صوت أحمد قطليش
الأصابع ...
هذي الأصابع الآثمة ..
الأصابع التي تعبث بأرواحٍ لا تراها...
ترقص موتاُ ... ترقص ترفاً ..
ولا تخشى ...
تقضم اللمسات كمتشردة رمتها الريح بين ساقيها ومضت ...
تخلّف ورائها جثثاً كانت بالأمس أجساداً حارّةً ...
تدانيها .... تلاعبها ... تبثّها أشواكاً وفساتيناً مزهّرة ...
وحين يتمّ العبور تترنح .. كمومس تصطنع الرغبة ...
تعبُر غير آبهة أزقةَ التلافيف ... تنحني لتقود الأشلاء إلى مذابحهم..
تسير ببرود ووحشة ....
" اسكنْ .. اسكنْ .."
تدندن الأرواح ....
لا تبالي ...
هذه الأصابع التي لفّت مساماتٍ وبصمات ..
تغلي كلما ثارت القلوب .....
تسير عارية ... تختلط ... تتضارب ... تحتجب ... وتنتهي رماداً ...
تلملم الأشلاءُ مداركها قليلاُ علّها تستبقي جيناً بشرياً تحيا به بعد
نشورها ...
ترتعش كما الخلق الأوّل ... كما الاجتياح الأوّل .. الفيضان الذي يغمر
الأرواح الجسدية ... أرواح الزينة الوسطى ...
وتنتفض فجأة ... لتستيقظ من سرابها ...
و تجد الأصابعَ ذاتها .. محمومةَ الرّماد ... مرتميةً هنا وهناك كأفاعٍ
هلاميّة ...
تسكنُ الأشلاءُ .. وتسير ببرود ووحشة ...
" اسكنْ .. اسكنْ .."
تدندن الأصابع....
من يبالي ...؟!!!