Share RCI | العربية - ريبورتاج
Share to email
Share to Facebook
Share to X
لامس فرح عامر ودفء وافر قلوب الحضور الذي شارك في الحفل الافتتاحي للموسم الميلادي المسيحي وطقوسه الخاصة يوم السبت المنصرم في كنيسة القديس ماكسيم في مدينة لافال شمال مدينة مونتريال. هذا وتكّر سبحة الأمسيات الميلادية تباعا في الكنائس المشرقية في مدينة مونتريال استعدادا للدخول في الزمن الطقسي الميلادي والاحتفال بذكرى مولد السيد المسيح في 25 كانون الأول/ديسمبر المقبل.
في كنيسة القديس ماكسيم اللاتينية وبحضور عدد كبير من أبناء الجالية اللبنانية في مونتريال يتقدمهم قنصل لبنان العام في كندا أنطوان عيد والنائب في البرلمان الكندي فيصل الخوري أحيت الصبية كريستا-ماريا أبو عقل بقيادة المرّنم ديفيد سلطاوي أمسية ميلادية في أجواء عابقة بخورا وحبورا بأصوات المنشدين من الأطفال بغالبيتهم.
ولعل لبنان كان في قلب هذه الأمسية، غنّته الأصوات وأهدت شعبه أغنيات المحبة والسلام وأمل الجميع في أن يصيب بلدهم الأم لبنان بعض من فرح الميلاد وأجوائه التي يعيشونها في وطنهم الثاني كندا.
جمال الخَلق والخُلق صنوان عند المرّنمة الشابة كريستا-ماريا أبو عقل/حقوق الصورة: ستديو حلّوم
كريستا-ماريا أبو عقل
تبلغ كريستا-ماريا أبو عقل 17 عاما وقد مرّ نحو عام على وصولها إلى مونتريال مع عائلتها وهي التحقت بمعهد Vincent d’Indy للموسيقى العريق في المدينة لتلقي علوم موسيقى الجاز.
تمنحني موسيقى الجاز الحرية المطلقة وهي أقرب موسيقى إلى روحي وأفضل من يعبر عن الوجدان والاختلاجات التي تتمخض في أحشائي وفكري، هي في جذور كل الشعوب وأنا سعيدة بتعرفي إلى الجاز ومحاكاة تياراته وإيحاءاته بفضل اساتذتي الكنديين.
هكذا سردت لي ابنة السبعة عشر ربيعا مشوار حياتها الفتي واكتشاف موهبتها وهي في سن الثامنة ليلعب والداها دورا كبيرا في تهذيب صوتها وصقله وتوجيه ابنتهما للتعمق في الدراسات الموسيقية وتشجيعها على الأداء المحترف والمتمكن.
https://www.youtube.com/watch?v=0NjIMDfVHRk
عمق الصوت يوازيه عمق في المعرفة والفهم والإدراك عند هذه الشابة الموهوبة وهي تقول عن جمال صوتها:
جمال الصوت هبة من عند الله فحسب وليس لدي أي فضل في ذلك فلِما الغرور؟
أما عن امنيتها فهي مقسومة شقين واحدة لها وأخرى “للبنانها”.
على الصعيد الشخصي تتمنى كريستا ماريا أن تكتب موسيقى تستسيغها شعوب الأرض قاطبة.
أما على صعيد لبنان الذي يشدّها حنين دائم إليه فأمنيتها له أن ينعم بالسلام والأمن والاستقرار وأن يعتمر الفرح والدفء من جديد قلوب أهله.
المرّنم الشاب ديفيد سلطاوي /حقوق الصورة: ستديو حلّوم
ديفيد سلطاوي
لا علاقة لعائلته لا من قريب ولا من بعيد بـ “السلطاوية” أو “السلطنة” في الصوت والأداء قال ضيفي الشاب ضاحكا عندما سألته عن أصول سلالته. وتعّهد لي ضيفي بأنه سيحاول أن يورث أولاده الفن وأصول الطرب الأصيل والسلطنة فقد تعود سلالته تستحق لقبها!
حضور ديفيد سلطاوي في الأمسية الميلادية كان بهيا متألقا وقد لعب دوره كقائد للجوقة والفرقة الموسيقية بامتياز ليؤمن بين الفينة والأخرى الثنائية الغنائية أيضا مع كريستا ماريا على المسرح.
الصدفة وضعت الموهبة الواعدة كريستا ماريا في طريقه في لبنان لتعود وتلتقي طريقهما في مونتريال من جديد وينظّمان معا لحفلات الترانيم الميلادية في المدينة الكوسموبوليتية.
لم يمض بعد 3 سنوات على وجوده في كندا ولكنه حصد إنجازات عدة محققا مساحة تليق به وبخبراته وعلومه. يعمل ديفيد سلطاوي في مجاله في التكنولوجيا الحديثة وفي الإدارة الفنية حيث يضطلع بإدارة أعمال الفنان موري حاتم.
تاليا تستمعون إلى حواري مع كل من كريستا ماريا أبو عقل وديفيد سلطاوي مع لقطات صوتية حية من الأمسية الميلادية.
كان علينا أن ننتظر بضعة دقائق على بدء حفل: “أم كلثوم بأصواتهن”، الذي اختتم به مهرجان العالم العربي في مونتريال فعاليات نسخته العشرين، لكي يصل إلينا جزء كبير من إحساس كوكب الشرق وتميّزها وتفرّدها. نساء ثلاث بأصواتهن المختلفة وخاصية الأداء لكل واحدة منهن حقّقن الانسجام والتناغم والتركيز المحترف فيما بينهن الذي بلغ ذروته في أغنية ألف ليلة وليلة الختامية. فرح عارم، صفاء وتسليم كلّي سيطر على الحضور الذي قضى ليلة من العمر على وقع حفل غير مسبوق وقّعه أيضا وأيضا “صانع الأحلام” مؤسس مهرجان العالم العربي ومديره الفني جوزف نخلة.
