"المقدّمة: بداية ابتدأ الراعي بكلمة صلاة. ثم لخّص عظة الأسبوع الماضي بأنّ قوّة الله فيك ومن خلالك في 2022 سوف تفاجئك، لأنّ قوّة الله قويّة جدًا، لأنّ إلهنا إله المفاجآت، إله المحبّة يعمل أمور عظيمة جدًا في حياتنا. لكن السؤال المهمّ جدًا: هل نحن سوف نعطيه المساحة الكافية لكي يعمل فينا ومن خلالنا أمورًا عظيمة؟ هل سوف نسمح له أن ينفرد فينا حتى يحقّق فينا ومن خلالنا، لكي ينمّينا، ويشكّلنا، ويكبّرنا، هل سنسمح له بأن يعمل هذه الأمور؟ كل شيء يتوقّف اليوم على المساحة التي سوف نعطيه إياها. المساحة التي سوف نخصّصها له لكي يعمل فينا ومن خلالنا. من أجل ذلك شعارنا سنة 2022 هو "عند قدميه". لأنّ عند قدمية تستنير أذهاننا، لأنّ عند قديمه يُزهر القلب بالحبّ، لأنّ عند قدميه ينفرد فينا لكي يشكّلنا وينمّينا ويخصّصنا له. هل نحن مستعدين أن نعطيه هذه المساحة؟ في وسط النجاح والبحبوحة هل أنا مستعد، في وسط الفشل والقلّة هل أنا مستعد؟ هل في وسط الضجيج والتشويش هل أنا مستعد أن أسمح له أن ينفرد فيّ لكي يشكّلني؟ هذه السنة هي سنة التأمّل والإصغاء والجلوس عند قدمي الربّ. ثم قرأ من مرقس 7 الحديث عن معجزة شفاء أصم أخرس، ومرقس 8 معجزة شفاء الأعمى، وما بين المعجزتين يوجد معجزة إشباع الخمسة آلاف ثم بعدها يحذّر التلاميذ من خمير الفريسيين وخمير هيرودوس وخمير تعني تأثير. والتلاميذ هنا يخافون ويقلقون من المستقبل. ثم قبل أن يتأمّل الراعي في هذين المعجزتين شدّد على رسالة مهمّة عندما نفسّر المعجزات أنّ إلهنا يعمل المعجزة لأنّه يحبّ الإنسان ويريد خيره، ويريد أن ملكوت الله يخترق هذا العالم بالخير والصلاح. وأحيانًا عندما يعمل المعجزة يكون هناك معنى أعمق، معنى روحي يحاول أن يوصّله من خلال المعجزة.

ثم بعد القراءة أوضح الراعي أنّ هناك تشابه بين المعجزتين ولنلاحظ تسلسل الأحداث لنفهم قصد الرب من هذه المعجزتين:

1-الرب موجود بمكان ومحاط من الناس والضجة من حوله

2-أتوه بأصم أخرس في المعجزة الأولة وفي المعجزة الثانية بأعمى، أحد لديه مشكلة جسدية بحاجة أن يلمسه يسوع.

ماذا فعل يسوع؟ أولاً: ما قام به يسوع أولاً أنفرد به مرقس 7: 33 ومرقس 8: 23 وأخرجه الى خارج القرية. بالحادثتين، يسوع انفرد بالأخرس الأصم، وبالأعمى. السؤال: ما السبب لكي ينفرد بهما؟ لأننا نعرف محبّة يسوع انفرد به لكي يخلق علاقة معه، لكي يتصل فيه، لكي يقرّب المسافة، لكي يقدر أن يتعامل معه، لكي يسمعه الأعمى جيّدًا، والأخرس لكي يراه جيّدًا ويركّز عليه. ابتعد يسوع عن الجموع وتقرّب من المحتاج، خلق مساحة آمنة، خالية من الضجيج لكي يقدر أن يتعامل معه ويوصل رسالة له. هذا تمامًا ما يقوله ربّنا لكنيسة القيامة ولكلّ واحد منا في 2022، أريدك أن تخلق هذه المسافة بينك وبين الجموع، وتخلق مساحة لي لكي أقدر أن أتعامل معك وأشكّلك وأخصّصك وأنمّيك، وأحضّرك لمستقبل واعد فيّ ومن خلالي. يسوع يريد أن ينفرد بك، يريد أن يصعدك خارج الضجيج لكي تسمعه جيّدًا.

ماذا حدث بعد أن انفرد بهما؟ شفاهم، ليس جسديّاً فقد بل أيضًا روحيًّا. ونرى ذلك أنّهم ذهبوا وصنعوا ترتيلة ليسوع هذا الإعجاب وهذه الترتيلة ليسوع لها هدف وهي تذكّرنا بإشعياء 35 وتذكّرنا بالمسيح الآتي. هذه المصطلحات المسنخدمة تذكّرنا أنّ هذا الشخص هو يسوع الربّ. ونفس الشيء بشفاء الأعمى، يسوع مع التلاميذ في الطريق ماذا يقول الناس عن ابن الإنسام وماذا تقولون أنتم ويعلن بطرس هنا أنت هو المسيح ابن الله الحيّ، صاروا يفهموا التلاميذ أكثر بالروح القدس من هو يسوع المسيح.