تُروى قصة فيرا رينزي كواحدة من أكثر الحكايات غرابة في تاريخ الجريمة، عن امرأة وُصفت بأنها جميلة وذكية لكنها كانت تخفي وراء مظهرها الهادئ نزعة قاتلة مروعة.
يُقال إن فيرا كانت مهووسة بفكرة السيطرة الكاملة على من تحب، فحين كانت تشعر بأن أحد رجالها بدأ يبتعد عنها أو يخونها، كانت تدعوه إلى عشاء رومانسي وتقدّم له نبيذًا ممزوجًا بـ الزرنيخ. وبعد موته، كانت تضع جثته داخل تابوت من الزنك في قبو منزلها، تزوره من وقت لآخر وكأنه ما زال حيًّا. على مدار سنوات، تزايد عدد ضحاياها حتى وصل إلى خمسة وثلاثين رجلاً، من بينهم زوجاها الاثنان وابنها الوحيد، الذي حاول مواجهة أفعالها فكان مصيره كمصير غيره.
لكن خلف هذه القصة التي تبدو كفيلم رعب واقعي، يظل هناك غموض كبير حول مدى صحتها التاريخية. فالمصادر التي تحدثت عن فيرا متناقضة، وبعض الباحثين يشكّون في أن الحكاية قد تكون أسطورة أوروبية قديمة أُعيد سردها مع مرور الزمن. ومع ذلك، تبقى فيرا رينزي رمزًا أسطوريًا للمرأة التي دفعتها الغيرة والهوس بالحب إلى أبشع الجرائم، وانتهى بها المطاف إلى الموت وحيدة في السجن، بعد أن فقدت كل من حاولت “الاحتفاظ به إلى الأبد”.
Produced by:
https://www.podcaistudio.com/