الصورة بألف كلمة وتدّل على تمازج وانسياب ورقة عند من أحيين صوت أم كلثوم في مهرجان العالم العربي في مونتريال، فريدة محمد علي إلى يسار الصورة وياسمين علي وعبير النصراوي/حقوق الصورة: مهرجان العالم العربي:Idriss Mestiri
وتجوز التسمية لهذا الأخير لأنه نجح على مدار 20 عاما في إدخالنا إلى عالم الحلم والخيال، ذلك العالم المزدان بأثواب شرقية فضفاضة وبإشراقات عابقة تحاور مجدا وعزّا وتجلّيا عربيا غابرا…
أعاد جوزف نخلة تطريز البرواز الفني العربي ليقدّمه بأبهى حلّة في مهرجانه فيستسيغه ليس أهل الضاد فحسب بل إنما أيضا الكنديون الذين كانوا بالأمس يجهلون الكثير عن التراث والثقافة والموسيقى العربية.
على مدى عشرين عاما نجح جوزف نخلة في عروضه المبتكرة الجريئة في كسر الحد الفاصل بين الشرق والغرب وساهم عبر ابداعاته في إدخال منظومة مسرح جديد مختلف بشموليته وعالميته وفرادته. استطاع جوزف نخلة أن يوّحد جمهورا مختلف الأهواء والمشارب وثقتي كبيرة بأن مهرجان العالم العربي سيكون في سنواته المقبلة قادرا على مخاطبة شريحة أكبر من جمهور غير متجانس في حفلاته وسيصل إلى هذا الجمهور الاحساس كاملا وكأنه يسمع صدى لتراثه وثقافته وموسيقاه هو وليس تراث وثقافة وموسيقى العالم العربي فحسب.
في عودة إلى الحفل الختامي للنسخة العشرين للمهرجان على مسرح ميزونوف في ساحة الفنون بلاس دي آر في وسط مونتريال في 17 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قدّمت كلّ من سيدة المقام العراقي الفنانة فريدة محمد علي والنجمة المصرية الشابة ياسمين علي والإعلامية والفنانة التونسية عبير النصراوي مجموعة من أغنيات كوكب الشرق. وقد أجادت كل واحدة منهن على طريقتها ونجحن في السلطنة وإطراب الجمهور وإدخاله في حالة من السكر والنشوة في مطارح عديدة خلال الحفل. قدمت كل واحدة من نجمات الحفل صوت “ثومة” بأداء ونكهة وطعم مختلف وهن لم يتشابهن أبدا في أصواتهن ولا في احساسهن وبلغ صدقهن وعفويتهن وسلاسة وعذوبة أصواتهن أقصاه لدرجة أن هذا الثالوث أشعر الحضور بأنه يشاهد ثلاث حفلات وليس حفلا واحدا وفي الوقت ذاته يتلاقى هذا الثالوث ويتمازج ويتزاوج من دون كلفة أو عناء.
سيدة المقام العراقي التي اقتحمت عالم الغناء المحرّم على النساء الفنانة فريدة محمد علي تحاورها كوليت ضرغام/Antsar Hlil Al-Nassiry
سيدة المقام العراقي فريدة محمد علي جازفت وغّنت لأول مرة أم كلثوم بجدارة وهي لم تُخف حين قابلتها أنها كانت خائفة الا تنجح في هذه التجربة ولكن “ثقتها العمياء بجوزف نخلة، سيّما وأن مهرجانه استضافها أكثر من مرة على مسارحه بتختها الموسيقي وريبرتوارها، حملتها على التسليم له وخوض التجربة، وهي غير نادمة إطلاقا.
الأدب والذوق والرقي توصيف يليق بالفنانة التونسية عبير النصراوي/ِAntsar Hlil Al-Nassiry
النجمة التونسية عبير النصراوي ملأت في الساعات الأخيرة غيابا قسريا للفنانة التونسية الشابة محرزية الطويل التي لم تستطع الحصول على تأشيرة السفر إلى كندا. ولكن هذا لم يؤّثر إطلاقا على اندماجها وانسجامها وطواعيتها في عمل ضخم أُعّد له منذ شهور وهي في أقل من 48 ساعة قدِمت ووقفَت “سيدة” بكل معنى الكلمة شاغلة بتميّز ورقي المساحة المخصصة لها على المسرح.
ياسمين علي خفيفة الظّل تأسرك بعذوبتها ورقتها/بعدسة بولين عطالله
أمّا الفنانة المصرية الشابة ياسمين علي الممتهنة للتمثيل أيضا، فهي مارست سحرا من نوع آخر على جمهورها الذي عشق حركاتها وشغفها وتأثرها بلحن الأغنية الكلثومية وكلماتها. ملكت الأميرة ياسمين برداءها المخملي الأحمر تلك الليلة على القلوب وأسرتها مؤكدة أن الغناء إحساس قبل أي شيء آخر. أمنية أفصحت عنها النجمة الصاعدة ياسمين علي لجمهورها تلك الليلة وهي خلود أغنيتها على غرار أغنية كوكب الشرق والا يكون مرورها عابرا في هذه الحياة. لياسمين نقول إن مرورك أقلّه في مونتريال لم يكن عابرا أبدا تلك الليلة وستحفظ سجلات مهرجان العالم العربي الإطلالة الباكورة المشرقة لابنة بلاد النيل.
https://www.youtube.com/watch?v=O8b3sDoFpxc
https://www.youtube.com/watch?v=hZYwPGyFhpA
تاليا تستمعون إلى حواراتي مع النجمات الثلاث يتخللها مقتطفات من حفل: “ام كلثوم في أصواتهن”، كما يتضّمن المقال لقائين مصوّرين مع كل من فريدة محمد وعبير النصراوي.
لا أحد يتوّقع أن تستّمر شعبية أغنية الفنان الرومانسي الحالم عبد الحليم حافظ بعد أكثر من 40 عاما على رحيله والتهام العصر الرقمي للزمن الماضي الجميل.
في مهرجان العالم العربي في مونتريال مجازفة جريئة اقترحها المدير الفني جوزف نخلة “رومانسية على الطريقة العربية” وسهرة طربية سيطرت فيها روح العندليب الأسمر الذي بعث حيا في تلك الليلة بصوت النجم التونسي الفنان محمد جبالي ترافقه على المسرح الفنانة ليلى كوشي من مونتريال. علما أن هذه الأخيرة تسقط لقب الفنانة وتعتبر أن الغناء هواية ليس إلا كما أكدت لي في مقابلتي معها، علما أنها ناشطة على الساحة الفنية والاجتماعية في المدينة الكوسموبوليتية.
