في قديم الزمان، عاشت سيدة عجوز أرملة تركت طفلاً صغيرًا يُدعى يوسف، وكان عمره سبع سنوات. كان يوسف مثالاً للذكاء والوفاء والإخلاص والإحسان. عاشت الأم وابنها حياة سعيدة في بيت صغير منعزل يطل على جبل عالٍ وشديد الارتفاع. وكان يوسف يقوم بكل أعمال البيت من كنس وتنظيف وغسل وتجهيز الطعام ورعاية حديقة البيت. وذات يوم، مرضت العجوز الأرملة مرضًا شديدًا، ولم تكن تعرف طبيبًا أو تملك المال لعلاجها. اشتد الحزن على يوسف، ولم يجد وسيلة لشفاء أمه. بكى يوسف متوجعًا، واستولت آلام المرض والنسيان على أمه حتى إنها لم تعد تعرفه. في شدة حيرته، هتف يوسف باسم الجنّية وداد، التي كان أبوه قد أوصاه باللجوء إليها. ظهرت وداد وقالت ليوسف إن أمه المريضة على شفا التلف. وأخبرته أن لا أحد غيره يستطيع إنقاذها، وأن شفاءها يعتمد على نبات الشفاء من "شجرة الحياة". وأشارت إليه بأن هذه الشجرة تنبت في أعلى الجبل الذي يطل عليه بيته. حذرت وداد يوسف من المخاطر العظيمة التي سيلقاها في طريقه، لكنها أكدت له أن أمه لن يصيبها أذى حتى يعود سالمًا. وطلبت منه أن ينادي حارس النبات ثلاث مرات عند وصوله إلى قمة الجبل. انطلق يوسف في رحلته الطويلة، مليئًا بالعزم والثبات والإيمان. في ثلث الطريق، رأى يوسف غرابًا واقعًا في حبالة. أنقذه يوسف، فشكره الغراب ووعده بأن يجزيه خيرًا. بعد مسافة، رأى يوسف ديكًا يهرب من ثعلب. أنقذ يوسف الديك وأخفاه تحت ثوبه. شكره الديك ووعده بالجزاء. وبعد مسافة أخرى، رأى يوسف ضفدعًا تهرب من ثعبان. أنقذ يوسف الضفدع برمي حجر في فم الثعبان. شكرت الضفدع يوسف ووعدته بالجزاء. وصل يوسف إلى سفح الجبل، ووجد نهرًا واسعًا. لم يجد قنطرة أو سفينة لعبوره. نادى الجنّية وداد، فظهر الديك الذي أنقذه. أخبره الديك أن وداد لا تستطيع أن تفعل شيئًا هنا لأن الجبل مسحور وخارج نفوذها. ثم حمل الديك يوسف على ظهره وعبر به النهر في عشرين يومًا. واصل يوسف السير مسافات طويلة، وبعد أيام وجد أن المسافة إلى الجبل لم تزد ولم تنقص. ولكنه لم يتزعزع. ثم ظهر له القزم شيخ الجبل. طلب منه شيخ الجبل أن يحصد ويغربل ويطحن ويخبز كل القمح في حقله الكبير، وهو ما استغرق 150 يومًا للحصاد والتذرية، و90 يومًا للطحن، و120 يومًا للخبز، أي 360 يومًا في المجمل. أتم يوسف العمل، فظهر له القزم مجددًا. شكره القزم وأعطاه علبة صغيرة مصنوعة من الخشب تشبه علبة "السعوط". واصل يوسف سيره، وظهر أمامه جدار عالٍ. بعد 54 يومًا من الانتظار، سقط جزء من الجدار وظهر حارس الجدار (جنّي). طلب منه الجنّي أن يقطف كل العنب في كرمه ويصنع منه شرابًا لذيذًا، ثم ينقل البراميل إلى الكهوف الأرضية. استغرق يوسف 30 يومًا لقطف العنب و90 يومًا لعصره ونقله، أي 120 يومًا. عندما أتم يوسف عمله، تفحّص الجنّي البراميل. ثم شكره الجنّي وأعطاه "زهرة الشوك" من جيبه. بعد ذلك، اعترضت يوسف هاوية عميقة. بعد 8 أيام من المحاولة، ظهر له الذئب "أويس". طلب منه الذئب أن يصطاد كل ما تحتويه غابته من طير وحيوان، ويشوي نصفه للذئب، ويقلي النصف الآخر ليوسف. لم يكن يوسف يحسن الصيد، فظهر له الغراب "أبو حاتم" (الذي أنقذه سابقًا). ساعده الغراب في صيد كل ما في الغابة. استغرق هذا العمل 150 يومًا. عندما أتم يوسف المهمة، شكره الذئب وأعطاه عصاه، قائلًا إنها ستكون خير معين له في السفر، ويمكنه ركوبها لتنقله حيث يشاء. ثم حمله الذئب على ظهره وقفز به عبر الهاوية. وصل يوسف إلى حديقة شجرة الحياة، لكنه وجد بركة عظيمة أمامه. بعد 