حكايات من الكتب

رماد الماء


Listen Later

في أرض مزقتها الحرب، حيث الهياكل المحترقة للأشجار والمعدات العسكرية والرماد هي كل ما تبقى، وصل تيه سلطان، باحث أكاديمي مهتم بالحياة البرية. كان هدفه الرئيسي هو الوصول إلى بحيرة التماسيح ومبنى قديم موضح على خريطته المسروقة من دار الوثائق. تجول تيه سلطان في هذا الوادي المدمر، حيث وجد جثة مجففة ومعلقة لشاب كان يبدو حارساً. كان تيه سلطان رجلاً شجاعاً لكنه كان يعاني أيضاً من مخاوف ووحدة.
في إحدى الليالي، قتل ذئباً عجوزاً اقترب من مخيمه. في صباح اليوم التالي، وجد نفسه محاطاً بمجموعة من المحاربين البدائيين، أهل الكهف. هؤلاء المحاربون، الذين ارتدوا جلود الحيوانات وزينوا أنفسهم بالخرز والتمائم، أخذوه إلى قريتهم. هناك، تم تقديمه إلى الكواكريو، حكيم القبيلة، الذي استجوبه عبر مترجمة، فتاة جميلة اسمها فلوباندو.
اعترف تيه سلطان بأنه أكاديمي وباحث، لكن المحاربين اعتبروه صياداً ماهراً. الأخطر من ذلك، اكتشفوا أنه قتل حارسهم - الذئب العجوز. حكم عليه الكواكريو بعقوبة غريبة: عليه أن يبقى في كهف على الهضبة ويأكل لحم الذئب المقتول حتى تحل روحه محل روحه، وأن يحتفظ برأس الذئب وجلده. كان عليه أن ينتظر إطلاق سراحه عندما يصبح "مذءوباً".
خلال فترة إقامته في الكهف وتحت المراقبة، حاول تيه سلطان استكشاف المنطقة والوصول إلى البحيرة. التقى بفلوباندو مجدداً، والتي زارته في الكهف وأخبرته عن تاريخ القبيلة وعاداتها، وعن جيني ومسز جيني، البدائيين من أصل أمريكي الذين بنوا المبنى الذي يبحث عنه تيه سلطان واختفوا في ظروف غامضة. كما أخبرته عن ابنتهم، سنيال.
شهد تيه سلطان رؤية سنيال وفلوباندو وهما يرقصان عاريتين بالقرب من البحيرة. انبهر بجمال سنيال ورقصها الوحشي. بدأ يفكر في سنيال. عندما سأل فلوباندو عما إذا كان يمكنه قضاء الليلة معها، رفضت واختبرته، وكشفت عن عدم شجاعته في مواجهة الحيوانات. كما واجهته باتهامات بأنها جاسوس، تستكشف القبيلة لحساب الحكومة.
في وقت لاحق، شهد تيه سلطان مؤتمراً قبلياً كبيراً حضرته قبائل الدغل المختلفة بقيادة الكواكريو. عاد طلاب سافروا إلى المدن الحديثة (منهم بانارودنا الذي ظهر مع أهل الكهف سابقاً، وتيم الذي أصبح دبلوماسياً)، وعرضوا رؤيتهم للمستقبل، متحدثين عن التعليم والصحة ولكن أيضاً عن الحرب ضد الحكومة. في هذا المؤتمر، شعر تيه سلطان بأنه دخيل وأن مصيره مرتبط بهذه الأحداث.
بعد المؤتمر، حيث سمح له تيم، أحد العائدين، بالمغادرة وزوده بسلاح، قرر تيه سلطان أن يأخذ سنيال معه إلى العالم الخارجي. ذهب إلى كوخ سنيال ليلاً. لكنه وجد سنيال في الكوخ مع تيم. شعر بالهزيمة والرفض.
مع بدء "حرب أزولوما"، التي بدت كعرض عسكري في البداية، وجد تيه سلطان نفسه وحيداً وسط الصراع المتصاعد والدمار المحيط. اختار الرحيل، تاركاً وراءه أرض الرماد والماء، والقبيلة التي حكمت عليه، وسنيال التي سعى إليها. رحل، محاطاً بأصوات الدغل والذئاب، تاركاً "الحرب جثة هو السلم" كخاتمة مؤقتة لقصته في تلك الأرض.
...more
View all episodesView all episodes
Download on the App Store

حكايات من الكتبBy حكايات من الكتب