عن خيار الاغنيات تقول ليلي كوشي إنه لم يكن اختيارا اعتباطيا وتم الحرص على تقديم ريبرتوار غير مستهلك للعندليب الأسمر.
مقابلة خاطفة أجريتها مع الفنانة ليلى كوشي إثر انتهاء الحفل
وأكدت محدثتي أنها راضية تماما عن أدائها تلك الليلة على مسرح الصالة الخامسة في ساحة الفنون العريقة بلاس دي آر في وسط مونتريال وإن شكّل أداء النوتات الصعبة لصوت لم يتكرر في تاريخ الاغنية العربية تحديا كبيرا بالنسبة إليها.
أما الاكتشاف الحقيقي بالنسبة لجمهور مهرجان العالم العربي الذي ملأ كل مقاعد صالة المسرح تقريبا تلك الليلة وبلغ تفاعله مع الحفل ذروته، فكان الفنان التونسي محمد جبالي الذي استطاع أن يعيد الينا عبد الحليم حافظ “بشحمه ولحمه ” وللحظات كثيرة خلال الحفل خيّل إلينا أن الأسمر بعث حيا من جديد على مسرح مهرجان العالم العربي.
الأجمل كان ترداد الحضور لكل أغنيات العندليب التي لا زال يحفظها عن ظهر قلب مما يؤكد أن العصر الرقمي لا يقوى على الأصالة والإبداع والتفرّد والتميّز وإن مرّ عليه الزمن.
يجذبك رقيه وتواضعه واحترامه لفنه، إنه الفنان محمد جبالي الذي وقعت بعشق صوته من الاستماع الأول!
أعاد حفل الرومانسية على الطريقة العربية الثقة إلى كل من يشكك بخلود الاغنية القديمة الغابرة التي ولدت في بيئة مختلفة، “الصعب الممتنع” عنوانها الأول، في تلك الأزمنة لم يكن هناك وسائل تواصل ولا عولمة ولا انترنيت ولا من يحزنون…وكان يجني الفنان شهرته بالكدّ والجهد والتعب والمثابرة على تقديم الجيد غير المبتذل الذي يحترم الجمهور ولا يستهين برفعة ذوقه وقدرة استساغته للفن الأصيل والحقيقي.
يقول لي محمد جبالي إن الغناء الصادق وحده يصل إلى الجمهور وعلى الفنان أن يبحث دوما عن جديد يتعلّمه ليصقل موهبته.
محمد جبالي لا يقدم الأغنية الطربية لعمالقة الغناء العربي التي “يصعب اقناع الجمهور بها” فحسب بل في رصيده أيضا 9 البومات خاصة.
https://www.youtube.com/watch?v=BI6ujfXY8Ls
فخر محمد جبالي أنه يتنقل بكل سهولة ومرونة بين ريبرتواره الخاص وريبرتوار العمالقة وجمهوره ينتشي لصوته في الحالتين. في هذا الإطار يقول لي ضيفي إ”ن على الفنان أن يكون شموليا والا يختص بلون غنائي واحد”.
وعندما نقلت إلى محمد جبالي انتقاد البعض له بأنه لا يملك احساس عبد الحليم حافظ أجابني محدثي:
أنا ضد التقليد وأحّب أن أغنّي بإحساسي أنا وليس بإحساس العندليب.
علما أنه في لحظة من الحفل أجاد محمد جبالي المحترف للتمثيل أيضا تجسيد جحوظ عيني العندليب الأسمر وحركات يديه وذوبانه بالكلمة والنغمة وشدة الاحساس المفرط لدرجة صدقنا فعلا أنه العندليب.
تاليا تستمعون إلى مقتطفات من الحفل الذي قدّم في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ونستمع أيضا إلى الحوار الذي أجريته إثر انتهاء الحفل مع ليلى كوشي أولا ثم محمد جبالي.
سيطر جوٌ من الحزن والكآبة المصحوبة بمشاعر الإعجاب والإكبار في قلوب عشاق سيدة القيثارة الكندية لورينا ماكينت الذين أتوا كُثرا لحضور حفلها الأخير في مونتريال قبل انكفائها عن التأليف والتلحين والانتاجات الموسيقية لتتفرّغ لمحاربة “آفتين تجتاحان عالمنا اليوم وهما العواقب السلبية للعالم الرقمي والتغييرات المناخية”. وجاء خبرُ الاعتزال “حتى إشعار آخر ولأجل غير محدد” للرسولة بشعرها الذهبي الطويل في ورقة برنامج حفلها الذي وُزع على الحضور مرفقا بهدية هي البوم تسجيل حيّ ومباشر للحفل الذي أحيته لورينا ماكينت الربيع الماضي في قاعة “رويال ألبرت هول” العريقة في لندن.
تلقينا بفرح عارم ألبومها على باب مسرح “ويلفريد بيلتييه” أكبر مسارح ساحة الفنون العريقة في وسط مونتريال ليلة أول أمس الأربعاء كما تهافت الحضور على شراء البوماتها ومشتريات أخرى خاصة بالجولة الحالية للنجمة الكندية التي تختتمها بعد غد الأحد في مدينة شيربروك جنوب مدينة مونتريال تسبقها حفلة يوم غد السبت في العاصمة الكندية أوتاوا. حفل أول أمس في مونتريال كان الحفل الوحيد للنجمة الكندية العالمية في المدينة الكوسموبوليتية في إطار ست حفلات ختامية في كيبيك وأونتاريو. وكانت المحطة الأولى لهذه الجولة بدأت أيضا في كندا في شهر أليول/سبتمبر من العام الماضي في مدينة ستراتفورد في مقاطعة اونتاريو حيث الإقامة الدائمة للورينا ماكينت. وقد حملت هذه الجولة الفنية التي استمرّت لأكثر من عام كامل اسم عنوان البومها الأخير الذي صدر في ربيع العام الماضي 2018 “الأرواح الضائعة”، Lost Souls.