55 يومًا من محاولة إيجاد طريقة للعبور، ظهر له القط. طلب القط من يوسف أن يصطاد كل السمك من البركة، يشوي نصفه لنفسه ويقدم النصف الآخر للقط. لم يتمكن يوسف من صيد السمك، فظهرت الضفدع (التي أنقذها سابقًا). قامت الضفدع بصيد كل السمك ليوسف، وقد استغرق ذلك شهرين. عندما أتم يوسف المهمة، شكره القط وأعطاه مخلبه، قائلاً إنه يزيل كل الأمراض والآلام والشيخوخة. مسح يوسف جبهته بالمخلب، وشعر براحة وقوة فورية. ثم حمل القط يوسف على ذيله وعبر به البركة. وأخيرًا، وصل يوسف إلى باب الحديقة. دخل الحديقة، فوجدها كبيرة لكن شجرة الحياة اختفت بين آلاف الأشجار. تذكر وصية وداد بأن ينادي حارس النبات. ظهر حارس النبات، وهو فتى صغير يرتدي زي الأطباء. رحب به حارس النبات، وأعطاه ساقًا صغيرة من شجرة الحياة. عاد يوسف إلى بيته فورًا باستخدام عصا الذئب. وضع عصير النبات على شفتي أمه، فشفيت على الفور. لاحظت أمه أنه كبر، فقد مر عامان وسبعة أشهر وستة أيام على غيابه، وكان عمره عشر سنوات عندما بدأ رحلته. ظهرت الجنّية وداد، وهنأت يوسف على شجاعته ونجاحه. ثم كشفت عن سر الهدايا التي حصل عليها:
علبة السعوط (من شيخ الجبل): عند فتحها، خرج منها أقزام صغيرون، بنوا ليوسف قصرًا فخمًا محاطًا بحدائق غنّاء.
زهرة الشوك (من الجنّي حارس الجدار): عند شمها، تجلب ليوسف وأمه كل ما يتمنيانه من ملابس فاخرة وطعام شهي.
عصا الذئب (أويس): تنقلهما إلى أي مكان يشاءان.
مخلب القط: يضمن لهما الصحة والشباب الدائم.
وهكذا، عاش يوسف وأمه في سعادة ورغد عيش، لا ينقصهم شيء، ولم يدركهما ضعف الشيخوخة، وذلك بفضل ما ظفرا به من المزايا الأخلاقية والهدايا السحرية. وظلت قصتهما مثالاً صالحًا للبر والوفاء للأبناء.
في قديم الزمان، عاشت سيدة عجوز أرملة تركت طفلاً صغيرًا يُدعى يوسف، وكان عمره سبع سنوات. كان يوسف مثالاً للذكاء والوفاء والإخلاص والإحسان. عاشت الأم وابنها حياة سعيدة في بيت صغير منعزل يطل على جبل عالٍ وشديد الارتفاع. وكان يوسف يقوم بكل أعمال البيت من كنس وتنظيف وغسل وتجهيز الطعام ورعاية حديقة البيت. وذات يوم، مرضت العجوز الأرملة مرضًا شديدًا، ولم تكن تعرف طبيبًا أو تملك المال لعلاجها. اشتد الحزن على يوسف، ولم يجد وسيلة لشفاء أمه. بكى يوسف متوجعًا، واستولت آلام المرض والنسيان على أمه حتى إنها لم تعد تعرفه. في شدة حيرته، هتف يوسف باسم الجنّية وداد، التي كان أبوه قد أوصاه باللجوء إليها. ظهرت وداد وقالت ليوسف إن أمه المريضة على شفا التلف. وأخبرته أن لا أحد غيره يستطيع إنقاذها، وأن شفاءها يعتمد على نبات الشفاء من "شجرة الحياة". وأشارت إليه بأن هذه الشجرة تنبت في أعلى الجبل الذي يطل عليه بيته. حذرت وداد يوسف من المخاطر العظيمة التي سيلقاها في طريقه، لكنها أكدت له أن أمه لن يصيبها أذى حتى يعود سالمًا. وطلبت منه أن ينادي حارس النبات ثلاث مرات عند وصوله إلى قمة الجبل. انطلق يوسف في رحلته الطويلة، مليئًا بالعزم والثبات والإيمان. في ثلث الطريق، رأى يوسف غرابًا واقعًا في حبالة. أنقذه يوسف، فشكره الغراب ووعده بأن يجزيه خيرًا. بعد مسافة، رأى يوسف ديكًا يهرب من ثعلب. أنقذ يوسف الديك وأخفاه تحت ثوبه. شكره الديك ووعده بالجزاء. وبعد مسافة أخرى، رأى يوسف ضفدعًا تهرب من ثعبان. أنقذ يوسف الضفدع برمي حجر في فم الثعبان. شكرت الضفدع يوسف ووعدته بالجزاء. وصل يوسف إلى سفح الجبل، ووجد نهرًا واسعًا. لم يجد قنطرة أو سفينة لعبوره. نادى الجنّية وداد، فظهر