله!.
448 Listeners