انتهى السفر وانطلقت قافلة جديدة على ضوء القمر ولكن في كنف دفء الشمس…
أشتهي عناقك…سيّان عندي الوقت
المهّم ظلّ السماء…وبحمايتها أعود إلى حيث كنتُ…إلى نقطة الصفر…
في الليل الداجي، نتيهُ مثل الأرواح الضائعة…
وفي الظلمة الحالكة نبحث عن الضوء…
وفي الصباح على غرار حبّة الندى وظلال القمر أعود إليكَ…
(كلمات أغنية الأرواح الضائعة للورينا ماكينت كتابة ولحنا)
تُعيد الرسولة بشعرها الذهبي الطويل الأرواح الضائعة إلى الحياة، تنتشي القلوب بغنائها وتطرب الآذان وتسافر الأرواح عبر أزمنة حالمة بعيدة.
https://www.youtube.com/watch?v=5qqt8KaIhZE
الحضور في صالة المسرح حبس أنفاسه وسط نور خافت عكسته الشموع المضاءة على المسرح ليُخيّل إليك أنك في صومعة صوفي أو قديس يُصلي ويبتهل بصوته السماوي السرمدي لرب الأزل والوجود.
استاء كل الناس من حولي من مسكي للورقة والقلم لأكتب كل الاختلاجات والتوصيفات خلال الحفل، عجبا لرد فعل الحضور الذي لم أعهده من قبل في هذه الصالة وهو كان يريد أن يتلقف ويتابع بكل حواسه واختلاجاته كل الإبداع الفني المتميّز الذي كان يتجلّى على المسرح.
تشغل لورينا ماكينت حضورها في كل لحظة من لحظات حفلها ليواكب الإبداع المشهدي البصري الإبداع السمعي الغنائي.
عزفت أولا على القيثارة بخشوع لا متناه وتحليق في السماوات السابعة انتقلت بعدها إلى الأورغ ثم البيانو ثم الأكورديون يرافقها تختها الموسيقي الذي يتضمن العود والتشيلو والكمنجة وغيرها من الألات الوترية والالكترونية. ولا داعي لنقول إن كل موسيقي مرافق للورينا ماكينت هو على مقياسها في الإبداع وهو يجيد أداء ألحانها ويجتهد في تشكيل لوحة بصرية سمعية فنية غنائية موسيقية استثنائية غير مسبوقة.
أكثر من مرّة قابلت لورينا ماكينت خلال مسيرتي الإعلامية ولكن هذه المرّة كانت المقابلة مفعمة بالمشاعر المختلفة من فرح واغتباط امتلئ في قلبي من غنائها ومن حزن وشجن اعتصر بقلبي لأنه يا عالم متى أراها مجددا تعتلي المسارح وتأسر القلوب وتفتنها…هذا لأن المحبة لا تعرف عمقها إلا ساعة الفراق/بعدسة روبير منصف
سلاسة الأداء عند الرسولة لا متناهية وكأن صوتها يرقص على أجنحة الفراشات التي تحلّق بنا بعيدا حيث الأزل والمدى اللامحدود. نستسلم لأغنيتها وصوتها الجيّاش الذي تارة يحّن وتارة يغضب وأطوارا يرقص بهجة وحبورا.
مسمرّة على كرسيي شعرت للحظة أن الحلم يقظة واليقظة حلم…بلحظة سافرت إلى العصور الغابرة في الأندلس على الإيقاعات الشرقية…خُطفت روحي مني وأشعرني صوتها أنني أُلامس السماء والغيوم والنجوم.
هدوء الآلات والموسيقى هو هدوء ما قبل العاصفة لتشتّد بين الفينة والأخرى النوتة وتتسارع وتتكّثف وتتداخل الآلات فيما بنيها بسرعة مجنونة محدثة دهشة لا متناهية…كأن هذه النوتة تتراكض خلف السحاب ترفرف وتطير لتعانق الأبد السرمدي.
خصّصت لورينا ماكينت بعد الحفل بعضا من الوقت للقاء جمهورها وعشاقها في العالم العربي عبر مذياع القسم العربي لراديو كندا الدولي. وقد التقيتها في مقصورتها خلف كواليس المسرح وكان الحوار التالي بيني وبين النجمة الكندية المخضرمة ابنة الـ 62 عاما لورينا ماكينت. ويتخلّل المقابلة عدد من أغنيات الالبوم الجديد وروائع غنائية أخرى في ريبرتوار الرسولة الكندية بينها رائعتها: Lady Of Shalott التي استحقت عليها جائزة جونو لأفضل اغنية كندية انكليزية في العام 1992.
“عندما تبتهل المرأة لله في شدوها وغنائها” وتتعانق اللغات السريانية والعبرية والعربية وتتمازج فيما بينها بانسجام وحبور في عرض مشهدي استثنائي يُثير الدهشة والجدلية في آن، ثق أن صانع هذا الإبداع الفني هو المؤسس والمدير الفني لمهرجان العالم العربي الغير مسبوق بإبداعاته جوزف نخلة. تُعاونه في “خَلقه” الموسيقية الكندية المتميّزة كاتيا مقدسي وارن على رأس فرقة أوكتو إيكو الموسيقية الكندية. وتتقن قائدة هذه الأوركسترا لأم لبنانية وأب كندي التوليفة الموسيقية المتأرجحة بين الشرقي والغربي، تخلط النوتات والالحان والإيقاعات فلا تعود في استماعك قادرا على تحديد هوية أو انتماء واحد لموسيقاها.
https://www.youtube.com/watch?v=__vWvLbv3zU&feature=youtu.be
مع هذا العرض الذي افتتح به مهرجان العالم العربي في مونتريال فعاليات نسخته العشرين يوم الجمعة الماضي تكتمل “الثلاثية الصوفية المقدّسة” التي قدّمها المهرجان على مدار أعوامه الفتية. عرض غنائي مشهدي تعانق فيه الغناء الشرقي العربي مع الترنيم الكنسي المسيحي والأغنية اليهودية في ثلاثية لغوية وثقافية ودينية صوفية غير مسبوقة بصوت وغناء وعزف ورقص نساء فقط من دون أي عنصر ذكوري. عرض مبدع ومُحدث للدهشة سمرّنا على مقاعدنا خصوصا في جزئه الأول في مسرح ميزونوف التابع لساحة الفنون العريقة بلاس دي آر في وسط مونتريال.