الديك الذي أنقذه. أخبره الديك أن وداد لا تستطيع أن تفعل شيئًا هنا لأن الجبل مسحور وخارج نفوذها. ثم حمل الديك يوسف على ظهره وعبر به النهر في عشرين يومًا. واصل يوسف السير مسافات طويلة، وبعد أيام وجد أن المسافة إلى الجبل لم تزد ولم تنقص. ولكنه لم يتزعزع. ثم ظهر له القزم شيخ الجبل. طلب منه شيخ الجبل أن يحصد ويغربل ويطحن ويخبز كل القمح في حقله الكبير، وهو ما استغرق 150 يومًا للحصاد والتذرية، و90 يومًا للطحن، و120 يومًا للخبز، أي 360 يومًا في المجمل. أتم يوسف العمل، فظهر له القزم مجددًا. شكره القزم وأعطاه علبة صغيرة مصنوعة من الخشب تشبه علبة "السعوط". واصل يوسف سيره، وظهر أمامه جدار عالٍ. بعد 54 يومًا من الانتظار، سقط جزء من الجدار وظهر حارس الجدار (جنّي). طلب منه الجنّي أن يقطف كل العنب في كرمه ويصنع منه شرابًا لذيذًا، ثم ينقل البراميل إلى الكهوف الأرضية. استغرق يوسف 30 يومًا لقطف العنب و90 يومًا لعصره ونقله، أي 120 يومًا. عندما أتم يوسف عمله، تفحّص الجنّي البراميل. ثم شكره الجنّي وأعطاه "زهرة الشوك" من جيبه. بعد ذلك، اعترضت يوسف هاوية عميقة. بعد 8 أيام من المحاولة، ظهر له الذئب "أويس". طلب منه الذئب أن يصطاد كل ما تحتويه غابته من طير وحيوان، ويشوي نصفه للذئب، ويقلي النصف الآخر ليوسف. لم يكن يوسف يحسن الصيد، فظهر له الغراب "أبو حاتم" (الذي أنقذه سابقًا). ساعده الغراب في صيد كل ما في الغابة. استغرق هذا العمل 150 يومًا. عندما أتم يوسف المهمة، شكره الذئب وأعطاه عصاه، قائلًا إنها ستكون خير معين له في السفر، ويمكنه ركوبها لتنقله حيث يشاء. ثم حمله الذئب على ظهره وقفز به عبر الهاوية. وصل يوسف إلى حديقة شجرة الحياة، لكنه وجد بركة عظيمة أمامه. بعد 55 يومًا من محاولة إيجاد طريقة للعبور، ظهر له القط. طلب القط من يوسف أن يصطاد كل السمك من البركة، يشوي نصفه لنفسه ويقدم النصف الآخر للقط. لم يتمكن يوسف من صيد السمك، فظهرت الضفدع (التي أنقذها سابقًا). قامت الضفدع بصيد كل السمك ليوسف، وقد استغرق ذلك شهرين. عندما أتم يوسف المهمة، شكره القط وأعطاه مخلبه، قائلاً إنه يزيل كل الأمراض والآلام والشيخوخة. مسح يوسف جبهته بالمخلب، وشعر براحة وقوة فورية. ثم حمل القط يوسف على ذيله وعبر به البركة. وأخيرًا، وصل يوسف إلى باب الحديقة. دخل الحديقة، فوجدها كبيرة لكن شجرة الحياة اختفت بين آلاف الأشجار. تذكر وصية وداد بأن ينادي حارس النبات. ظهر حارس النبات، وهو فتى صغير يرتدي زي الأطباء. رحب به حارس النبات، وأعطاه ساقًا صغيرة من شجرة الحياة. عاد يوسف إلى بيته فورًا باستخدام عصا الذئب. وضع عصير النبات على شفتي أمه، فشفيت على الفور. لاحظت أمه أنه كبر، فقد مر عامان وسبعة أشهر وستة أيام على غيابه، وكان عمره عشر سنوات عندما بدأ رحلته. ظهرت الجنّية وداد، وهنأت يوسف على شجاعته ونجاحه. ثم كشفت عن سر الهدايا التي حصل عليها:
علبة السعوط (من شيخ الجبل): عند فتحها، خرج منها أقزام صغيرون، بنوا ليوسف قصرًا فخمًا محاطًا بحدائق غنّاء.
زهرة الشوك (من الجنّي حارس الجدار): عند شمها، تجلب ليوسف وأمه كل ما يتمنيانه من ملابس فاخرة وطعام شهي.
عصا الذئب (أويس): تنقلهما إلى أي مكان يشاءان.
مخلب القط: يضمن لهما الصحة والشباب الدائم.
وهكذا، عاش يوسف وأمه في سعادة ورغد عيش، لا ينقصهم شيء، ولم يدركهما ضعف الشيخوخة، وذلك بفضل ما ظفرا به من المزايا الأخلاقية والهدايا السحرية. وظلت قصتهما مثالاً صالحًا للبر والوفاء للأبناء.