"
المقدمة: لقد ابتدأت الأخت نانسي في سؤال لماذا يهمّني أن الذي أريد أن أعلّمه أن يترك تأثير في الأشخاص؟ لماذا عندما نؤثّر بالذي حولنا يكون شيء مهمّ جدًا؟ وتكلّمت عن الفلاسفة الذين استثمروا 130 سنة حتى يرسّخوا فلسفة ما زالت الى أيامنا هذه. ولكن هناك من هو أقوى منهم، في ثلاث سنين فقط رسّخ تعاليم ما زلنا نعلّمها الى الآن. ثلاث سنين كافية لتظلّ تعاليمه تنتقل من جيل الى جيل على مدى ٢٠٠٠ سنة حتى تصل إلينا اليوم. يسوع لم يرسم أيّ رسمة لكن أشهر رسمة لأشهر رسّام في العالم كانت مستوحاة من جلسة عشاء له مع تلاميذه. يسوع لم ينحت أيّ منحوتة لكن واحدة من أشهر المنحوتات لأشهر نحّات في العالم كانت مستوحاة من موته وصلبه. يسوع لم يكتب أيّ كتاب لكن واحد من أكثر الكتب مبيعًا، وأكثر الكتب التي تُرجمت في العالم هو الكتاب الذي يتكلّم عن حياته وعن أعماله. ثلاث سنين غيّرت التاريخ وعمِلت فرق بحياة كثيرين. ما السبب؟ لأن يسوع كان قائدًا مؤثرًا، وهذا القائد صنع فرق بالمجتمع عندما كان يعيش فيه. وهذا التغيير لم يكن محصورًا بالزمن الذي يعيش فيه لكنه يصنع فرق اليوم بعد ٢٠٠٠ سنة في زمننا هذا. لذا كانت العظة تحت عنوان "قائد لكلّ العصور". وابتدات بأول خطوة في القيادة المؤثرة أو القيادة الناجحة و قرأت من مرقس ٣: ١٣و ١٤، ومن خلالهما تكلّمت عن خمسة مبادئ للقيادة مهمّة جدًا:
1-"فصعد الى الجبل" كان يسوع يصعد الى الجبل ليصلّي، مع أنّ الآية لا تقول ذلك ولكن في لوقا ٦ خرج الى الجبل ليصلّي، أول صفة في القائد المؤثّر هي أن تكون حياته مُقادة بالصلاة، أول شيء عمله يسوع قبل أن يذهب ويختار تلاميذه أنه صعد وصلّى، جلس في خلوة مع الله ليوحّد مشيئته بمشيئة الله، قضى الليل كله في الصلاة، ما الحوار الذي دار بين يسوع وأبيه؟ اشياء كثيرة كان يسوع بحاجة أن يصلّي لأجلها تلك الليلة. الصلاة كانت جزء من حياته، كان يصلّي ليس فقط من أجل استحقاق لهم بل أيضًا خلال المهمة التي يعملها ومن بعد أن ينتهي من المهمة. السؤال الى أيّ مدى قبل أن يكون لدينا أيّ قرار مهمّ نصلّي، والى أيّ مدى نصلي عندما نعمله وعندما نتمّمه. وقد شجّعت إن كنت تريد أن تكون قائد مؤثّر يجب أن تكون حياتك مُقادة بالصلاة. متى يجب على القائد أن يصلّي؟ نرى يسوع يصلٍّي من أجل فريقه في يوحنا ١٧ صلاة عميقة "من أجلهم أنا أسأل... احفظهم في اسمك.." إن كنتَ في أيّ موقع قيادة، مدير شركة، راعي كنيسة، مسؤول عن خدمة، أو إن كنتَ أب تقود بيتك هل تصلّي من أجل الاشخاص المسؤول عنهم. يسوع كان يصلّي لتلاميذه. لا نقدر أن نكون عند قدميّ يسوع إلا بالصلاة. أشجعك أن تكون قائد مؤثّر، أن تكون حياتك مُقادة بالصلاة.
2- الشيء الثاني الذي فعله يسوع بعد أن صعد الى الجبل وصلّى "دعا الذين أرادهم فذهبوا إليه" وتكلّمت عن المبدأ الثاني في القيادة المؤثّرة أنّ القائد الناجح يرى أشياء بالأشخاص غيره لا يراها. في الثقافة اليهوديّة كان التلميذ هو الذي يختار معلّمه. بولس تتلمذ عند قدميّ غمالائيل. بولس قرّر أن يختار غمالائيل ليكون معلّمه. لكن بحالة يسوع صار العكس هو الذي ذهب واختار التلاميذ. يسوع اختار تلاميذه من الجليل. شعب الله كان يعيش في أرض مقسومة الى قسمين: مملكة شماليّة ومملكة جنوبيّة. المملكة الجنوبيّة بمنطقة اليهوديّة كان يوجد فيها أورشليم والهيكل، وكانت تصير بها كل الاحتفالات الدينيّة التي لها علاقة بالديانة اليهوديّة، وكان نخبة اليهود يعيشون في اليهوديّة. في المنطقة الشماليّة كانت منطقة الجليل وفيها مركز الحكم الروماني، وكانت تأتي شعوب أخرى أمميّة وتسكن في هذه المنطقة، وبالتالي أصبح اليهود الذين يعيشون في الجليل كأنّهم شعب بين شعوب متعدّدة الأعراق والأجناس. ولأنّهم هكذا لم يعد لديهم الكثير من الاحترام بالنسبة لليهود الذين يعيشون في الجنوب، ونرى في كثير من الأماكن في الكتاب المقدّس عندما صار نقاش بين الجموع إن كان يسوع هو المسيح، ناس كانت تقول ألعلّ المسيح من الجليل يأتي، وعندما دافع نيقوديموس عن يسوع أمام مجمع الكهنة قالوا له: ألعلك أنت أيضًا من الجليل، فتّش وانظر أنّه لم يقم نبيّ من الجليل. وليس فقط اليهود في الجنوب كانوا يحتقرون اليهود في الجليل، أيضًا الجليليّون أنفسهم كان عندهم نظرة دونيّة لأنفسهم. فعندما فيلبس وجد نثنائيل قال له وجدنا من كتب عنه موسى والأنبياء. فكان جواب نثنائيل أمِن الناصرة (منطقة من الجليل) يمكن أن يكون شيء صالح. مع العلم أنّ نثنائيل جليلي وهو تكلّم هكذا عن أهل الجليل. من هناك اختار يسوع تلاميذه من منطقة في نظر الناس غير متوقّع أن يخرج منها شيء صالح. لأنّه آم