على إيقاع المدائح النبوية الشريفة تمايلت خصور الراقصات وهذا ما أثار حفيظة عدد من الحضور من المحافظين الذين أعربوا لي عن استيائهم مما اعتبروه “تجاوزا غير مقبول به للمقدسات الدينية” وبعض من المحافظين المنفتحين تمنى لو كانت ملابس الراقصات أكثر حشمة! /مهرجان العالم العربي
وأقول القسم الأول حيث لامسنا السماء السابعة مع تناغم الأصوات واللغات والموسيقى المختلفة فيما بينها من دون خدش أو تشويه أو التباس ودامت الشهقة على أفواهنا حتى إعلان “الانتراكت”. ووُعدنا بتجاوز الحس الملموس وتحليق بعد أكبر في القسم الثاني. ولكن للأسف حال الزكام الطارئ الذي أصاب الفنانة غادة شبير دون تحقيق هذا التجاوز في القسم الثاني للعرض لتعود ضيفة المهرجان إلى استرداد قوة صوتها في المشهد الختامي للحفل الذي كان أشبه بحالة الانخطاف والسكر التي يصل إليها المتصوف في اتحاده مع الله.
تاليا خلال التقرير الصوتي الذي أعددته لكم، تستمعون إلى لقطة لهذه المشهدية الفنية الصوفية المبدعة التي تتداخل فيها الموشحات والترنيمات والمدائح النبوية التي سجلها مذياعي خلال الحفل.
“عندما يُقتلع الانسان من جذوره بسبب الحرب” عنوان الفيلم الوثائقي التسجيلي الذي أعدّته خريجة كلية الصحافة والإعلام في جامعة مونتريال الكندية المكسيكية كارلا ميزا.
صوّرت كارلا ميزا الفيلم في لبنان الصيف الماضي وتنّقلت مع كاميرا هاتفها المحمول بين مخيمات اللاجئين السوريين في سعدنايل في قضاء زحلة في محافظة البقاع ومدينة شحيم ذات الغالبية السنية المسلمة الواقعة في قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان. في هذه المدينة يعيش عدد كبير من اللاجئين السوريين الذين يناهز عددهم في لبنان المليون والنصف مليون نسمة وهي نسبة تصل إلى 25% من اجمالي عدد سكان لبنان كما تقول كارلا ميزا في فيلمها.
خريجة الإعلام الكندية المكسيكية تعقبت خطوات الأطفال ولعبهم في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان/كارلا ميزا
نتعرف في الفيلم على المغترب السوري في اسبانيا غالب الخطيب الذي يزور عائلته في لبنان وهو من دعى صديقته كارلا ميزا لزيارة بيروت لتسترعي انتباه هذه الأخيرة صور معاناة اللاجئ السوري في مخيمات سعدنايل وتخوض تجربة فيلمها التسجيلي الوثائقي الأول. وتتابع خريجة الإعلام الكندية في عدستها أعمال افتتاح محال العصير والكوكتيل لعائلة الخطيب السورية في شحيم.
https://www.youtube.com/watch?v=9nAC2Av7Kro&feature=youtu.be
الشخصيات السورية التي تلتقيها المخرجة في لبنان تروي معاناتها لجهة ولوج سوق العمل في بلاد الأرز أو لجهة افتقار سكان المخيمات إلى مياه الشرب أو تعرّضهم للتمييز ونسمع أحد الأشخاص في الفيلم يقول:
أن هناك نوعين من اللبنانيين، النوع الأول لا يحّب السوريين والنوع الثاني لا يريدهم في لبنان.
تقول كارا ميزا في حديثها إلى مذياعنا إنها نقلت الواقع فحسب وهي دافعت في سياق آخر عن اللبنانيين ولبنان الذي ضاق باللاجئيين السوريين سيما وأنه البلد الذي استقبل أكبر عدد منهم علما أنه لا يملك الامكانات لاستقبال هذا العدد الهائل من اللاجئين على أرضه وتوفير المأكل والمسكن والوظيفة والعيش الحر والكريم لهم.
المخرجة الكندية من أصل مكسيكي كارلا ميزا: الانسانية شغلي الشاغل وغواتيمالا هي الوجهة المقبلة لعدستي ومذياعي لأنقل معاناة أهل العمال من غواتيمالا في كندا وتغرّبهم عن أوطانهم/الصورة مقدّمة من السيدة كارلا ميزا
“Déracinés Par La Guerre” عنوان الفيلم الوثائقي الي سيقّدم في عرض أول في صالة سينمائية داخل أروقة جامعة مونتريال يوم الاربعاء المقبل، 2 تشرين الأويل/اوكتوبر المقبل.
تاليا تستمعون إلى الحوار الذي أجريته مع المخرجة كارلا ميزا التي تقيم في مدينة سان-كونستانت جنوب جزيرة مونتريال.
طالب لجوء وصل إلى مدينة مونتريال عام 2016 مهدد بالإبعاد نحو غينيا رغم ادعائه بأنه قد يتعرض للقتل بسبب توجهه الجنسي.
يشار إلى أن تنفيذ إبعاده عن كندا من قبل وكالة خدمات الحدود الكندية متوقع في الثالث من شهر أغسطس آب المقبل إلا في حال حصول تدخل لصالحه في آخر لحظة.
“لقد هجرت بلدي مع أنني كنت شخصا معروفا وكنت أملك ما يسمح لي بالبقاء في بلدي. لقد هجرت بلدي لأنني كنت مضطهدا. ليس من قبل الحكم فحسب بل من قبل عائلتي أيضا عائلتي التي كانت حاقدة علي” جاء هذا الكلام على لسان شخص اختار اسما مستعارا كريم.
