كان فيه واحد اسمه عبدالرحمن عثمان. عبدالرحمن كان باحث في العلوم الإنسانية والإدارية، ومدير موارد بشرية في شركات كبيرة. مع الوقت، الحياة والشغل وصلوه لحالة صعبة جدًا اسمها "الاحتراق الوظيفي". الموضوع ده بقى مشكلة كبيرة بتسبب قلق للموظفين حوالين العالم. عبدالرحمن حس بكل أعراض الاحتراق دي. بقى عصبي وتعبان ومرهق ومشاعره متقلبة. حس إنه منغلق ومنطوي على نفسه، لدرجة إن أبسط الحاجات كانت بتضايقه وإنهم أطلقوا عليه لقب "القِموصه". شغلُه خلّاه متهالك نفسيًا، شعره بدأ يقع وشعر الأبيض ظهر، ومبقاش لاقي وقت كافي للحاجات اللي بيحبها. نومه بقى متقطع وبيحلم بالشغل، وجسمه كله بقى مكسر. عاش فترة صعبة جدًا من فقدان السيطرة وعدم اليقين. حس إنه بيدور في ساقية مالهاش نهاية، وإن طاقته ورغبته في أي حاجة خلصت. كان فيه صراع كبير بينه وبين والده الله يرحمه، بسبب اختلاف رؤيتهم للحياة؛ والده كان بيركز على التعليم والتوظيف، بينما عبدالرحمن كان بيحلم يبقى صاحب شركة. الخلاف ده وصل بيه إنه اتطرد من البيت 3 مرات، ونام في مسجد، وللأسف فكّر في الانتحار أكتر من مرة، لكن تخيله لحزن أمه كان بيوقفه. حتى إنه ماقدرش يحضر جنازة والده لأنه كان في الجيش ومكنش مسموح بالتليفون. في رحلته دي مكنش لوحده. كان معاه ناس دعموه وسندوه، زي أمه اللي لولا رعايتها مكنش بقى اللي هو فيه، وخطيبته اللي حبها بعد ما كان اعتزل الحب. كمان أصحابه كان ليهم دور مهم، زي صديقه الناشر بسام الدويك اللي آمن بيه وبكتاباته، وصديقه سقراط حارس الكتب اللي كان بيسمعه وينصحه وقت الاحتراق الوظيفي. وسط كل التعب ده، قرر عبدالرحمن يكتب عن تجربته مع الاحتراق الوظيفي. بدأ الموضوع كفضفضة مع نفسه، لكن مع مرور الصفحات لقى نفسه بيكتب كتاب. حس إن الموضوع ده قليل اللي بيتكتب عنه، بالذات من ناس عاشوا التجربة دي بنفسهم. عشان كده، الكتاب ده كتبه مخصوص لكل واحد بيحس بنفس اللي هو مر بيه. من خلال كتابه "أرجوك ال تحترق وظٌفٌا"، عبدالرحمن بيشاركنا رحلته بيفهمنا وبيشعر بينا لأنه مر بنفس التجربة. بيشرح مفهوم الاحتراق الوظيفي وأعراضه الجسدية والنفسية والسلوكية. الأهم إنه بيقدم خلاصة تجربته والدروس اللي اتعلمها، واللي ممكن نلخص جزء منها في القصة دي: اتعلم إن الحياة مغامرة كبيرة، مش اللي بيكسب فيها غير المغامرون. اكتشف إن المشاعر المؤلمة والقلق غالبًا نتيجة لأفكار وهمية. فهم إن فقدان السيطرة وعدم اليقين جزء طبيعي في الحياة، ومش لازم نحس بالسيطرة الكاملة على كل حاجة. اتعلم إن ما فيش نجاح عظيم من غير مخاطرة. لازم نخرج من دايرة الأمان عشان نتطور وننمو. والدته علمته إن الفشل مش نهاية، ده مجرد تأجيل للنجاح. فهم إن قيمتك من جواك، مش من إنجازاتك أو كلام الناس عنك. اكتشف أهمية إنه يركز على الحاجات اللي يقدر يسيطر عليها ويتحكم فيها زي طريقة تفكيره وتصرفاته، مش الحاجات اللي برا إيده. اتعلم إن التفكير في المشكلة مش بيحلها، بل بيزودها سوءً. لازم نفكر في الحلول الممكنة. أكد على أهمية المرونة النفسية، وهي القدرة على التعامل مع المشاكل والتحديات والتغلب عليها. الكتاب بيقدم حلول عملية زي إنه لازم يكون عندك مرونة نفسية، وتعرف إيه اللي بيسبب لك ضغط وتحاول تديره. بيقدم أساليب للتعامل مع الضغط. كمان بينصح بأهمية تكوين علاقات صحية في الشغل لأن ده بيحميك من الاحتراق، وإنك تتعلم تقول "لا" بأدب عشان تحافظ على وقت لنفسك. بينبه لخطورة إدمان العمل، اللي ممكن يكون سبب في فقدان الصحة والعلاقات الأسرية. ويأكد إن النجاح المهني لا يعوض النجاح الأسري. بيشجع على الموازنة بين جوانب الحياة المختلفة، ويكون عندك هواية تبعدك عن ضغط الشغل. بيقدم فكرة "المينيماليزم" أو التبسيط كوسيلة للتركيز على المعنى في الحياة والبعد عن اللهث ورا المادة والاستهلاك الزائف اللي غالبًا بنشوفه على السوشيال ميديا. في النهاية، رسالة عبدالرحمن في كتابه إن رحلة التعافي من الاحتراق الوظيفي رحلة شخصية، ومفيش حل واحد يناسب الكل. لكن مهم إنك متيأسش، وتطلب المساعدة والدعم من الناس اللي حواليك أو من متخصص. الحياة فيها صعوبات، لكن بالمرونة النفسية والسعي وتقبل عدم اليقين والتركيز على المعنى الحقيقي، ممكن نتغلب على الاحتراق ونعيش حياة أفضل.