بلسان امباركة نحكي قصتها المثيرة للإعجاب. شابة في مقتبل العمر، لا تهاب العدو وإنما تواجهه بكل ما أوتيت من حكمة.

النيرية أسطورة حولت من الكلمات سلاحا موجها للمستعمر فكان لها أن انتصرت على أطماعه.

القصة تخيط تفاصيلها مريم مرغيش.

تعاني اليوم من التهميش والإقصاء، بينما كانت بالأمس متصدرة المشهد بصوتها وعيوطها المنتقاة. عيدة أو عايدة توصف بحاملة سر "تشياخت" كونها حفظت التراث الشفهي للعيطة من الاندثار بكل ما أوتيت من موهبة مع زوجها الداعم الدعباشي.

وُلدت الحامونية الشيخة بعد زواجها للمرة الثانية. جال صوتها العيطة باختلاف أنواعها. كانت سيدة الخشبة تشد الحاضرين لعرضها الذي لم يخرج يوما عن خط الأصالة.

لا تشبه قصتها البقية، أنيقة وجميلة، يهودية من أصول أمازيغية، تفتخر بمغربيتها كما تكن كل التقدير والاحترام لكبار الموسيقيين المغاربة الدين تربت على فنهم.

تنتهز الفرص للتعريف بالموروث المغربي باختلاف مكوناته.

وصفت بشيخة الشيخات، انطلقت من الهامش وبلغت القمة. احتفظت باسمها كاملا خلال رحلتها الفنية ولم تفكر يوما في تغيير جلدها لسبب من

الأسباب. فاطنة بنت الحسين التي عاشت أوج "تشياخت" بالمغرب تفرد لنا سبعة عقود من الحياة الموسومة بالانفتاح الدائم على الفنون الشعبية.

مختلفة في كل شيء، تحب الغناء والرقص أكثر من أي شيء آخر في الحياة، ومن أجله ضحت بحياتها الأولى في سبيل حياة ثانية لم يكن سهلا بناؤها. أمازيغية تحب الوطن ومثلته أحسن تمثيل دائما.

قد يسأل سائل، لماذا تدرج حلقة شامة الزاز ضمن بودكاست شيخة؟ الإجابة بسيطة: شامة الزاز غنت العيطة بالتحديد العيطة الجبلية وهذا قاسم مشترك بينها وبين الشيخات اللواتي اخترن العيطة تخصصا فنيا، والسبب الثاني لأن شامة فنانة شعبية.

لغير هذه الأسباب، شامة الزاز مثال امرأة قوية ببساطتها وتشبثها بأحلامها غير المعتادة!

استمتعوا ب"أعيوع"!

صوتها يحرك في السامع طاقة غريبة، حين تغني ينصت لكلامها الموزون وتتراجع آلات العزف فسحا المجال لحنجرتها المبحوحة شجنا. أحبت الوطن وغنت لأجله. مسالك شائكة مرت بها الحمداوية دون أن يمسسها ضرر لأنها حكيمة في صنع مسارها.

مريم مرغيش تستأذنكم الحديث بلسان الحجاجية.

طبع اسمها بقوة في تاريخ فن العيطة، ذاع صيتها أكثر في السنوات الأخيرة بعدما صيغت أغانيها وكلماتها بطريقة أحدث. قصتها لا يمكن التأكد من صحة فصولها بفعل اختلاف الروايات.

في هذه الحلقة تحاكيها مريم مرغيش متقمصة حياة الثائرة رقم واحد في ذاكرة الشيخات.