مجموعات من المدافعين عن مثليي الجنس تتدخل لصالح كريم/راديو كندا
ويؤكد “كريم” أنه هرب بجلده عندما اكتشفت عائلته وحزب المعارضة الذي كان ينشط ضمنه توجهه الجنسي أي ثنائية ميوله الجنسية ويقول في هذا الصدد إنه كان يعيش حياتين شخصيتين يخفي خلالهما ميوله الجنسية الحقيقية.
“أنا اليوم بين الحياة والموت. جل ما أطلب هو توفير الحماية لي. أطلب من الحكومة الكندية أن تنقذني وتنقذ أولادي”
لقد فوجئ “كريم” برفض طلب اللجوء الذي تقدم به في عام 2017 وفي السنة ذاتها تجنب الإبعاد في آخر لحظة أي في آخر يوم من الموعد المحدد لإبعاده بفضل تدخل وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة أحمد حسين.
وبعد حصوله على إذن إقامة مؤقت يسمح له بالبقاء في كندا لمدة ستة أشهر رفضت وكالة خدمات الحدود الكندية التمديد له.
“لقد حصلت تدخلات لصالحه بهدف منحه إجازة إقامة مؤقتة بعد الضجة الإعلامية التي أحاطت بالملف. مع الأسف يبدو أن الليبراليين قرروا المضي في اعتماد سياسات الإبعاد “الترحيل” التعسفية التي كان يعتمدها المحافظون” حسب تعبير محاميه ستيوارت إيستفانفي.
كما رفض لاحقا طلب كريم للحصول على إقامة لدوافع إنسانية وأخيرا آخر طلب لفحص المخاطر قبل الترحيل الذي بقي دون جدوى.
ويعتبر محامي كريم أن الأمل الأخير هو تدخل المحكمة الفدرالية للحؤول مرة جديدة دون ترحيله.
شعارات للدفاع عن كريم /راديو كندا
وجلسة المحكمة الفدرالية للنظر في القضية يوم الاثنين المقبل.
“نأمل أن تتدخل الحكومة الفدرالية لفرض احترام شرعة الحقوق والحريات وأن تحصل مراقبة لشرعية هذا القرار الذي يتعارض بقوة مع قيمنا العميقة”
حسب محامي كريم المتخصص في قضايا الهجرة وفي حقوق الأفراد.
وعما يخشاه كريم في حال ترحيله نحو وطنه الأصلي غينيا يقول: الموت
“أنا شخص ليس لي من يحميني عائلتي تحقد علي وأصدقائي يبغضونني. وفي مثل هذه الحال من سيساعدني؟ ماذا سأفعل هناك؟ الموت لا شيء غير الموت سيكون في انتظاري”
ويستغيث كريم بالحكومة الكندية للحؤول دون ترحيله نحو غينيا.
“كان كل شيء متوفرا لي في بلدي. كنت أملك مختلف الوسائل ولم يكن لي أية رغبة لترك بلدي ولم أكن لأترك بلدي لو لم أواجه هذه المشكلة”
يقول كريم الذي يتوقع الحصول على مزيد من الدعم السياسي والمجتمعي له في كيبيك.
محمد بري الناطق باسم اللجنة الغينية لحقوق الجميع/راديو كندا
يقول محمد بري الناطق باسم اللجنة الغينية للحصول على وضع قانوني للجميع إذ أن وطنه الأصلي أي غينيا ليس آمنا بالنسبة لكريم.
“في غينيا يتصرف الجيش على هواه لا وجود لأية رقابة. أقول حتى إنه بلد دون دولة بلا رقابة فالجميع يخلصون في كل مرة.
ويضيف محمد بري قائلا:
“مثليو الجنس لا تتوفر لهم الحماية في غينيا. هم غالبا ما يكون قصاصهم الرجم. ولا يجرؤون حتى على المطالبة بحقوقهم. لا يمكنهم أن يسيروا يدا بيد في الشوارع وقد يحكم عليهم بالسجن عشر سنوات بسبب مثليتهم”
راديو كندا/راديو كندا الدولي
أشار تقرير جديد نشرته مؤسسة إحصاء كندا إلى أن عدد الجرائم التي تم التصريح عنها للشرطة زادت للمرة الرابعة على التوالي في عام 2018
غير أن الملفت للانتباه هو أن جرائم الاحتيال ارتفعت للسنة السابعة على التوالي إذ أن عدد جرائم الغش التي نقلت من قبل السلطات الكندية ما تزال تسجل ارتفاعا وسنة 2018 ليست استثناء.
“إن حجم قضايا الاحتيال المرتفع هو العامل الرئيسي لزيادة حجم الجرائم على المستوى الكندي” حسب مؤسسة الإحصاء الكندية
سرقة المعلومات الشخصية بشتى الوسائل والحيل لارتكاب أعمال غش واحتيال/غيتي إيماجز
ففي كندا سجل معدل جرائم الغش بما في ذلك سرقة الهوية والغش في الهوية ارتفاعا نسبته 12% مقارنة بعام 2017 و46% مقارنة بالسنوات العشر الماضية.
أما في ما يتعلق بجرائم الاعتداءات الجنسية فإن نسبة هذه الجرائم المصرح بها للشرطة قد ارتفعت للسنة الرابعة على التوالي.
