شعر عارف حمزة
صوت أحمد قطليش
عارف حمزة
رغم أنني
ما عدتُ أشعرُ بالألم
إلا أنني أتألّمُ
مثلاً
لِيَدي
التي تتابعُ
ألمَهَا
لوحدها
كأنَّ أحدهم
قطعَ الكهرباء بيني وبين أعضائي
كأنـّهُ
سجنني خارج أعضائي
وتناسى
أن يسحبها من داخلي
أو يأخذها بعيداً
كي لا ترى
ما ستتألمُ
من أجله.
/
فتحوا جفوني بالملاقط والسكاكين
أنعشوا خدرها بالمياه الباردة
بسطلٍ
من
النحاس
عيني التي ما عادت ترى
سوى
بالأبيض و الأسود
مثل عينٍ بدائيةٍ
مثل عين مهجورة
إلا أنني كنتُ أرضى
كان ذلك كفاف رؤيتي
فكنتُ أرضى
بالأجزاء الأخيرة
والمتروكة
من الحياة الأخيرة
والمتروكة
مثل شخصٍ
صلبَ قلبَهُ
أمام البحر
كي يسمع
صيحات الغرقى
إلا أن ذلك
في الحقيقة
كان كافياً
وفي النهاية
كي نـُربِّتَ
أنا وعيني
على كتفي بعضنا.
/
أتألمُ
لهذه اليد
البريئة
وهي تتقيـَّحُ
وهي تفوح برائحة الكبريت
وهي تتفسّخُ
كمجرى
نهرٍ
مخنوقٍ
بجثثٍ
مُثقـَلةٍ
بحجارةِ
الأمل.
/
أتألم لهذه اليد البريئة
وهي لا تستطيع أن تردَّ الأذى
أتألم
وهي لا تفهم
معنى الأذى
مثل طفل
خائف
أطلقوه
في الليل
لوحده
في الغابة.
/
تسقط الديدان على الأرض
الديدان الصغيرة والسريعة
لجروحٍ
كبيرة
وبطيئة
أتألم ليدي
وهي لا تستطيع أن ترفع تلك الديدان عن الأرض
وتعيدها لقلبها
النابض
بين البنصر
والإبهام.
/
لا أرى ألمها
في مكاني الكريه
ولا أعرفه
لكنني أتألم لألمها الكبير
كأن أحدهم
شغـّلَ فيلماً أخيراً
ليدي التي ذهبت
كي تتعلم وحدها.
/
أتألم
لأن يدي
كبُرَتْ
هكذا
بسرعة.
/
لذلك أنا أحيا هنا
أخاف أن أموت
وتبقى يدي
تتعذب
وتتفسخ
عني.