وتؤكد مؤسسة الإحصاء الكندية أن الارتفاع في نسبة هذه الجرائم ملحوظ منذ عام 2017 السنة التي شهدت حملة “أنا أيضا” حيث بلغت هذه النسبة ذروتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما أن العدد المرتفع حافظ على هذا الارتفاع على مدى العام 2018
ويقول وارن سيلفر من مؤسسة الإحصاء الكندية:
“إن ارتفاع نسبة الجرائم يمكن تفسيره بالعديد من الأسباب من بينها الاهتمام بشكل أكبر بالأحداث التي جرت خلال الشهر الذي تم فيه نشر التقرير”
التبليغ عن حالات اعتداءات حنسية زاد بكثرة في كندا عام 2018/شوترزستوك
أما في ما يتعلق بارتفاع عدد جرائم الاعتداءات الجنسية تقول راشيل شانيون من مؤسسة البحوث والدراسات النسوية في جامعة كيبيك في مونتريال:
“يقولون هناك أكثر من جرائم الاعتداءات الجنسية في كندا وهذا حسب اعتقادي يعود لوجود عدد أكبر من الأشخاص الذين يكشفون هذه الجرائم ويصرحون عنها وقد تكون الأقل من الجرائم التي يتم التصريح عنها للشرطة خوفا من الشعور بالذنب”
وتضيف شانيون قائلة:
“يبدو أن الدعاية التي أحاطت بهاشتاغ “أنا أيضا” كان لها تأثير كبير على الضحايا في الكشف عن الجرائم التي وقعوا ضحية لها وخاصة في كيبيك”
مراكز المساعدة لضحايا الاعتداءات الجنسية في كيبيك تحتفل بالذكرى 30 /إيستوك
ولمساعدة ضحايا الاعتداءات الجنسية تنتشر في كيبيك مراكز مساعدة CAVAC تسجل ارتفاعا في طلب المساعدة وحول عمل هذه المراكز تقول ماري كريستين ميشو:
“منذ مرحلة “أنا أيضا” أي بين عامي 2017-2018 لاحظنا ارتفاعا متزايدا في طلبات المساعدة نسبته ما يقرب من 21% عند الضحايا وأقرباء الضحايا وعند الشهود في ما يتعلق بالجرائم ذات الطابع الجنسي، وهؤلاء طرقوا بابنا للمرة الأولى”
ساهمت وسائل التواصل الاحتماعي في نشر حركة أنا أيضا /غيتي إيماجز
وتتساءل راشيل شانيون من مؤسسة البحوث والدراسات النسوية في جامعة كيبيك في مونتريال:
“نتساءل حيال هذا العدد الكبير من التبليغ عن هذه الجرائم كيف ستتصرف السلطات حيالها إذ يتوجب في القريب أو في البعيد إيجاد مخرج لها”
أما بالنسبة لمؤسسة الإحصاء الكندية فهي تعترف بأن هذا النوع من الجرائم لا يتم التبليغ عنه للشرطة حتما.
راديو كندا/راديو كندا الدولي
في ظل الخلافات والتنازعات التي تسيطر حاليا على المناخ الدولي ودخول وسائل التواصل الاجتماعي الحلبة لم تعد كندا في منأى عن التهديدات بأعمال عدوانية لذا من الواجب الاستعداد لمواجهة أي احتمال من تدخلات خارجية في الانتخابات أو أنواع أخرى من التهديدات التي تواجه كندا حاليا وفي المستقبل.
وفي هذا السياق وفي خضم الحديث عن تدخلات خارجية في الانتخابات الأميركية الأخيرة ومع قرب الاستحقاقات الكندية القريبة أي الانتخابات التي ستجري بعد أقل من ثلاثة أشهر في كندا حذر رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو من مخاطر تدخلات روسية في هذا الشأن غير أن الرد الروسي كان سريعا بالنفي.
رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو يحذر من إمكانية تدخل روسيا في الانتخابات الكندية/راديو كندا
جهاز الاستخبارات الكندي يحمل على عاتقه مهمة كشف أي تهديدات تواجه كندا على مختلف الأصعدة.
وعن سؤال عن أهم التهديدات التي تواجه كندا في ظل تقدم التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي أجابت ميشال تيسييه المديرة المساعدة للعمليات في جهاز الاستخبارات الكندي وهي تحتل المركز الثاني في هرمية الجهاز منذ عامين:
إن التهديدات الوارد ذكرها في القانون الذي ينظم جهاز الاستخبارات الكندي قد تطورت غير أنها ما تزال قائمة حتى الساعة ومن جملة هذه التهديدات التجسس والتدخلات الخارجية والإرهاب وعلى صعيد هذه التهديدات يسجّل تقدم على صعيد التكنولوجيا.
وبما أن التهديدات التي كانت قائمة في عام 1984 مع القانون الذي أنشأ جهاز الاستخبارات الكندي ما تزال قائمة غير أن ما طرأ عليها مجددا التكنولوجيا الرقيمة التي حتمت تطوير تكنولوجيا التحقيق.
ففي مجال الإرهاب على سبيل المثال لم يعد يتوجب الانتماء فعليا لمجموعة منظمة والخضوع لإعداد كما كان يجري في الماضي.
آلاف الأشخاص شاركوا في إضاءة شموع غداة جريمة قتل ستة أشخاص في مسجد كيبيك الكبير على يد شخص/الصحافة الكندية
حاليا يستطيع شخص ما العثور على التعليمات على شبكة الإنترنيت لصنع متفجرات كما باستطاعته استخدام سيارات لتنفيذ العملية.
إن الاستخدام والتطور السريع للتكنولوجيا الرقمية والتشفير تشكلان دائما تحديا مستمرا. ويتوجب أن نبقى متيقنين بأن نكون سباقين في مجال مواجهة التهديدات وهذا يطلب بالتأكيد تطورا من قبلنا ليكون في متناولنا الوسائل التي نحن بأمس الحاجة إليها.
غير أن الموازنة التي يتطلبها هذا التطور ليست كما ننتظر مع الإشارة إلى أننا لا ندخل بالتفاصيل لدواع أمنية لذا نتعاون مع كافة الأجهزة الأمنية في كندا وأجهزة الاستخبارات خارج كندا لضمان أن تتوفر لنا التكنولوجيا التي نحن بحاجة إليها لمواجهة الإرهاب.
إن الإرهاب يبقى التهديد الرئيسي بالنسبة إلينا في كندا وأمثلة على ذلك العمل الإرهابي الذي استهدف مسجد كيبيك الكبير أو الهجوم بالسيارة في تورنتو حيث استخدم أشخاص يؤمنون بإيديولوجيا متشددة وسائل تستخدمها عادة مجموعات إرهابية.
إن واقع أن يتصرف شخص ما وبطريقة عفوية بدوافع تتعلق بمحض معتقداته الشخصية المتطرفة تشكل بالنسبة لنا تحديا كبيرا لأنه من الصعوبة بمكان كشف شخص قرر بين يوم وآخر وبسرعة قصوى وبدون وسائل بالغة في الدقة أن ينفذ فعلته (عمله الإرهابي)
أما في ما يتعلق بالتدخلات الخارجية في الانتخابات فقد أوجدنا مجموعة عمل حول التهديدات في مجال الأمن والاستخبارات المتعلقة بالانتخابات التي تضم جهاز الاستخبارات الكندي والشرطة الملكية الكندية ومركز أمن الاتصالات والخارجية الكندية.
الشرطة الملكية الكندية من مجموعة العمل ضد الإرهاب والتدخل الخارجي/راديو كندا
وكل جهاز من ضمن مجموعة العمل يأتي مع مهمته الخاصة به وننسق معا أنشطتنا في ما يتعلق بالتدخلات الخارجية.
إن هذه المواجهات تبدو فعالة بشكل كبير إذ أن التدخلات الخارجية ليست بنت ساعتها فقد عشناها سابقا لكن علينا أن نميز بين بين التهديد الخارجي ونزاهة الانتخابات وهو ما نعيشه يوميا.
مع الأسف لا يمكننا أن نسمي بوضوح الدول المعنية لأسباب أمناستمعواAR_Reportage_2-20190722-WRA20ية غير أننا نعرف معرفة اليقين بأن دولا خارجية ستسعى للحصول على كافة الوسائل لخدمة مصالحها بطرق غير شرعية وملتوية.
راديو كندا/راديو كندا الدولي
طلبت المرشحة عن حزب المحافظين للانتخابات الفدرالية المقبلة المتوقع إجراؤها في 21 من شهر أكتوبر تشرين الأول المقبل من المحكمة الفدرالية أن تؤجل موعد الانتخابات لأنها تتزامن مع عيد ديني يهودي.
يشار إلى أن يوم الانتخابات المحدد في الحادي والعشرين من أكتوبر تشرين الأول المقبل لا يمكن إرجاؤه لوقت لاحق حسب القانون المعتمد في كندا غير أن مرشحة حزب المحافظين شاني آريه باين تطلب من المحاكم الكندية أن توعز لوكالة الانتخابات الكندية بأن تختار موعدا آخر لإجراء الانتخابات.
ففي الحادي والعشرين من شهر أكتوبر تشرين الأول المقبل يجري الاحتفال بعيد يهوي يسمى Chemini Atseret وهو يوم يحتفل فيه يهود متشددون بحيث لا يحق لهم العمل خلاله ولا التصويت ولا القيام أو المشاركة بحملة انتخابية.
وحسب الطلب المقدم للمحاكم فإن رفض مديرية الانتخابات الكندية تغيير التاريخ أمر غير معقول.
قبل بضعة أشهر من الانتخابات الفدرالية الكنديون قلقون وغير واثقين/الصحافة الكندية
وتقول المرشحة شاني آريه باين بأنه بعد تسميتها في شهر إبريل نيسان الماضي أدركت بأنه لا يمكنها التصويت في هذه الانتخابات:
“نظرت في الرزنامة وأدركت بعد أيام معدودات أن يوم الانتخابات يتزامن مع عيدي وهذا ليس بالأمر الحسن”
وتفسر أهمية يوم شيميني أتزيريت الذي يعني بالنسبة لها مجموعة من الأمور:
“لا يمكنني أن أقود سيارة، لا يمكنني أن أعمل، لا يمكنني أن أصوت، لا يمكنني أن أستخدم الهاتف، لا يمكنني أن أستخدم جهاز الكمبيوتر هي مجموعة من الأشياء التي أنا بحاجة إليها في يوم الانتخابات ولا يمكنني أن أفعلها”
وتقول آريه باين أنها اتصلت برئيس هيئة الانتخابات الكندية لتطلب منه تغيير موعد الحادي والعشرين من أكتوبر تشرين الأول وهي لقيت دعم منظمة بناي بريث.
وتقول إن هذا التاريخ لا يطاول فقط آريه باين بل نحوا من 75000 يهودي متشدد عبر كندا وهم لا يستطيعون التصويت.
وتقول إيرا والفيش وهي ناشطة يهودية بأن المتدينين يرغبون بممارسة حقهم الانتخابي على غرار غيرهم من الكنديين.
وزير المالية السابق جو أوليفر الذي خسر دائرته الانتخابية لصالح الليبراليين/الصحافة الكندية
وتأمل المرشحة عن حزب المحافظين عن دائرة إيغلنتون لورانس في تورنتو شاني آريه باين أن تفوز بهذه الدائرة التي كانت لحزب المحافظين وتسترجعها لهم عندما مني مرشح حزب المحافظين وزير المالية السابق جو أوليفر بالهزيمة لصالح الليبراليين في عام 2015.
كما يظهر اسم مواطنة من دائرة يورك الوسطى إيرا والفيش في البيان إذ أن يورك الوسطى أو يورك سنتر هي دائرة انتخابية ثانية انتزعها الليبراليون من حزب المحافظين عام 2015 مع الإشارة إلى أن السيدة والفيش تشارك في الجمعية التابعة للدائرة عن المحافظين.
وتعتزم منظمة بناي بريث اليهودية التدخل في القضية بعد أن طرحت الموضوع على مديرية الانتخابات الكندية في شهر إبريل نيسان الماضي.
وتشير المنظمة اليهودية إلى أن ثلاثة من أصل أربعة أيام يجري فيها التصويت المستعجل أي أيام الجمعة والسبت والأحد والإثنين من الأسبوع الذي يسبق الانتخابات لا يستطيع اليهود الممارسون أن يتوجهوا لصناديق الاقتراع.
وفي بين للمنظمة يقول رئيس مجلس إدارتها مايكل موستاين بأن هذا الخلاف لم يكن ضروريا.
ويعتقد مايكل موستاين أن للمدير العام للانتخابات سلطة استنسابية ممنوحة له ليغير موعد الانتخابات لتجنب يوم هام على المستوى الثقافي أو الديني لكنه لم ينجح في تفسير عدم تجاوز هذه المرحلة المعقولة كليا.
من ناحيتها تؤكد مديرية الانتخابات الكندية أنه يحق لكل كندي التغيب ثلاث ساعات عن عمله لممارسة حقه الانتخابي لكن هذا الحق لا ينطبق على ممارسة حق الانتخاب المسبق.
راديو كندا/راديو كندا الدولي
The podcast currently has 68 episodes available.